• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

أنا من ثكالى بوسليم (قصيدة تفعيلة)

زكريا الفاخري


تاريخ الإضافة: 10/7/2012 ميلادي - 20/8/1433 هجري

الزيارات: 5296

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أنا من ثكالى بوسليم

 

(1)

الليلُ أغلقَ خافقيْهِ معَ المَساءْ

والجرحُ أوقدَ مُقلتيهِ هنا.. هنا

و عوالم الحزن القديمِ تجددتْ..

في وجهِ أرملةٍ.. يغذِّيها الضياءْ

ثكلى و أرملةٌ معا

قد جُمِّعا

وتشبَّعا وتربَّعا في روحِ أنثى..

هذهِ لغة ُ البلاءْ!

سُبحانَ من جمعَ العنَاءَ على العناءْ

منْ أنتِ يا أمَّاهُ؟مَا ذاكَ الشَّقاءْ؟

منْ أنتِ يا أمَّاهُ..

وانتحرَ الجواب على ضفافِ الأسئلهْ

من أنتِ يا أمَّاه..

وارتعشَ الكلامُ على شِفاهٍ مُثقله

أولستَ تعلم من أكونْ؟!

أومَا قرأتَ على سُطورِ الخدِّ ما فاضتْ به لغة العيون؟

أوما سمعتم من لحونِ القهرِ أوتاراً تذوبُ لها الشجونْ؟

أولستَ تعلم من أكون؟

أوما رأيتَ على ملامحنا السجونْ؟

ثكلى تلاحقها المنون

هذي أنا..

لا فرقَ بين صباحها و مسَائها

سيَّان، لا نومٌ

يخالجها و إن خَفتِ الجفونَ

أولستَ تعلم – يَا مُحدِّثُ - من أكونْ؟

أنا جرحُ أنثى من ثكالى بُوْسِليمْ!

قد أُرهِقتْ أعصابُها

وتراكمتْ أوصابُها

وتكاثرتْ أنكادُها

وتفطَّرتْ أكبادُها

جرَّاءَ مَجزرةِ اللئيمْ

ذكرى تؤرِّقُني.. تفتِّتُ مُهجتي

من بؤسها جُرحي عظيمْ

فرَحِي عديمْ

وجعي قديمْ

عيدي سقيمْ

أنا من ثكالى بُوْسِليمْ!

 

(2)

أنا لستُ أفهمُ مَا جرى؟

جاؤوهُ صُبحاً قائلين:

لا.. لا تخافوا

سوفَ يأتي في الغداءْ

هم لم يبالوا حين أصغوا سامعينْ

للأمِّ توصيْطفلها:

"إياك أن تنسى الدواءْ"

قالوا سيأتي في المسَاءْ

ذهَب المَساءْ

قالوا سيأتي في العِشاءْ

ذهبَ العشاءْ

قالوا سيأتي بعد عام ٍ من حنين..

مَرَّتْ سنونٌ.. في سنينْ

مَا زلتُ أنتظرُ المَساءْ

ما زلتُ أنتظر العشاءْ

مازلتُ أنتظر الدواءْ

ما زلتُ أنتظر الدواءْ


(3)

وتبسَّمتْ

تلك العجوزُ تبسُّمَاً مثلَ القمرْ

هم هكذا قالوا، و صدَّقتُ الخبرْ:

قالوا: اطمئني، سوفَ يأتي بعد أيام ٍ قلائلْ

وتلألأتْ في فجرنا شمسُ الأملْ

- طفلي بخير ٍ لم يزلْ

وتفتَّحتْ في روضنا زهرُ الأماني و السرُورْ

طفلي بخيرٍ

لم يُصبهُ أذى الشرورْ

طفلي سيأتي بعد آهاتِ الغيابْ

طفلي سيأتي

كي يُزيحَ الهمَّ عني بعد دهرٍ من عذابْ

طفلي سيأتي كي أزوِّجهُ "رَبَاب"

- هل يَا تُراكَ عرفتَ من تبقى ربَاب؟

- هي بنتُ جارتنا الحميمهْ

مسكينةٌ جداً.. فقد أضحتْ يَتيمهْ

- قتلوا أباها بعد أن صلَّى الضُحى

قتلوا أباها دونَ تبيانٍ لأسبابِ الجريمهْ

طفلي سيأتي كي أزوِّجهُ اليتيمهْ

طفلي سيأتي كي يُجدد بسمةً في ثغرها

من بعد قصتها الأليمهْ

طفلي بخيرٍ لم يزلْ

هم هكذا قالوا، وصدقتُ الخبرْ:

"اليوم قد جاءَتْ بُشائركم تزفُّ مع المَطر"

طفلي بخير ٍ لن يموتْ

أوَّاهُ من خبرٍ كبيتِ العنكبوتْ

أوَّاهُ من خبرٍ كبيتِ العنكبوتْ


(4)

آهٍ من السجَّانِ

- يا ولدي - و من تلكَ الضلوعْ

نزفوا الدموعْ

سرقوا ضياء النوم من حلم الشموعْ

أواهُ - يا ولدي - على تلك الضلوع

كم سَامَهَا سوطُ العذابْ

كم نالهَا وجعُ العِقابْ

بالكهرباءِ و بالسِّياطْ

حُمْرُ الدماءِ تسيلُ من تلكَ النياطْ

بالماءِ يُشربُ في تعَسْ

بالنوم يُسرقُ في غلسْ

بالخبزِ يُؤكلُ في يَبَاسْ

مترٌ كقبرٍ ذاكَ أكبرُ موضعٍ، أنى لهم طعمُ النعاسْ؟

يا سارقَا لبسماتِ من تلك الشفاهْ

يا ناحراً من عظَّموا أمرَ الإلهْ

مَاذا تقولُ إذا دنا

فجرُ الحقيقةِ وانجلى عنَّا الضبَاب؟

مَاذا تقولُ إذا دنا

زمنٌ تكسَّرُ فيه أقنعةُ الكِلاب؟

مَاذا تقولُ إذا دَنا؟

مَاذا تقولُ إذا دَنا؟

إذ بَانَ فيكَ المُنحنى

وبقيتَ تحصدُ فى الجنى

ووهمتَ أنكَ في الدُّنا

أبداً ستحيا لن تموتْ

هم هكذا قالوا، و صدَّقتُ الخبرْ:

"طفلي بخير ٍ لن يموتْ"

أواهُ من خبرٍ كبيتِ العنكبوتْ

أواهُمن خبرٍ كبيتِ العنكبوتْ

أواهُ من خبرٍ كبيتِ العنكبوتْ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- القصيدة
فاطمة - مصر 09-06-2014 11:54 AM
رائعه جدا ربي يوفقكم
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة