• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حلم وردي (قصة قصيرة)

حلم وردي (قصة قصيرة)
هايل علي المذابي


تاريخ الإضافة: 23/1/2012 ميلادي - 28/2/1433 هجري

الزيارات: 10166

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حـلم وردي

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

ما رأيتُ كالوردة نكرانًا للذَّات؛ يُتْلِفها العاشقون من أجل أن يُعبِّروا بإتلافها عن حبِّهم للآخرين!

 

بِهذه الليلة وهي ككلِّ ليلة، إلاَّ أنِّي أرغبُ في أن يَكون لها خصوصيَّتُها، أمامي أصُص وردٍ، طبيعي وصناعي، استغنيتُ بها عن العطور والرَّوائح الصناعيَّة المستحضرة كيميائيًّا، كما استغنيت بها عن التَّقويم والساعة التي على معصمي وساعة الحائط والساعة الرمليَّة، فأهمُّ المواعيد لم أعُدْ أعبَأ بالتاريخ والأيام في انتظارها وحسابها، وإنَّما جعلَت الوردة وأطوار تفتُّحِها تُخوِّلني أسبابه، وهلم جرًّا!

 

اهتمامي وشغَفي بالورد قديم، منذ الطُّفولة، كثيرًا ما كنت أحلم وأتخيَّل نفسي، وأنا أعيش في مدينةٍ من الورد، يشقُّها نَهر من الورد، وبهذه اللَّيلة يجدر بي أن أتذكَّر، بل وأحتفي بميلاد شغفي وتعلُّقي بالورد يوم كنت طفلاً.

 

تلك الليلة كنتُ أبكي، على الرغم من عدم وجود مُبَرِّر لبكائي، وكان أمرًا مألوفًا بالنسبة لوالديَّ؛ فعلاجي كان بسيطًا جدًّا، وغريبًا في الوقت ذاته، فبمجرَّد أن يصطحبني أبي أو أخي إلى مكانٍ طَلْق، يتسنَّى لي فيه أن أملأ صدري بعليل المدينة ونسيمها، يزول كلُّ شيء!

 

بتلك الليلة؛ صادفَ أنْ ليس في البيت أحَد سوى أمِّي، وجارتنا مع ابنتها قد جاءَتا لِمُسامرتها، ولأنَّ الأمر كذلك؛ فقد عهدَتْ أمِّي إلى بنت جارتنا والتي تَكْبرني بأعوامٍ أن تأخذني إلى السَّطح كأقرب مكانٍ قد يفي بالغرض.

 

صعدنا الدَّرَجات وأنا أتشبَّث بذِراعها، ونشيجي في تناغُم مع صوت وَقْع أقدامِنا، وفي حالة انسجامٍ تامٍّ، وبلغنا السَّطح، وهناك رأيتُ ما لَم أرَه من قبل، وكأنَّ شيئًا ساحرًا ومدهشًا تمامًا.

 

أطلَلْنا من الشُّرفات على المدينة، ولِفَرط ما كنت مشدوهًا وحزينًا، ظننتُ بكل براءة وسذاجة أنَّها حفلةٌ أُعِدَّت خصيصًا من أجلي، ثَمَّة مبنًى كبيرٌ توَّجَهُ أصحابُه بتاجٍ من الورد الصناعيِّ المضيء، وكان المبنى كبيرَ المساحة، ويمتدُّ حوالي مائة متر تقريبًا، فبدا منظَرُه طاغيًا بشدَّة على كلِّ ما سواه، ولا يمكن أن يرى المشاهد أيَّ معلمٍ في المساء خلاه، اغتبطتُ كثيرًا، ونسيت دموعي، ولشدِّ لوعتي بادرتُ: "أريد أن أقطفها - أقصد تلك الوردات المضيئة"، كان كلامي موجَّهًا لبنت جارتنا، والتي صارت صديقتي، وصديقة الورد منذ ذلك اليوم.

 

ابتسمَتْ ابتسامة يشوبها المواربة، وبادرَتْ قائلة: "لا بأس اقطفها.. اقطفها"، وظلَّت تُكرِّرها مرارًا، فطفقْتُ بكلِّ ما أوتيتُ من هِمَّة، أحاول أن أمدَّ ساعدي نحوها، ويدي الأخرى تتشبَّث بفستانِ بنت جارتنا، وظللتُ أمدُّ يدي وأحاول، وأقف على مشط قدميَّ مرارًا ومرارًا، إلى أن تعبتُ ولكن بلا جدوى، واستعصى عليَّ الوصول إلى تلك الوردات المضيئة، رغم أنَّ أضواءها كانت تَطال المكان الذي نقف فيه، وهو ما شجَّعَني على ذلك.

 

حِرتُ كثيرًا في الأمر..

 

"إنَّها لا تَنْقطف، لا يمكن قطفُها.. أنتِ تَكْذبين عليَّ"، هكذا خاطبتُها بحزنٍ وحنقٍ، وألححت وشرعتُ أبكي، ولَم يكن منها سوى أن سعَتْ لتهدِّئني، فقالت:

• الكبار فقط من يقطفونها!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة