• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الوضوح و الغموض في الأدب الإسلامي

د. محمد سليمان صعنون


تاريخ الإضافة: 25/2/2007 ميلادي - 7/2/1428 هجري

الزيارات: 29199

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
ظاهرة الوضوح والغموض ظاهرة قديمة جديدة، ترتبط بمرجعيات نقدية كثيرة، لعل أهمها الزمان والمكان، فما كان بالأمس غموضاً قد يُرى في زمان ومكان آخرين غير ذلك, أما في البُعْد الخاص للظاهرة، فهناك ثقافات متنوعة ومختلفة في آنٍ واحد، فقد يرى شخصٌ غموضاً في إبداع ما، ويراه آخر تفوقاً وسمواً.

ومن هنا دفعتني هذه الآراء لأبين شيئاً عن هذه الرُّؤَى النقدية، ولاسيما أن كثيراً من النقاد اليوم يرمون الأدب الإسلامي بالمباشرة والوضوح الممجوج، الذي يعود بالأدب إلى عصر الجمود.

وفي هذا السياق يجب أن يُنظر إلى الغموض في الأدب الإسلامي من خلال الهدف الرئيس الذي يَنشده هذا النموذج الأدبي؛ وهو نشر الفضيلة بجميع صورها، وتشجيع صاحبها، وبث كلماته في الوجود؛ لتكسب السعادة والرضا للبشرية، وبهذا؛ لا نركض خلف الوضوح الفاضح - كما يظن بعض الأدباء والنقاد المهاجمون لفكرة الأدب الإسلامي - وإنما نرنو إلى الغموض الشفّاف، الذي يحتاج إلى شيء من إعمال الفكر.

وبذلك لا نقع في أدبنا تحت مظلة من قال في أدبهم الجاحظ: "ما كان سهلاً، ومعناه مكشوفاً بيّناً؛ فهو من جملة الرديء المردود"، ولا نجلس في دروب غلوِّ أبي تمام في غموضه؛ كما قال المَرْزُبانِيُّ في "موشَّحه": "إن كان هذا شعراً؛ فإن ما قالته العرب باطل"!! وأسوق على ذلك مثلاً من قصيدة للشاعر العشماوي يقول فيها: 
أَبَى  الْمَجْدُ  إِلاَّ  أَنْ   يَكُونَ   لِعَاقِلِ        إِذَا زَمْجَرَتْ فِي الأَرْضِ رِيْحُ النَّوَازِلِ
وَأَقْسَمَتِ    الْعَلْيَاءُ     أَنَّ     بُلُوغَهَا        مُحَالٌ  عَلَى   أَحْلاَمِ   كُلِّ   مُخَاتِلِ
وَأَقْسَمَ  ثَغْرُ   الشَّمْسِ   أَنَّ   ضِيَاءَهَا        يَضِيْقُ   بِذِكْرِ   الْوَاهِنِ    الْمُتَخَاذِلِ
وَأَلْقَى  عَلَيْنَا  الْفَجْرُ   خُطْبَةَ   نَاصِحٍ        يَرَى  مَا  يُعَانِي   كَوْنُنَا   مِن   قَلاَقِلِ
أَلاَ   أَيُّهَا   الفَجْرُ    الْمُحَذِّرُ،    إِنَّنَا        سَمِعْنَا، وَأَحْسَسْنَا  بِضَرْبِ  الْمَعَاوِلِ
لَكِنَّنَا  فِي  غَفْلَةِ  الْعَصْرِ،   لَمْ   نَزَلْ        نَعِيشُ  بِحسِّ   الْمُعْرِضِ   الْمُتَشَاغِلِ
 
إن نظرةً متأملةً قصيرةً تكشف حجب هذا النص، ولا يحتاج إلى غيرها، فالشاعر نجح في إيصال رسالته، لكنه لم يَغفلْ عن الأدوات الفنية في النص؛ فالمجد يأبى، والعلياء والثغر يُقْسِمان، والفجر يخطب، إن هذا القدر من الصور الشعرية يثير المتلقي، ويبعث الحياة في النص عند كل وقفة، ولا نَغْفُل عن استعماله للفعل الماضي، الذي جاء في مطلع أبيات النص غالباً: "أَبَى، زَمْجَرتْ، أَقْسَم، أَقْسَمَت، أَلْقَى، سمعنا، أحسسنا"، والفعل المضارع الذي ورد ضمن النص: "يكون، يضيق، يرى، يعاني، لم نزل، نعيش"، وكيف أن هذه المناوبة بين الفعلين تُظهر الاضطراب المتمثل في واقع اليوم؟!

أما من حيث التوازي الشعريّ؛ فإن الشاعر كان موفَّقاً في اختيار حرف اللام لقافيته؛ لما فيه من ثقلٍ ينسجم مع النَّصَب الذي يجب أن يُبذل من أجل قطف ثمار المجد، هذا من جهة، ويتَّسق مع حالة الركود التي يعيشها أبناء الأمة من جهة أخرى؛ ولتأكيد ذلك؛ لننظر في الكلمات التي ختم بها الشاعر أبياته: "النوازل، مخاتل، المتخاذل، قلاقل، المعاول، المتشاغل". وهذه إشارات يسيرة تحتاج إلى وقوف مع النص كاملاً، لبيان القدرة الفنية على تقديم المعاني بطرق جديدة. 

وبعد: فلابد أن يكون للغموض حضورٌ في الأعمال الإبداعية، على أن يكون على درجة من الوعي من قِبَل المبدع؛ يحرك به متلقِّيه، ويوجِّهه إلى التبصُّر في المعاني؛ كي لا يصرفه عنها إلى دوائر الغموض الْمُبْهِم، وإلى التحليل والتوقعات التي - في كثير من الأحيان - لا يفهمها كاتبها ولا مبدع النص نفسه؛ كما هي الحال في بعض المذاهب النقدية الحديثة؛ كالرمزية والسريالية!!.

ومن هنا: فثمة تناغم بين المعنى المقدَّم في الأدب الإسلامي، والأسلوب الذي غُلِّف به، والوضوح في هذا النمط الأدبي وضوحٌ محبَّب، ينسجم مع الرؤية العربية للأدب منذ فجره الأول؛ حيث إنه ليس وضوحاً مكشوفاً كما يدَّعي بعضهم، بل هو وضوح قريب من الروح العربية، التي تتعشَّق الشعر تعشُّقها الحياة.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- عن القصة الإسلامية أقول
محمود توفيق خسين - مصر 25-02-2007 11:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د محمد سليمان
تحية طيبة وبعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اما اذا كان الكلام عن الشعر تحديدا فهو كلام صحيح الى حد بعيد ، ولكن اذا تطرقنا لفن القصة فإن الأصل في كتابتها وفي اعطائها قدرة على التأثير هو ألا تكون مباشرة تماما ، لأن هناك وسائط أخرى نستطيع أن نقدم من خلالها النصح المباشر للناس كالمقال والدرس والخطبة والبحث ايضا .
القصة لابد أن تلقي بعض الضوء على الضعف الإنساني وخلجات النفس ، وشئ من المنطق المعوج على سبيل العرض ، على سبيل المثال ، يقدم القرآن صورة لامرأة العزيز ، امرأة مستهترة وقحة تعبر عن رغباتها بدون حرج امام زوجات السادة ، ان الوسيلة الوحيدة لألقاء الضوء على عفة يوسف عليه السلام هو بإلقاء بعض الضوء على مجون زليخا ، ومن ناحية أخرى فإننا نتأثر بعد ذلك عندما اسفت وندمت وشعرت بخطاها ، ولم يكن لهذا اي تأثير لو كانت القصة تكلمت عن يوسف فقط .
التعقيم او الطهرانية العالية في القصص الإسلامي قد لايعطيها اي قوة دفع لتحريم المكبلين بالمعاصي ، لأنهم يريدون ان يروا انفسهم قبل وبعد ، تماما مثل اعلانات عمليات التجميل .
تخفيف المباشرة والإهتمام بعرض نواحي الضعف الإنساني بشكل سامٍ ضرورة فنية تعطي للقصة الإسلامية زخمها

والسلام عليكم
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة