• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الجنرال الذي روّض مستهلكي المسلمين (قصة)

أ. محمود توفيق حسين


تاريخ الإضافة: 12/10/2008 ميلادي - 11/10/1429 هجري

الزيارات: 7614

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
في أَحدِ فنادقِ الـ"خمسة نجوم" في مدينةِ مالٍ وأعمالٍ عربيةٍ، وبقاعةِ اجتماعاتٍ مجهّزةٍ، انغلق البابُ عليهم، بعد أن تمّ التنبيهُ على عدمِ تحويلِ مكالماتٍ للقاعة، وعدمِ السّماحِ بدُخولِ أيّ شخصٍ، تحتَ أيّ ظرفٍ.

جلسَ ثلاثتُهُم يشْخصُونَ إلى مديرِ الجلسةِ الذي يطلُّ عليهم من الشاشة، في الاجتماع المنعقد عَبْرَ (الفيديو كونفرانس)[1]، رحّبَ بِهمْ، وابتدرَ بتلكَ الكلماتِ المعهودةِ في مِثلِ هذه الاجتماعاتِ المِهْنِيّةِ. ثُم استتلَى بهدوءٍ وجدِّية:
إنّكم هناكَ تعملُونَ في سوقٍ واعدٍ لنا في العالم، لقدْ بدأتْ مُنتجاتُنا تواجِهُ حرباً شرسةً في الغَرب، وأصبحنا نتّخذُ أوضاعاً دفاعيةً لم نكن نتخيّلُها منذُ عقدينِ مِن الزّمانِ، ونتخوّفُ أنْ تتطوّرَ الأُمورُ للأسوأ. وتوسُّعُنا - أيّها السادةُ - في الشرق الأوسطِ أصبح خِياراً وحيداً لِلمحافظةِ على نُمُوِّ تِجارَتِنا.

وأعتقدُ أنّكُم لا تحتاجونَ لِمَنْ يلفتُ انتِباهَكُم لكونِ هذه المنقطةِ شَهِدَتْ، عدّة مرّاتٍ، حملاتٍ لمقاطعةِ المنتجاتِ الغربيّة كردّةِ فعلٍ على توتُّراتٍ تمرُّ بها المنطقةُ، وقد كانت تُحْدِثُ مدًّا كبيراً في أحوالٍ كثيرةٍ، ثُمّ ما يلبثُ هذا المدُّ أنْ ينحسرَ...

نعم، حوصِرَتِ السِّلَعُ الغربيّة هنا عدّةَ مراتٍ.. أصنافٌ مِن الحليبِ البودرةِ والزبدةِ والشيكولاتة، ومساحيقِ الغسيل وحفّاظات الأطفال والعصائر والمياه الغازية، وغيرها. ولم يَفُكَّ الحصارَ إلاّ الجنرالُ العبقريّ، جنرالُنا الذي روَّض المستهلكين المسلمين!

عندما يقاطع المسلمُ البضائعَ الغربيّة لا يجدُ صُعوبةً كبيرةً في اتّخاذِ هذا القرار ولا في الاستمرار في تنفيذه، غيْرَ أنّهُ لا يستطيع أنْ يستغنيَ عن السيجارة، هو في أحوالٍ كثيرةٍ يعودُ إليها تحتَ التأثير والإلحاح المتفرّد للتبغِ، يعودُ فيجدُ نفسَهُ وقد خالفَ المقاطعة في بندٍ، فتنكسِرُ إرادةُ التّحدّي لديهِ، فيعود لاستهلاكِ كلِّ المنتجاتِ الّتي قاطعَها.

والشاهدُ أنّهُ يجب أن يعرفَ هؤلاءِ المنتجون الغربيون هذا، عليهمْ أن يستوعِبوا جيداً كونَ (الجنرال تَبْغ) هو الذي يقومُ وَحْدَهُ  - ودائماً -  بفكّ الحِصارِ المفروضِ على المُنتجاتِ الغربيّةِ في الشرقِ الأوسط.

وبناءً عليهِ، فيجبُ على قائمةٍ طويلةٍ من المنتجين، الحريصينَ على حصصهِم من السوق في الشرق الأوسطِ، وكذلكِ وكلائهم،  أن لا يقدّمُوا أيّ دعمٍ ماديٍّ أو  معنويٍّ لمجهودِ مكافحةِ التدخينِ في الإقليم وألاّ يكونوا رعاةً لأيّ فعاليةٍ لمكافحة التدخين، مَهْما كانت محدودة؛ إذ ليس من العدل أن يعضّوا اليدَ التي امتدّتْ لتنتشِلَهُم.

ونحن كمنتجينَ رئيسيّينَ للتَّبْغ، تعاونّا سويًّا في تصميمِ بحثٍ تسويقيٍّ ميدانيٍّ، في عِدّة دولٍ عربيةٍ، عن المقاطعة، وأنتم بذلْتُم – مشكورينَ - جهداً عظيماً في متابعةِ شركةِ (.....) لأبحاث التسويق، التي لها باعٌ طويلٌ وخبرةٌ متميزةٌ في تنفيذِ استِباناتٍ عن منتجاتِ التَّبغ، طوالَ مراحلِ تنفيذ الموجةِ الأُولى من الاستبانة، حتى نفّذت - في هدوءٍ وسلاسَةٍ -  عشرينَ ألفَ استبيانٍ في عِدّةِ دولٍ عربيةٍ عن المقاطعة، وطبيعةِ المنتجات التي قررَ الناسُ مقاطعتَها، وتوقعاتِهم عن قدراتِهم على مقاطعةِ بعض السّلَع، ومنها التّبغ.

.. يبتسمُ ابتسامة ثقةٍ، ثُم يستتلي:
نحن نعرف جنرالنا جيّداً، ونعرف أنّ نتائج هذا البحث في صالحِنا مِن قبل أن ننفّذَه، وبالفعل قد استلمنا نتائج الموجةِ الأولى أوّلَ أمسِ، وجاءتْ طيّبةً ومبشِّرةً للغاية، الجمهورُ كانت إجاباتُه في الغالب متوافقةُ مع توقعاتِنا مِن زبائننا الكِرام.

ستصلُكم نُسَخٌ مِن تقرير شركةِ بحوث التسويق، وخلاصةُ التقريرِ هو أنّ التبغ هو القادرُ وحدَه على فكّ الحصار المضروبِ على السّلَعِ الغربيةِ في المِنطقةِ في أيّ حملةٍ من حملاتِ المقاطعةِ، مهما اشتدّ أُوارها، التَّبغُ يمرُّ بقوّة وعنفٍ مِن عند صناديقِ المحاسبةِ في (السوبرماركت) ، ويمرّ خلْفَهُ طابورٌ طويلٌ من عربات التسوَّقِ الممتلئةِ لآخِرها بمنتجاتٍ غربيّة.

ويسرّنا أنْ تعرِفوا أنّنا سنقدِّم نتائجَ البحثِ الميدانيّ في نسخةٍ ورقيةٍ وأخرى على هيئةِ قرصٍ مَرِنٍ لعديدٍ مِن الشركاتِ الغربية التي تعمل في المِنطقة والمهتمّةِ بشأنِ المقاطعة.

سنلتقي مع ممثلِينَ لشركاتٍ عديدةٍ مرموقةٍ في حفلٍ ظريفٍ ستتولاّه شركةٌ للعلاقاتِ العامّة كلَّفناها بذلكَ، وهناك، ومِن أجل تأمين المستقبل، بكلّ تأكيدٍ علينا أن نَخرج بوعوٍد قاطعةٍ  بالتعامل معَنا كمنتجاتٍ غربيّة قبلَ أيّ شيءٍ. وأنتم يا سادة، عليكم أن تكلِّفوا من يلزمُ بمتابعةِ حملاتِ وفعالياتِ مكافحةِ التدخين في الشرق الأوسط، ورصدِ الشركاتِ المموِّلةِ لها حتى نضعَها في حسبانِنا في خططِ الاتصالِ والعلاقاتِ العامة.

والآن، أترككُم مع السيّد (....)، وإلى اللّقاء، معَ مزيدٍ مِن الأخبارِ السّارّة.

وشكراً لِحُسنِ استِماعِكُم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الفيديو كونفرنس (video conference) أو اللقاءات المرئية، هي إحدى طرق التواصل الإلكتروني، ويتم فيها نقل الصوت والصورة بين طرفين تفصلهما مسافات، في اجتماعات أو لقاءات يحضرها المشاركون من الطرفين. (الألوكة).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- احلى موجود شفتة
احمد المهدى - U S A 21-03-2009 10:32 PM
niiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiice text
1- بارك الله فيك
محمد الزهراني - السعودية 13-10-2008 10:53 AM
في الحقيقة نريد قلماً مثل قلمك سيدي الكريم نريد أدباً هكذا يعالج مشاكلنا دون تجريح دون أن ينكأ الجرح .
بارك الله فيك سيدي الكريم وأتمنى لك التوفيق ونأمل بالمزيد
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة