• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

اليتيم (قصة قصيرة)

اليتيم (قصة قصيرة)
مروان عدنان


تاريخ الإضافة: 2/2/2012 ميلادي - 9/3/1433 هجري

الزيارات: 144132

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عادت مساءً إلى بيتها، تَجرُّ خُطاها التي أثقلها الألم، وتتعكَّزُ على أوجاعها، بعدَ يومٍ أمضتهُ في تنظيف بيوت الأغنياء وخدمتهم.

 

عادت تحمل سلَّتها الَّتي صنعتها من "خوص" سعف النخيل، تحملُ بداخلها ما جادَ به عليها أهلُ الجودِ والكرم، تحملهُ إلى طفلها اليتيم، الَّذي حَمَلت أمانةَ تربيته وحْدَها بعد وفاة زوجها، الَّذي فارق الحياة، ولم يترك بعدهُ سوى الثَّمن الَّذي يكفي لإيصاله إلى القبر، وبعد أن أشاح بوجهه عنها الأباعدُ وذوو الرَّحِم!

 

لكن الحزن الَّذي وَقَر في قلبها مُمازجًا إيمانها كان يُجمِّلهُ الصَّبر والأمل في أن ترى ذلك اليتيم رجلاً صالحًا فاضلاً غنيًّا تجتمع فيه الصفات الحسنة، تُمنِّي نفسها أن تراهُ مؤمنًا قويًّا، كانت تربيه على عزَّة النَّفس، وتَحْرِصُ أن تزرع فيهِ قيم الإسلام، تراهُ يكبرُ كلَّ يوم، يكبرُ لأنَّهُ يشعرُ بما تحملهُ الأم من حُزن، ومن مسؤولية، فتراهُ ينزعُ ثوب الطفولة، وينضو رداء المرح واللهو دون أن يعلم، وكأنَّهُ يشعرُ أن عليه أن يكبر قبل الأوان، ويحملَ المسؤولية قبل وقتها!

 

كانت تتنغم وهي تروي لطفلها قصصًا من السِّيرة النبوية العطِرة، كما عوَّدتهُ كلَّ ليلة قبل أن يغمض أجفانه، على حين تبقى عيونها تحرسه وتتأمل ملامحه دون أنْ تَذوقَ طيب الكرى، أو تهجع غير ساعةٍ من ليل، ترقب الصَّباح لِتحملَ سلَّتها وتخرجُ كعادتِها تطوفُ على بيوتات الأغنياء.

 

وذات يومٍ من أيَّامها قضتهُ كما تعوَّدت أن تقضي كلَّ يوم، عادت إلى بيتها، وأماراتُ المرض والإنهاك باديةٌ عليها، استلقت على الأرض وهي تنادي على طفلها بكأسٍ من الماء.

 

جَلَس عند رأسها فقبَّلهُ وهو يقول: أمَّاه، لماذا لا تذهبين إلى الطبيب؟!

 

فيأتي الصوتُ مقطَّعًا: أنا على ما يرامُ يا ولدي!

 

أمَّاه، عندما أكبر سأصبح طبيبًا؛ حتَّى أعالِجَكِ أنا، دون أن تذهبي إلى الطبيب وليس معكِ أجره!!

 

ثمَّ يستدركُ قائلاً: أمَّاه، أخْبَرَني صديقي "سامح" في المدرسة أنَّ أباه اشترى لهُ ألعابًا كثيرة، يقول: إنَّهُ اشترى له "درَّاجة هوائية تمشي سريعًا!"، واشترى له "طائرة" تطيرُ في الهواء، وهو يقول: إنهُ سيطيرُ بها، ويحطُّ في ساحة المدرسة!

 

أمَّاه، اشتري لي ألعابًا مثل الَّتي مع سامح!

 

تبتسم، وقد ترقرقت في عينيها دمعة، وهي تقول: إن شاء الله يا حبيبي، عندما أقوم معافاةً من المرض، سأجتهد لكي أوفرَ لك مالاً تشتري به ما تشاء!

 

أمَّاه، عندما أكبر سأصبح تاجرًا! حتَّى يصبح عندي مالٌ كثيرٌ كثير، أنفقهُ على البيت وأنتِ ترتاحين من خدمة البيوت، أنا أعلمُ أنكِ تعبتِ كثيرًا من هذا العمل.

 

كانت الأم قد أسلمت للنَّومِ أجفانها، ويتيمها جالسٌ عند رأسها يواصل سَردَ أمنياته وأحلامه.

 

أمَّاه، أرجوكِ لا تنامي قبل أن تحكي لي قصةً عن نبينا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - مثل كل يوم، فأنا أحبُّ نبينا محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - كثيرًا، وعندما أكبر سأقتدي به، لا أكذب، ولا أغش، ولا أخاف أحدًا غير الله، حتَّى لو كنتُ فقيرًا، هو أيضًا كان فقيرًا!

 

كما أنَّهُ يتيمٌ مثلي، أليسَ كذلك يا أمي؟

 

غير أنَّهُ يتيمُ الأبويين، وأنا يتيمُ الأب فقط! أليسَ كذلك يا أمي؟

 

أمَّـاه...

 

أمَّـاه...

 

أمَّـاه...

 

بَقِيَ يُرَدِّدُها، وقد أسلَمَت الأم نفسها إلى نومةٍ طويلة!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- اليتيم
ماهيتاب - الجزائر 14-10-2016 10:06 AM

أنا مثله ولكن أنا يتيمة الأم ، يا رب صبره وحزينة جدا جدا

2- اليتيم
سارة - تركيا 22-09-2016 01:18 AM

قصة مؤثرة جدا جدا

1- حزين
دماث التميمي - السعوديه 14-11-2012 02:38 PM

حزينة هل هي حقيقة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة