• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

بعد 20 سنة (قصة قصيرة)

بعد 20 سنة (قصة قصيرة)
عبدالله حازم المنسي


تاريخ الإضافة: 25/1/2012 ميلادي - 2/3/1433 هجري

الزيارات: 10657

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان كل يومٍ يَستيقظ من النوم وعنده أملٌ كبيرة في أن يكون هذا اليوم هو اليوم المُنتظر منذ أكثر من 20 عامًا، يستيقظ ويُجهِّز نفسه، ويذهب للعمل لجَمْع ما يَجمع من المال ويعود.

 

كانت الحياة قاسية جدًّا عليه؛ بسبب الظروف المعيشية التي عانَاها هو وأهله، ولكنَّه كان يَملك قناعة كبيرة، ولكن كان هناك شيء يَشغل تفكيره دائمًا، ولا يَغفل عنه، وكلَّما كَبِر في العمر، ظهَرت علية علامات التفكير والإرهاق.

 

تساءَلت أنا ورِفاقي على الذي يشغل تفكير هذا الشاب!

 

صديقي "عزات" قال لي: إنه قد يَحلم بأن يحصلَ على ترقية في وظيفة؛ ليعيش منها هو وعائلته، ويكون ذا صيتٍ في المجتمع الذي يعيش منه، ويَنشل أهله من المتاعب إلى الراحة النفسيَّة.

 

فكَّرت قليلاً في إجابة صديقي عن حُلم الشاب؛ لأنها كانت قريبة جدًّا من الواقعية، ولكن صرَفت نظري عن الفكرة ولا أدري السبب.

 

لكنَّ شعوري كان غريبًا تُجاه هذه الفكرة، ولَم أرتَح.

 

أمَّا محمد، فكان له رأي قريبٌ من الخيال؛ لأنَّ فِكره متعلِّق كثيرًا بالأفلام والمسلسلات الدرامية، فقال: "قد يكون يحلم بأن يحصلَ على فتاة أحلامه التي تُراوده في تفكيره لمدة 20 عامًا، وكانت إجابته بعيدة جدًّا عن أن أُفكِّر ولو قليلاً فيها؛ لأنَّه - الشاب - صاحبُ أخلاق حسنة وطيِّبة.

 

وفي يوم من الأيام رأيتُه جالسًا في أحد المساجد، فقال لي: يا عبدالله، اقْترَب اليوم المنتظر، فقلت له: ماذا تنتظر في هذا اليوم؟

 

ابتسَم قليلاً وقال - وهو رافع رأسه إلى السماء -: أنتظر أن يَكتمل بعض المال معي، فراوَدني الفضول حول هذا، وقلتُ له: المال؟ ولماذا تحتاج إلى المال؟

 

قال لي: نَعَم، المال؟ تردَّد قليلاً قبل أن يقول، لكنَّه قال: أحتاج المال لأُوفي بوعدي لأمي المريضة، وأبي الكبير.

 

فقلت له: وما هو هذا الوعد الذي يَجعلك تُفكِّر هكذا؟

 

روَى لي قصته لمدة 20 عامًا، واتَّضح لي أنه يسعي لمَنْح أمه ووالده "حَجَّة في بيت الله الحرام؛ ليَغفر الله لهم قبل أن تَأتِيَهم المنيَّة".

 

بعد أن روى لي قصته، قارَنتُها مع تحليلاتي أنا وأصدقائي، فاتَّضحت الصورة أمامي بأننا لا نلتمس الأعذار لأحدٍ، وشَعرت للحظة أنَّ الأرض بدَأت تَنسحب من تحتي وأنا جالس بجانبه أُفكِّر في هذا الشاب، وأُفكِّر في نفس الوقت فينا نحن ووعودنا التي لا نوفِّيها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- وعودنا وعقولنا
رهف الحديدي - السعودية 25-01-2012 03:18 PM

لا أخفي عليك أخي الكاتب قصة رائعة جداً, أسلوب جميل وتنسيق يلامس الواقع لكن الحياة تجعل عقولنا تحمل ما لا تستطيع حملانه لذلك يغفل الشخص عن الوفاء بوعوده لأعز وأقرب الناس إليه.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة