• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

براءة الرافعي من أبي رية

وائل حافظ خلف


تاريخ الإضافة: 30/7/2012 ميلادي - 11/9/1433 هجري

الزيارات: 20343

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بَرَاءَةُ الرَّافِعِيِّ مِنْ أَبِي رَيَّةَ


الحمدُ لله رب العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على الرسلِ والنبيينَ، لاسيما خاتمِهم العربيِّ محمدٍ ذي المقامِ المأنوقِ في أعلى عِلِّيِّينَ، والرِّضا عن آلِهِ الطاهرينَ، وأصحابِهِ والذين اتبعوهم بإحسانٍ أجمعينَ.


أما بعدُ:

فقد كتبنا لمجلة "المجتمع الكويتية" - في جُمَادَى الآخِرَة[1] لسنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة = 5/5/2012م- فصلًا طويلًا عن نابغة الأدب وحجة العرب أبي السامي مصطفى صادق الرافعي - جعل الله عليه صلاةَ قَوْمٍ أَبْرَار، يقومون الليل ويصومون النهار، ليسوا بَأَثَمَةٍ ولا فُجَّار[2]-، وسلك بنا القول دروبًا في التعريف بالأدب الحق، واللَّمْع إلى خطر أضراب "عوير"، و"كسير"، و"ثالث ما فيه خير"!، ثم رجع بنا القول إلى الرافعي.


وعَقِيب نشر ذا المقال تلقينا رسائلَ متباينةً، بعضها من أناس تخالّوا على مناوأة السُّمُوِّ الأدبي ومُؤَاحَنَة أهله، فلا علينا منهم الآن، وكثير منها يشمَل أسئلةَ أفاضلَ عن أشياءَ تتعلق بأدب الرافعيِّ، ولبيان ما سألوا محلٌّ آخرُ، إنما أنا مَعْنِيٌّ هنا بجواب سؤالٍ ردَّده غيرُ واحدٍ: ((ما علاقة الأديب الرافعي بالرافضي[3] "محمود أبو رية" منكرِ السنة النبوية ؟)).


ولقد علمت أن كثيرين قد عَنَدوا عن الحق في الرافعي حين رأوا رسائله لأبي رية، وأتأمت تلك الرسائلُ: رِفْعَةً لقدر وضيع، وضِعَةً من قدر شريف.


فأقول موجزًا:

وَايْمُنُ اللهِ، إنَّ الرافعي لبرئٌ من هذا الفَسْل "محمود أبي رية" مؤلفِ "أضواء على السنة المحمدية"، و"شيخ المضيرة.. أبو هريرة" !!، وهو على اعتقاده ومنهجه حَرْبٌ.


وقد غَلِطَ مَن تناول الرافعيَّ بالظِّنَّة لأجله ؛ فالرسائل التي خَطَّها له كانت شيئًا قديمًا، أرسله أبو السامي لهذا التُّكَأَةِ السَّمْج - في عِنْطِيَان شبابه وقبل أن يَحْرَض فِكرُه - أجوبة لسؤالاته، ولم يأذن له في طبعها، وكان يتبرأ مما هو بسبيلها إذا نُشر [4]... هذا شيْءٌ.


وأمرٌ ثانٍ: وهو أن الرافعيَّ - رحمه الله - قبل موته بثلاث سنين هجر أبا رية، ولنعم الصنيع صنيعه.


أرأيتَك وقد دَابَرَ الرافعيُّ هذا الإنسانَ واطَّرَحَه هل يجوز لنا أن نثبت الأواصرَ بينهما، وعن عمد قد فصم عروتها صاحبها ؟! لئن فعلنا إننا لمفترون.


على أن ذلك المأفون لم يُظهر رأيَهُ القبيحَ في السنة النبوية والصحابة الكرام ولم يستعلن بمذهبه الضاربِ في الغَواية بذنبه إلا بعد موت الرافعي؛ فإن كتابه الأبتر "أضواء على السنة المحمدية" - الذي قدم له الدكتور طه حسين [5]!! -لم يُطبع إلا بعد وفاة أبي السامي بعشرين عامًا، ولو قد علم الرافعيُّ خُبْثَ دَخْلَته لسَفَّده[6]، ولأذاقه الْمُمِضَّاتِ كما فعل بمَن على شاكلته من الخَتَّارين أولي العقائد الفائلة، ولكن هذا الشخص تصنع للرافعي وهو في شبيبته إرادةَ أن يُذْكَرَ به[7]؛ إذ كان - ولا يزال - نكرةً خسيسَ القدرِ، غُفْلًا وضيعَ الشأنِ. فالله حسيبه هو وأمثاله. هذا الثالث.


والرابع: مما لا يخفى على باحث أن الرافعي كان له بصر بالحديث ومصادره[8].


يصاحب ذلك إجلال وتوقير لحملته، وحسن ثناء على رواته.


ففي "وحي القلم" [9]ترى الرافعي يصف أبا هريرة بأنه صحابي جليل، وتشهده ينافح عنه في "تاريخ آداب العرب"[10].


فتدبر - ويحك - هل نستطيع القول بأن قرابة فكرية ورحمًا تكون بين صاحب هذا النهج وبين مَن كان هو وتعظيم السنة والصحابة لا يأخذان في طريق ؟!!


لا جرم أن ذلك ازورار عن الحق مبين، ولم يكن الرافعي ليداهن في الدين، وهو الذي عادى لله وفي الله أناسًا أولي بأس شديد، أفتحسبه كان تاركًا أبا رية وشأنه لو عالنه آنئذ بتلك العقيدة الخرقاء؟!


على أني لا أستبعد أن تكون الخصومة التي حصلت بينهما بأخرة سببها فلتات عرفها الرافعي في لحن قول ذا الظِّلِّيم، أبانت عما طوى كَشْحَه عليه.


وأخيرًا: هاك ردًّا للرافعي حين رأى سوء أدب مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نضح به قلم الخاسر الرَّذْل.


وهو بسبيل مما نناقش، ينبئك عن الرافعيِّ، الرافعي المجاهد، الرافعي الذي كان ((ملجأ يعتصم به المؤمنون حين تناوشهم ذئاب الزندقة الأدبية)) [11].


جاء في "رسائل الرافعي لأبي رية" - والتي نشرها الأخير ضَلَّةً - (59):

((يا أبا رية، إنك تسألني مسائلَ دقيقةً تحتاج إلى الفكر وبسط الجواب، وهذا ما لا قِبل لي به، فأنا مريض الدماغ حقيقةً - [ كان الرافعي كثيرًا ما يردد مثل هذه الكلمة لذلك الثقيل الفَدْم] -، ولكني أجيبك بما قل ودل.


وقبل هذا الجواب أنبهك إلى أنك كررت في كتابك ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - دون أن تتبع اسمه الشريف بصيغة الصلاة عليه، وهذا سوء أدب لا أقبله أنا من أحد ولا أُقر أحدًا عليه، وأنت حين تقول في كتابك: ((إن الألفاظ ألفاظ محمد)) ؛ لا تكاد تمتاز عن رجل مظلم القلب. نعوذ بالله من هذه الطائفة. فانتبه إلى ذلك، واستغفر الله لنفسك)) ا.هـ.


الله أكبر. فما عسى كان يقول الرافعيُّ - قدس الله رُوحه ونور ضريحه - لو أنه اطلع على كلام أبي ريةَ في إنكاره السنة وشتمه أبا هريرةَ؟!!!


وجملة القول:

إن الرافعي ليس من لئيم العُنْصُر هذا في شيء، ولا من اعتقاده في ظل ولا فيء.


وإنما عقد أبو رية آصرة بينه وبين الرافعي لعلة ذكرناه في صدر هذا الكتاب، ولم يك منحرفًا عن الجادة وقتئذ، ولقد صارمه الرافعيُّ قبل موته بثلاث سنين. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

 

هذا، والحمد لله أولًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.



[1] هنا فائدة نفيسة ينبغي أن تكون منها على ذُِكر، فقد أغفلها كثيرون، ذلك أنه لا يذكر الشهر إلا مع شهر رمضانَ وشهريْ ربيعٍ، دون سائر الشهور، إنما يقال: هذا شعبانُ قد أقبل، وهذا شوالٌ وصفرٌ... نقل ذلك ابنُ منظور في "لسان العرب" [ (7/162) ط/ دار صادر – بيروت = (4/245) ط/ دار الحديث – القاهرة ]، وتبعه الزَّبِيدي في "تاج العروس من جواهر القاموس" [(18/363) ط/ دار الهداية]، وزاد رجبًا رابعًا، فقال: ((وكذلك رجب؛ فإنه لا يذكر إلا مضافًا إلى شهر، وكذا = = قالوا التي تُذكر بلفظ الشهر هي المبدوءة بحرف الراء، كما سمعته من تقرير شيخنا المرحوم السيد محمد البليدي الحسني رحمه الله )) ا.هـ

[2] هذا دعاء كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقوله إذا اجتهد في الدعاء لأحد.

[3] نرى أن نسبة الرجل للرفض صحيحةٌ ترتفع عن النقاش والجدال، ومَن نظر في كتاب مرتضى الرضوي "مع رجال الفكر في القاهرة"؛ أيقن صحتها.

[4] والرافعي كان يُعلم مَن يكتب إليهم بهذا، ومنهم ذلك الدعي، كما تراه في "الرسائل" (ص24)، فهل الأموال التي أكلها أبو رية من وراء نشر تلك الرسائل باسم الرافعي، ناقضًا للوعد الذي اتَّعَد، حلالٌ ؟ وهل هذا من الأمانة في شيْءٍ ؟!

[5] خرج كثير من الجرذان في هذه الأيام من جحورهم جذعة أخرى، ولا هَمَّ لهم إلا الطعن على السنة النبوية، وتمجيد أبي رية ومَن يضاهيه ومَن طُبع على غِرَاره، وقد تناولنا كثيرًا منهم بالنقد في كتابنا "الطود المنيف في الرد على من قال: في "صحيح البخاري" ضعيف"، ولنا مجموعة من المقالات المفردة في بعضهم سننشرها إن شاء الله - عز وجل - تحت عنوان: "السفود... إصلاح وتهذيب". أما الدكتور طه فقد أوفيته حقه دون وكس أو شطط في: "مجمع البحرين في المحاكمة بين الرافعي وطه حسين".

[6] أي: لوضعه على السَّفُّود.

[7] وكان هذا دأبه، فلا يكاد يسمع عن مشهور حتى يجمع جراميزه ليكون معه "في الصورة"!، فلا يألو أن يبذل جهده في التملق، تارة بعرض المال منجزًا، وأخرى بوعد الإنفاق على المطبوعات أو شرائها، أو بالظهور في لبوس المشايخ أهل الزهادة ذوي الدعوات المستجابات،،، وقبحها الله من طرق!!. ولقد استنصح هو الرافعيَّ ذات مرة في أمر تعلقه بكبير من الكبراء!، فكانت جابة الرافعي: (( أما ما وصفتَ من أمر صاحبكم "الرجل الكبير" الذي أملت أن تكبر به؛ فكأنك لم تقرأْ قولَه – تعالى -: ﴿ رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا﴾. فلعنة الله على كل 999 من الألف من هذه الفئة... ))!.

[8] ويكفي شاهدًا على ذلك من آثاره: "تاريخ آداب العرب"، ولاسيما منه: "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية"، وإن أردت مَئِنَّةً من "وحي القلم" - والبينات منه كثيرات - ؛ فاعلم أن الرافعي لما هم بإنشاء مقاله الفائق: "السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية" - وهو منشور في صدر الجزء الثالث من "الوحي" - قرأ "صحيح البخاري" قراءة درس في بضعة عشر يومًا، ثم استخرج منه بعدُ ما عليه بنى مقالَه.

[9] في الجزء الأول، حاشية مقال "ذيل قصة زواج وفلسفة المال".

[10] في المجلد الأول، الباب الثاني، الرواية بعد الإسلام.

[11] اقتباس من كلام العلامة أبي فهر محمود محمد شاكر - أثابه الله، وبل بالرحمة ثراه، وجعل الجنة متقلبه ومثواه -. وقد ذكرناه مع طرف من ثناء الأكابر على الرافعي في مقالنا الذي نشر في "المجتمع".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة