• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

ضوء آخر (قصة قصيرة)

ضوء آخر (قصة قصيرة)
ناصر الحلواني


تاريخ الإضافة: 10/3/2012 ميلادي - 16/4/1433 هجري

الزيارات: 4331

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ضـوء آخِـر

(من مجموعة بعنوان: لحظات آخِرة)

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية )

 

تشرَّب الرداء آخِرَ قَطرات الماء على الجسَد المسجَّى فوق المنضدة الخشبيَّة، قطرات أخيرة، تتسرَّب ببُطء من بين شُقوق الألواح الخشبيَّة، تتعلَّق بسطح العُروق السفليَّة للمنضدة، وتقف هناك مُتوارية عن الأنظار، تحمل لمعتها المكتومة حُزنًا لا يبين، وخوفًا دفينًا من مشقَّة الرحلة البعيدة، بين مكان تعلُّقها وبين الأرض السَّحِيقة في الأسفل، ويحمل رحمها آخر ما تعلَّق بالبدن الذاهب إلى مصيرِه.

 

يلتفُّ الرداء المنسوج من خيوط الكتَّان البيضاء حول الجثمان الساكن؛ مثل كائن يتشرنق، ليكون إلى مرحلة التأهُّب لما بعد...

 

لم يبقَ بائنًا إلا الوجه الشمعي الملامح، منسدلَ الجنبات، مرتخيَ الجفون، وشفتان مُطبقتان على تيبُّس لم تَعُودَا تقدران على الفكاك منه، وعلى كلماتٍ أخيرة ذابتْ حُروفها في جوفِه، وأخرى ما قُدِّرَ له أنْ ينبس بها.

 

استَكان الوجه، مستسلمًا للجاذبيَّة، فبانَتْ غَوائِرُه، وعلاه جَفاف الخُلوص من رُطوبة الرُّوح، وجهٌ رحَل منذ زمن، ولم تبقَ إلا ملامحُه التي لم تقدرْ على الذهاب، على الأقل إلى الآن.

 

لم يزلْ ضوءُ المصباح، في قلب السَّقف المفرود فوقه، يسكب نورَه الاصطناعي على جنبات الوجه الهامد، تنسال أشعَّته إلى الأنحاء، فما أنْ تلمس سطح الوجه الناضب من الحياة حتى تحاول الارتداد عنه بسُرعة، ولكنَّها تظلُّ يمتَصُّها الموت الساكن كأرضٍ عطشى لما يربطها بالحياة، يسعى الضوء للهرب مجددًا، قبل أنْ يغشى نسيج الكتان الأبيض هذه المساحة الضئيلة المكشوفة ما زالت لآخِر لحظات الدنيا، فتنحصِر الشعاعات المائجة على الوجه الميت، بين البشرة اليابسة، وجَفاف الكتان المطبق، فتحترقُ، وتستحيلُ ظَلامًا هائجًا، لا يراه مَن يربطون العقدة الأخيرة، حول المنفذ الأخير، بين الساجي وحيدًا في شرنقته، وبين الأعيُن المحيطة، تتلألأ في حبَّاتها لمعة الضوء، ترتسِم صورة الشرنقة البيضاء، المقفولة على أوَّل الظلمة، في حدقاتها، وفي حبَّات الدَّمع الناشئة على جنبات العيون المشغولة بالطريق إلى حيث يذهبون بها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- ما شاء الله
سلمى ناصر - مصر 05-04-2012 04:30 PM

ما شاء الله يا أبي, بارك الله فيك. حقا مؤثرة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة