• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

دنيا (قصص قصيرة)

دنيا (قصص قصيرة جدًّا)
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 5/3/2012 ميلادي - 11/4/1433 هجري

الزيارات: 16883

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

1- دنيا:

مُذْ كنتُ في السابعةَ عشرةَ من عمري، وقدماي قد اعتادت أن تَسُوقني طواعيةً أو كَرَاهيةً إلى بيت أختي التي تَكْبُرُني، مُصطحبًا ولدَها الأكبر الذي كان يُلازِمني ملازمة دائمة، ولا أَتَحَمَّل أن يَمُرَّ يوم، أو تنقضي ساعة دون رؤياه؛ فهو الحفيد الأكبر لأمي وأبي.

 

كنَّا نمر بعَجُوزٍ فانيةٍ شَقَّ الدهر في وَجْهِهَا أخاديد بسِنِيِّ عُمُرِها الطويل، وتكَشَّفت لها مواطن الغَدْر، إذا ما أبدت الدنيا للغرور منها المفارح، لكنها ما زالت تحيا كما نحيا نحن، وكنت كلَّما مَرَرْت بها نَظَرتْ لي نظرةَ المعتبِر من الدنيا، وتقول: دنيا! " رَأَيتَ الدنيا"؟!

 

لم نُلْقِ لها بالاً؛ إذ لم نكن قد تخاصمنا مع الدنيا بعدُ، ولم نكن قد رأينا من الدنيا ما يجعلُنا نشاطرها أَتْرَاحها بعدُ.

 

وكان ابن أختي بخفَّة الظل، وبراءة الطفل، يقول كلماتها: دنيا! "رَأَيتَ الدنيا"؟! فنضحك من حَدَاثة سنِّه وما يقول.

 

مرَّت الأيام، وانفرط عِقْد العُمُر، وماتت السيدة العجوز!

 

ورحلت أختي إلى القاهرة المُعِزِّية! وماتت أمي الغالية!

 

جَفَاني الطريق المعتاد وجَفَيتُه حتى افترقنا، ولكني كلَّما تَاقَت نفسي لمُصَالَحتِه، لم أجد ما أصطحبه في هذا الطريق سوى بقايا من ذكريات ماضية، وأنا أقول في نفسي - دونما أن يسمع بى شامتٌ أو كارِهٌ -:

 

دنيا! " رَأَيتَ الدنيا"؟!

 

2- الأَبْلَهُ والمِرآة:

نظر في المرآة فإذا وجهُه غَضٌّ، وشعرُه أسودُ كحيلٌ، وعيناه بها حَوْر يَذْهب بألباب المحبِّين، رأى في المرآة مُعجَبة تَقِف خلفه، فالتفت إليها، وأعطى المِرآة ظهرَه، وقال لها: مَن أنتِ؟!

 

قالت: أنا مَن بيدي القَلَم؛ لأكتب لك ما تريد، عساه يتحقَّق!

 

فضحِك واثقًا، ثم قال لها - وهو يتكأ على المرآة -: اكتبي ما سوف أُمْلِيه عليكِ.

 

أولاً: يَسْتَديم لي المجد والشباب.

 

ثانيًا: لا تَمُرُّ بي فاقةٌ قطُّ، ولا يَعرِف الفقر لي بابًا، ولا أَفْتَقد حبيبًا أو أقرباء.

 

ثالثًا: - فقاطعته قائلة -: عفوًا لقد انكسر سنُّ القلم، فاستَدِر للمرآة ثانية؛ حتى آتِيَك بغيره، فلما استدار وأعطاها ظهره، أبصر الشعر الأسود قد شاب واشتعل، والوجه الغَضُّ الإهاب قد صار أخاديد لا يحصيها عدّاد.

 

فصرخ في المرآة، وقال: كَذَبتِ المرآة، كَذَبتِ المرآة.

 

3- الغِرُّ والشَّمْطاء:

قَبِلت الزواج منه رغم أنها تَكْبُره، وماذا ستفعل؟! فهو المُولَع بها حبًّا، المُتَيَّم بها عشقًا.

 

نَصَحه الشيخ الكبير أن يجعلها خلفه، إذا سارت معه أعرض عنه، واتَّهمه بالحسد والحقد عليه.

 

فلما كان ذاتَ مساءٍ سار خلفها، تخطَّت حفرة كبيرة كاد أن يقع هو فيها، لكنها أمسكته بطرف أصابعها العقيمة.

 

نصحه الشيخ ثانيةً: اجعلها من خلفك إذا مَشِيتَ، فنَهَره قائلاً: لقد أمسكتني بطرف أصابعها؛ إِذْ كنتُ قد أوشكتُ على الوقوع في البئر، لن تَغْدِر أبدًا بي.

 

تكرَّر الأمر ثانيةً، فسقط ولم تُمسِك به حتى بطرف أصابعها العقيمة، وتركته وانصرفت لغيره، صَرَخ في قاع الحفرة، ومدَّ بصره إلى أعلى يستغيث؛ فإذا بالشيخ يوبِّخه: ألم أقل لك: اجعلها خلفك إذا مشيت، إن المؤمن لا يُلْدَغ من جُحْر مرَّتين، ثم انصرف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة