• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الإخلاص

بدر الحسين


تاريخ الإضافة: 12/11/2008 ميلادي - 13/11/1429 هجري

الزيارات: 11265

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
الإخلاصُ نَسمةُ الهواءِ العليلة التي تجعلُ من كوكبِ الأرضِ مكاناً يصلُح للعيش، بينما تستحيلُ بانعدامها الحياةُ على سطحِ القمر على الرّغم من كلّ دِلالاتِ الجمالِ والروعة التي يمتلكها...

الإخلاصُ كلماتٌ تبني، وأغصانٌ تُثمر، وديَمٌ تُمطر، وبلسمٌ يَشفي بإذن الله، وابتساماتٌ تُلامسُ نبض القلوب، فتتدفّق فيها يَنابيعُ الخير، وتسمو معاني النّبل والمحبّة.

سكنَ الإخلاصُ عيونَ المتّقين ففاضَت من خَشْيَة الله، وراحَت تتأمّلُ الجمالَ في كلّ شيء، فترى في الحَجرةِ الصمّاءِ التي تُؤوي تحتَها قريةً من النّمل قلباً حانياً، وترى في النّحلة التي تمتصّ رحيقَ الزّهور لتسكُبَه عسلاً نافعاً، رحمةً عظيمة، وترى في المرض الذي يستلّ نضارةَ الوجوه وقوّة الجسدِ حكمةً ربّانية .


المخلصُ كالنّهر الجاري؛ يَنبوعُه في مكان وآثارُه الطيبة في أماكنَ أخرى، فحيثما يجرى تجدِ الخصبَ والنَّماءَ بإذن الله، وهو كالشّجرة التي جذعُها في مكان، وأغصانها في مكان آخر، وظلّها في مكانٍ ثالث؛ فمن لم يُصِب من ظلّها أصابَ من ثمارها، ومن لم يُصب من ثمارها أومن ظلّها سيصِيب من حطبها.
قال تعالى: {قُلْ   إِنِّي   أُمِرْتُ   أَنْ   أَعْبُدَ   اللَّهَ   مُخْلِصًا   لَّهُ   الدِّينَ} [الزّمر: 11].

ويكفي من جافى الإخلاصَ قلبُه وعملُه تلك الحسرةُ التي سيشعرُ بها عندما توزنُ الأعمال، ويحصْحِصُ الحق.. فالله طيبٌ لا يقبلُ إلا طيّباً؛ قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} [الفرقان: 23].

حسبُ المخلصِ تلكَ الراحةُ النفسيَّةُ والسعادةُ الحقيقيةُ التي يَمتلكها فهي أغلى من أموالِ الدّنيا كلّها. الإخلاصُ مسكُ الخصالِ الحميدة فإذا ما سكنَ قلبَ إنسان فإنّك لتجدُ معه الصّدق والمحبّة والوفاء والصّفاء؛ قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البيّنة: 5].

والإخلاصُ لا يكونُ في يومٍ دونَ يوم، أو في حالةٍ دونَ أخرى، ولكنّه جبلّة ترافقُ الإنسان، وسجيّةٌ ثابتةٌ يتميّز بها كشجرة النّخيل التي تتميّز بأوراقها، أو كنجمة الصّبح التي تتفرّدُ بقوّة بريقِها من بين النجوم.

وربّ موقفٍ عابرٍ يتعاملُ معهُ الإنسان بإخلاص يَعدلُ الدّنيا ومافيها، وقد يكون هذا الموقف نُصرةُ مظلوم أو إغاثةُ ملهوف، ولربّما كانت كلمةً، وقد تكون مسحةً من يدٍ حانيةٍ على رأسِ يتيم.

ومما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (أسعدُ الناسِ بشفاعتي يومَ القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه)[1].

الإخلاصُ في القلب لا يعلمُه إلا الله الذي يعلمُ السرَّ وأَخْفى، ولكنّ البشرَ يستدلّون على الأشياءِ استدلالاً؛ فآثارُ الإخلاصِ تتجلّى في إتقانِ العمل، وبَذْل الأسباب في تجويده، ونَبذِ الرّياء والتكلّف والإفراط في كلّ الأمور. فآثاره تتبدّى كما تتبدّى آثارُ المحبّة، ومما يحسنُ ذكره هنا قولَ قيس بن الملوّح[2]:
أما والذي أبْكى وأَضْحَكَ والذي        أماتَ  وأَحْيا  والذي  أمرُهُ  الأمرُ
إذا ذُكرِت  يرتاحُ  قلبي  لذكرها        كما انتفضَ العصفورُ بلَّلَهُ  القطرُ

 وقول مجنون ليلى:
أليسَ  وَعَدْتَني  يا  قلبُ   أنّي        إذا ما تُبْتُ عن  ليلى  تتوبُ؟
فها أنا تائبٌ  عن  حُبّ  ليلى        فما لكَ كلّما ذُكِرت تذوبُ؟

قال شوبنهاور:" الحبّ بلا إخلاص كالبيتِ بلا أساس"[3].

الإخلاصُ هو الخطوةُ الأولى في كلّ نجاح، ونقطةُ التحوّل الإيجابية في حياة كل إنسانٍ، وبالتَّالي في حياةِ المجتمعِ والأمَّة، وهو الراحةُ النفسية التي يَنشدُها الناس، ويبذلونَ لأجلها الغاليَ والنّفيس. ولو عادَ أحدُنا بذاكرتِه إلى أغلى الأشياءِ في حياتِه، لَوجَدَها تلك التي أدّاها بإخلاص على الرّغم من الجهدِ والتَّعب الذي بُذل وقتدئذٍ.

ومما قيل الإخلاص:
كُلّ الذنوب فإنّ اللهَ يغفرها        إن شيّعَ المرءَ إخلاصٌ وإيمانُ
إذا خَلَتِ النّصيحة حين تُسدى        من  الإخلاص  مجَّتها   القلوبُ
وقال جورج صاند: "إنّنا نشعر بالراحة حين نعمل بإخلاص"[4].

أيها الإخوة الفُضلاء:
عوّدوا أنفسكم على الإخلاص الذي إنما هو شفاء وراحة للنفوس ومقدّمة طيبة في كلّ عمل تأتي بنتائج وثمار طيبة.ولا يقرننَّ أحدكم الإخلاص بنتيجة عاجلة أو خيرٍ يُصاب، فثمرة الإخلاص متحققة بإذن الله ومحفوظة إن عاجلاً أم عاجلاً.


[1]   صحيح البخاري.كتاب العلم.. حديث 99. 
[2]   الشعر والشعراء، ابن قتيبة: ج2 ص: 549 
[3]   موسوعة روائع الحكمة، د. روحي البعلبكي. 
[4]   المرجع السابق. 




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- وفقكم الله
العربي - جمهورية مصر العربية 26-02-2009 05:24 PM
قال الله تعالى :{ وما أُمروا إلا ليعبدوا اللهَ مخلصينَ لهُ الدينَ حنفاءَ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاةَ وذلكَ دينُ القيّمة } سورة البيّنة/5 وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه قيل: وما إتقانه يا رسول الله ؟ قال : يخلصه من الرياء والبدعة.



إنّ الله تبارك وتعالى جعل الإخلاص شرطا لقبول الأعمال الصالحة. والإخلاص هو العمل بالطاعة لله وحده. والمُخلص هو الذي يقوم بأعمال الطاعة من صلاة وصيام وحج وزكاة وصدقة وقراءة للقرءان وغيرها ابتغاء الثواب من الله وليس لأن يمدحه الناس ويذكروه.
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة