• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

هاجس الكتابة

هاجس الكتابة
محمد بعيطيش


تاريخ الإضافة: 22/7/2012 ميلادي - 3/9/1433 هجري

الزيارات: 7267

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هاجس الكتابة

 

كلما كبرنا، ازدادت مآسينا، ومتى فكَّرنا في شيء، نفخنا في ليالينا، ألم المنافي، وفارت الدماءُ فينا، وتطايرت أحلامُنا كأعمدة الدُّخَان.

 

إن الأشياءَ بلا طعم في هذه الأرض، إنها تضيق بالرجالِ، ويقبع الجمالُ في ركن مُظلم، يبتلع الذوَّاقُ فيها الرديءَ، ويستكين رغمًا عنه، وينحصر وطنه في كتاب، لا يمكن أن يقرأَه بصوت عالٍ.

 

إن كل ما كان واسعًا يَضيق بالتدريج، والمرارة تمتد في النفوس بشكلٍ مخيف.

 

سمِعه ثم خاطَبه:

كن أبلهَ؛ كي ترى مِشيتَهم العرجاء رقصًا، ترنَّم بكلماتهم الحمقاءِ، واستشعر الدفء فيها نفاقًا، وإلا فأنت من الآن باردٌ إلى الموت يا رجل.

 

أمسِكْ عن الكلام، ثم استسلم للشرود كثيرًا وهو يرسم خطوطًا وكلمات لا يفهمها إلا هو، وضحك وهو يحرِّك رأسَه يمينًا وشِمالاً، ورفع رأسه:

كاتبٌ عظيم أقاموا له حفلاً، وطبَّلوا كثيرًا، ثم أهدَوْه حقيبةً ومات.

 

وشاعر نظم قصيدةً قالوا: إنها فريدةٌ، وانتهى الأمر، ومفكر كبير تحدث كثيرًا وسمعه وقرأ له مَن قرأ ومدحوه، وقالوا: يااااه ما أروعَه! وردوا الكِتاب إلى الدرج، وانتهى.

 

هل رأيتَ أحدهم يَنحب ويضرب كفًّا على كفٍّ؟

عاشوا يكتبون، ورحلوا وفي أنفسهم شهوةُ الكتابة.

يا أيها النائم، قُم من غفلتك!

 

وباندفاع شديدٍ وأسًى على ملامحه، ردَّ عليه قائلاً: أتعلم؟

حينما أضع رأسي على الوسادة، أفرح لشيءٍ مجنون جدًّا، إنه سُلطة اليقظة على الحلم المتعب؛ لأنها كما فَتحت له قوسًا تُغلقه، وتهبني الخلاص من ورطة الخلودِ في النَّكد.

 

ليت لهذا الواقع ما يصفعه كلما قال أحدهم: آه مقهورًا، وقاطعه:

• ثم لماذا كلُّ هذا الحزن والدهشة؟ اعمل ولا تقف عاجزًا، ولا تدَعِ اليأس ينفُذ إليك، ولا الألم يحاصرك، كل شيء سيذهب، لكن الكلمة تمتد جذورُها في عقول الناس، اكتب وافعل ما تراه جيدًا، ولا تكن طماعًا جدًّا، فالإحباط الذي يلحق بنا يكون أحيانًا من الطمع، ليس شرطًا أن ترى قطافَ ما تزرع، وتأكَّد أن الذي يعوِّل على النهاية السعيدة دائمًا - كشرط لبذْل الجهد - سيكون هشًّا وأكثرَ ترددًا.

 

• تسرَّب إليه شعورٌ جميل ولذيذ، انتعش لَمَّا سمع هذه الكلماتِ، وحرَّك أصابعه يضرب على كتابه بأظافره، كأنه يعزف لحنًا، ثم أمسك الكتاب وفتحه، وقال: إيه، صح، أين توقَّفنا؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة