• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

إلى مدريد (قصيدة)

محمد نادر فرج


تاريخ الإضافة: 14/5/2012 ميلادي - 22/6/1433 هجري

الزيارات: 4548

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إلى مدريد



هلَّلَ الفتحُ وازدهَتْ مدريدُ
وتعالى على الشفاهِ النشيدُ
وبدا البِشرُ في اخضرارِ الروابي
وتحاكَتْ زهورُها والورودُ
وتهادَتْ على الرُبى أفنانٌ
وعلا في سمائِها التَّغريدُ
أبشري - يا ربوعُ - جاءكِ سعدٌ
مُشرقٌ والزمانُ صَبٌّ ودودٌ
ها هو الفتحُ يا طيورُ، فغنِّي
ولَهُ الكونُ والزَّمانُ شهودُ
نفخَ المجدُ عارضَيهِ ونادى
أوَ ما قلتُ: إنه سيعودُ!
• • • •
عادَ - يا بحرُ - طارقُ بنُ زيادٍ
بالفراقيطِ والسلاحُ جديدُ
عادَ كاللَّيثِ فاتحاً بجنودٍ
كُلُّهُّم في حِمى الوطيسِ أُسودُ
إنه يعبُرُ المضيقَ فهيَّا
بالأغاريدِ تَستَهِلُّ الحشودُ
َرجعوا والإباءُ يشمخُ فخراً
ولهم في المضاءِ عزمٌ أكيدُ
وإذا الجودُ قد أعزَّ أُناساً
فبهم يَفخرُ النَّدى ويُشيدُ
بِهمُ العدلُ والسخاءُ حَفيًّا
ورؤى الخيرِ والرَّخاءِ تسودُ
هكذا زَغردَ الوجودُ وغنَّى
إذْ تنادوا: لقاؤنا مَدريدُ
• • • •
ذُهِلَ الكونُ حيَن جاءَ مُسوخٌ
زُمرٌ قد تَجَمَّعَتْ ووفودُ
وإماءٌ كواشفٌ تتثَّنى
وتباهي الجيادَ منها النُّهودُ
فالنياشينُ وردةٌ تتهادى
وعلى النَّحرِ تستبدُّ الورودُ
صُعِقَ الكونُ؛ أينَ خالدُ فيهم؟
أينَ سعدٌ؟ وأينَ أينَ يزيدُ؟
هَل لواءُ الجموعِ لابنِ زيادٍ؟
أم تُرى ابنُ النُّصيرِ فيهم يَقودُ
أم رؤى الغافقيِّ تَزخَرُ عَزماً؟
أم قُريشٌ بصقرِها سَتجودُ؟
خابَ ظنُّ الزمانِ، أيُّ ضَيَاعٍ
حيَن يعلو على العروشِ العبيدُ
خابَ فَألُ الزمانِ، ليسَ صَحيحاً
أنَّ مِنْ هؤلاءِ كانَ الرَّشيدُ
ليس في هؤلاءِ كان عليٌّ
وابنُ وقَّاصَ قائداً وسعيدُ
أمةٌ تلكَ قد بَنَتْ كلَّ مجدٍ
ولها في الفَخَارِ شَأوٌ فريدُ
وبهم يشمَخُ الزمانُ ويزهو
وبأفضالِهِمْ يُشيدُ الوجودُ
همْ أولاءِ الجدودُ.. كيفَ تَأَتَّى
أنَّ في ذي المُسوخِ كان حَفيدُ؟!
• • • •
أبصري - يا وفودُ - كيفَ تُساقي
وأمامَ السَّلامِ سُدَّت سُدودُ
تطلبونَ السَّلامَ! أيُّ سلامٍ
لظباءٍ دَهَت حِمَاها الأُسودُ؟
إنَّما يَفرِضُ السَّلامَ قويٌّ
والذي يَقْبَلُ الخَنا رِعديدُ
فسلاحُ الكماةِ سَلُّ سُيوفٍ
وسلاحُ الضَّعيفِ ثَمَّ وَعيدُ
لن يحلَّ السلامُ أرضاً وفيها
لبني الغَدرِ مِن يهودٍ وجودُ
هكذا زَمْجَرَ الوجودُ ودوَّى
حيَن فاضَت دموعُها مَدريدُ
• • • •
أيها الشَّعبُ لا تُصِخْ لدَعاوى
قامَ في بَثِّها عدوٌّ لدودُ
كَمْ وكم قِيلَ والكلامُ كثيرٌ
خُطَبٌ تُلهِبُ الحَشا وقصيدُ
قد أرادوا الخِداعَ، هذا لَعَمري
دأبُهُم، والزمانُ في ذا شهيدُ
ليس تُعطى على الموائدِ أرضٌ
والكلامُ العقيمُ ليس يُفيدُ
فانفُضِ الوهْنَ، لا تُصخْ لوعودٍ
واركُلِ السلمَ كي تُصانَ حُدودُ
ليس إلاَّ وبالظُّبَى والعوالي
يُصنَعُ المجدُ والرَّخاءُ يسودُ
وإذا أهرمَ الزمانُ أسوداً
حَلَّ في ذلكَ العرينِ قرودُ
هكذا سنَّةُ الحياةِ.. فهلاَّ
عن سبيلِ الحياةِ سوفَ نَحيدُ؟
• • • •
أيها القومُ، هلْ علمتمْ لماذا
قد أُعِدَّت إلى اللقا مدريدُ
ما الذي خلفَ أن يكونَ التَّلاقي
ها هنا، حيثُ عِقدُنا المفقودُ؟
أهُوَ الحظُّ؟ أم مُجرَّدُ أرضٍ
هيَ للحبِّ والوِئامِ تُريدُ؟
أم تُرى كَيما يُنْكأُ الجُرحُ فينا؟
أم لهذا اللقاءِ رَميٌ بعيدُ؟
إنه كي يُقَالُ: ها قدْ نسيتمْ
هذه الأرضَ إذ توالتْ عُهودُ
وكذا القدسُ سوفَ تُصبحُ ذكرى
وسَتُنسى متى تَمُرُّ عقودُ
هَل سنرضى بأن نبيعَ حِمانا
وعلى حَوضِنا يَطيبُ الورودُ؟
ليتَ مدريدَ حين تَسمعُ قولي
تَتَداعى وبالجموعِ تَميدُ
كي تغورَ الوفودُ فيها جميعاً
ويُرى في الوجودِ نَشْءٌ جَديدُ
• • • •
أنا يا قومُ مسلمٌ أتغنَّى
بيقيني، وفي الوغى صِنديدُ
وإذا كنتُ في زماني فريداً
فأنا فيهِ عِقدُهُ المنضودُ
شامخٌ - يا جبالُ - أسمو بديني
وبوجهِ الطغاةِ عزمي حديدُ
وإذا كان في الكرامةِ حَتْفي
فلقد طابَ للحِمَامِ الورودُ
أنا يا قومُ في فؤاديَ نارٌ
وبقلبي من السَّعيرِ وَقودُ
ساءني اليومَ أنَّ قومي ضِعافٌ
وبأنَّ السَّفيهَ فيهم يسودُ
كيفما سرتُ ألتقي برياءٍ
وسؤالُ الجميعِ: كيف تُريدُ؟
أنا يا قومُ لا أريدُ نقوداً
ما الذي والضياعِ تَجدي النقودُ؟
أنا يا قوم لا أُريدُ كلاماً
ووعوداً، فما تُفيدُ الوعودُ؟
إنَّ يا قوم ما يَسُرُّ فؤادي
هِمَمٌ تَرتَقي، وعزمٌ أكيدُ
إنَّما المَجدُ لونُهُ أقحوانٌ
صَبَغتهُ الدِّماءُ فَهوَ عَنيدُ
نحن يا قومُ نحن أهلُ المعالي
ولدينِ الإلهِ نحن جنودُ
نحنُ في حَمأَةِ الوطيسِ ضِرامٌ
وإذا ما خَبَت فإنَّا وَقودُ
هل سَنُغضي وللخنا في حِمانا
مَن يُنمِّي أُوارَهُ ويَزيدُ؟




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة