• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

إذا استفزك مقالي فانقده

ابتسام الكحيلي


تاريخ الإضافة: 25/7/2012 ميلادي - 6/9/1433 هجري

الزيارات: 9430

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إذا استفزك مقالي فانقده

 

لا فكاك من الثقة بأن حديثك حول أمر ما -قصة، مقال، قصيدة، شخصية، مؤسسة- يُحول سهم الهدف منه إليك، ألا ترى أن انعطافَك يمينًا أو يسارًا بمركبتك اليومية، يُحول مرمى نظرك من الأمام إلى اليمين أو اليسار، هذا ما يحدث لسامعِ أو قارئ تعليقك أو رأيك، يتحوَّل مرماه من الموضوع إلى المُعلِّق عليه، فتعليقك ونقْدك مرآة لك قبل أن يكونَ مرآة لغيرك.

 

فاربأْ بنفسك ألا تضعَها إلا بما يليق بها، فالسكوت أولى لك، فأنت غير مضطرٍّ غالبًا لتوجيه عجلةِ الرؤية والتحديق منه إليك، إلا في حالاتٍ لها خصوصيتها، وغالبًا تكون فيها على درجةٍ من الصعود.

 

النقد ممارسة ثقافية اجتماعية مدوَّنة بأرقى تنزيلٍ بقول رب العالمين: ﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 67]، وقوله: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [التوبة: 43]، وقول رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم -: ((نِعم الرجلُ عبدالله لو كان يقوم الليل))[1].

 

والقعود عنه سُبات للأمة وتراجع، فانتقِد وتذكَّر أن الأعينَ تلتهمك، فلا تجعل من نفسك لُقمةً غير مستساغة.

 

• فعليك بتصفية السريرة وتنقيتها من رغبة الصِّيت والسمعة، أو هوى النَّيْل من الآخرين لبواعثَ نفسية أو شخصية؛ فإنَّ اللهَ فاضِحها، وإن تراءى لك إبطانها، فإن غردتَ في منبرك "التويتري" مثلاً، وسلطتَ لسانك على مَن تعرف ومن لا تعرف، فإن للبشر أعينًا تَمتشقك، وألْسنًا تلُوكك، وما الخلفان والنمر بمنأًى عنك.

 

• قد يستفزك أمرٌ لانتقاده؛ فمن الفطنة قراءةُ منتقَدِك، واستجلاه وتحديد هدفِك، والتريُّثَ التريثَ؛ فمن طالت فكرتُه، حَسُنت بصيرته[2]، ورُبَّ عجلةٍ تهب رَيْثًا، وربَّ غيثٍ لم يكن مغيثًا، وعالج ما تطرحه على نفسك من أسئلة:

ما الذي أعجبني في الأمر أو الموضوع أولاً؟

ما الذي لم يعجبني؟ هل هو العنوان أم الفكرة أم الأسلوب؟

 

ولا تبخَل على نفسك بتفنيد نقدِك بالعلل والبراهين، وإلا فاتْركه، فقد ينبري إليه آخرُ، ويكفيك عناءَ التفكير.

 

ويحفظ عليك ماءَ وجهك لانتقادك أمرًا لا تحمل في جَعبتك عنه معرفة، فلذَّة النقد الجليل أشرفُ من لذة النقد ذاته.

 

• قرأتَ مقالة سياسية أو اقتصادية أو أدبية، وأنت ليس من ذلك في شيء، ولكنها ما زالت تلح عليك، وتؤرِّق تفكيرك أن تنقدَها، فعليك أن تقرأ حولها حتى تسبرَها وتصلَ إلى شاطئ آمِن حولها، ولا بأس أن تشاورَ عاقلاً، فتأخذَ نصف عقله، ثم دوِّن ما ترى بثقة.

 

تأكد أنك لم تُجهد نفسك من أجل صاحب المقالة أو الموضوع، بل من أجلك أنت، فهي مرآتُك، وأنت تحبُّها بلا شك.

 

ولا تتفصح وتقارن الشخص بغيره - سوى الموازنة - أو تُشِر له بأن يجاري فلانًا ما بأسلوبه؛ لأن النقدَ أسلوبٌ للتهذيب والبناء والتربية، وهذا ليس من التربية في شيء.

 

جهدُك هذا ليس دقيقًا فتَنثره للريح، بل لؤلؤ فانظمْه جيدًا فتستريح، وابدأ بالمحاسن والشكر للمنتقد، أليس له فضلُ تَفتيق ذهنك، وازدهار قريحتك، ثم انظم المثالبَ بأدب الكاتب، وفهم العالِم مع التعليل وسَوْقِ الحجة، وختمه كما بدأته بالثناء والشكر.

 

أخيرًا تذكر قول الشافعي - رحمه الله -: "ما جادلتُ أحدًا، إلا تمنيتُ أن يظهرَ اللهُ الحقَّ على لسانه دوني".

 

إذا ما راجعك وكان محقًّا، فالعظيم من يُشعر الآخرين بأنهم عظماء.



[1] البخاري، باب فضل قيام الليل، ص 9.

[2] ميزان الحكمة، ج3، ص 2464.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- كلام جميل
ahmad--54 - المغرب 31-07-2012 12:09 PM

مقال يستحق الشكر .فالكلمة تهوي بالانسان أو ترفعه.

3- شكر
ابتسام الكحيلي - السعودية 28-07-2012 04:35 AM

الأخ الفاضل :أحمدالكندري
جزاك الله خيرا.
الأخ الفاضل :معتز
جزاك الله خيرا, أصبت الهدف في توضيح ماقصدته , ولكن استسمحك بأن أترك العبارة كما هي , لعل أحد القراء أو _القارئات _ يجد لها مخرجا آخر.

2- استفزني عنوانك
معتز - بلاد العرب 27-07-2012 01:35 PM

الأخت الكريمة ابتسام استفزني عنوان مقالك لقراءة مضمونه ففعلت... فوجدت كلمات نصح طيبة في مكانها.. بوركت أختنا وبورك قلمك..

وإن كان لي من ملاحظة أو رأي ففي موضع واحد فقط، وهو قولك:
(فلا تجعل من نفسك لُقمةً غير مستساغة)

هذه العبارة تخالف مقصودك فأنت تنصحين الناقد أن يتدبر وألا يتعجل النقد لئلا يجعل نفسه هدفا للآخرين ولقمة سائغة لهم في ذم نقده وعجلته!!

ومن ثم فإن السياق يحتم أن تقولي:
(فلا تجعل من نفسك لُقمةً سائغة)

أي هدفا سهل الإصابة والنقد والرد..

أو قولك : (غير مستساغة)
فمعناه عكس ذلك: اي لا يسهل على الآخرين نقدك والرد عليك..

وهذا خلاف ما تريدين.

أكرر شكري لك أختي وتقديري لما كتبت..

1- رائع
أحمد الكندري - الكويت 27-07-2012 01:15 PM

بارك الله فيك ، رائع و في الصميم .

لو استوعب الناس فلسفة النقد  وأهدافه ، لتآلفت القلوب وتوحدت الأقلام للبناء .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة