• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

من تاريخ جديس (قصيدة)

من تاريخ جديس (قصيدة)
د. وليد قصاب


تاريخ الإضافة: 20/5/2012 ميلادي - 28/6/1433 هجري

الزيارات: 17915

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من تاريخ جديس*


طَسْمٌ تُعَرْبِدُ فِي انْتِشَاءْ

قَدْ مَاتَ فِي دَمِهَا الْحَيَاءْ

وَجَدِيسُ هَانَتْ لَيْسَ يُوقِظُهَا إِبَاءْ

عِمْلِيقُ فِرْعَوْنٌ

أَوَامِرُهُ قَضَاءْ

سَكَتَتْ جَدِيسُ عَلَى لَظَى عَارٍ مَشِينْ

عَارٍ، سَتَحْمِلُهُ الْقُرُونُ إِلَى الْقُرُونْ

نَامَتْ عَلَى خَسَفِ الْأَبَدْ

وَغَدَتْ أَذَلَّ مِنَ الْوَتَدَ

 

•    •    •

عِمْلِيقُ يَفْتَرِعُ الْعَذَارَى مِنْ جَدِيسْ

وَيُبِيحُ كُلَّ صَبِيَّةٍ بِكْرٍ عَرُوسْ

غَبَرَتْ عَلَى الْقَوْمِ السُّنُونْ

مَرَّتْ عَلَيْهِمْ أَرْبَعُونْ

عَاشُوا عَلَى خَوْفِ الْمَنُونْ

هَانَتْ نُفُوسٌ، لَمْ تَكُنْ يَوْمًا تَهُونْ

 

•    •    •

لَكِنْ عَفِيرَةُ غَيَّرَتْ وَجْهَ الْحَيَاةْ

نَفَخَتْ عَلَى جَمْرِ الْخُضُوعِ

فَأَشْعَلَتْ فِيهِ لَظَاهْ

"يَا ذُلَّهَا فِيكُمْ جَدِيسْ

أَوَ تُسْتَبَاحُ - وَلَا ضَجِيجَ لَكُمْ - عَرُوسْ؟

أَيْنَ الْكَرِيمُ، أَخُو الْفِدَا

أَيْنُ الشَّمُوسْ؟

أَيْنَ الرِّجَالُ؟ فَأَنْتُمُ شِبْهُ الرِّجَالِ

أَيْنَ الْحِفَاظُ عَلَى الْمَكَارِمِ وَالْحِلَالِ؟"

 

•    •    •

صَكَّتْ عَفِيرَةُ وَجْهَهَا

خَرَجَتْ تُشَقِّقُ ثَوْبَهَا

وَتَصِيحُ فِي صَوْتٍ جَهِيرْ

أَنَّاتُهُ لَفْحُ السَّعِيرْ:

"فُضِحَتْ نِسَاؤُكُمُ الْحَرَائِرْ

هَلْ فِيكُمُ حُرٌّ وَثَائِرْ؟

لَوْ كَانَ فِيكُمْ يَا بَنِي قَوْمِي دِمَاءْ

مَا عَاشَ عِمْلِيقٌ لِيَفْعَلَ مَا يَشَاءْ

لَكِنَّهُ ذُلُّ الْقُعُودِ عَلَى الدَّنِيَّةْ

يَرْضَى أَبٌ أَنْ تُسْتَبَاحَ لَهُ بُنَيَّةْ

يَرْضَى خَلِيلٌ أَنْ تُبَاحَ لَهُ صَبِيَّةْ"

 

•    •    •

يَا طُولَ مَا سَكَتَ الرِّجَالُ

عَلَى الرِّجَالْ

وَنَسُوا جَلَالَ الْمَوْتِ فِي سَاحِ الْقِتَالْ

وَتَوَهَّمُوا الْقِزْمَ الْحَقِيرَ

يَدُكُّ هَامَاتِ الْجِبَالْ

يَا طُولَ مَا جَرَعُوا الْهَوَانَ

وَأُشْرِبُوا خَوْفَ النِّضَالْ

•    •    •


قَدَحَتْ عَفِيرَةُ فِي النُّفُوسِ لَظَى اللَّهَبْ

وَاسْتَوْقَدَتْ فِيهَا الْغَضَبْ

فَاجْتَاحَ وَجْهَ الْأَرْضِ طُوفَانُ الْعَطَبْ

زَحَفَ الرِّجَالُ كَأَنَّمَا الْمَوجُ انْسَكَبْ

•    •    •


نَفَضَتْ جَدِيسُ صِغَارَهَا بَعْدَ الْخُنُوعْ

وَاسْتَيْقَظَتْ بَعْدَ التَّخَشُّعِ وَالرُّكُوعْ

الْيَوْمَ تُفْتَحُ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ

آفَاقُ الْحَيَاةْ

وَإِلَى جَبِينِ الشَّمْسِ

تَرْتَفِعُ الْجِبَاهْ



* طسم وجديس قبيلتان بائدتان مِن العرب، ويُروَى أنه كان لطسْم مَلِك غَشوم اسمه عمليق، وقد بلغ مِن طغيانه ألا يدَع فتاةً بِكرًا مِن جديس تُزفُّ إلى زَوجها إلا بعد أن يَفترِعَها قَبله، ومضتْ على ذلك أربعون سنةً، حتى كان يوم زفاف (عفيرة بنت عباد) فخرجَتْ على قَومها تُوبِّخهم وتَستحثُّهم، حتى انتفضَتْ جديس، وأخذَتْ بثأْرها مِن طسم، وقتَلتْ عِمليق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- إعجاب
سميرة - مصر العربية 30-05-2012 11:38 AM

أعجبت بهذه القصيدة جداً ، وأرى أن يستفيد الشعر العربي الحديث من أمثال هذه الرموز كما يفعل الدكتور قصّاب في كثير من نمادج شعره. للشاعر التحية وللموقع على حسن الاختيار.

1- ثناء
المنصف - تونس 22-05-2012 11:03 AM

قصيدة رمزية معبّرة، وتوظيف متميّز للثراث. تحياتي للشاعر، ولهذا الموقع الرائع

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة