• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

الهدية

فاطمة عبدالمقصود


تاريخ الإضافة: 7/1/2012 ميلادي - 12/2/1433 هجري

الزيارات: 9996

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الهـدية

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

نانسي وياسمين قريبتانِ في صفٍّ واحد، لكنَّهما مختلفتان تمامًا، فنانسي تحب اللَّعب والضَّحِك مع الأصدقاء، تتكلَّم بصوت عالٍ ولا تجلس في الفصل أبدًا وقت الفسحة، أمَّا ياسمين فهي هادئة تحبَّ الذهاب إلى مكتبة المدرسة، وقراءةَ القصص، وتحبُّ مراجعة الأستاذة بعد نهاية الفصل؛ لتعرف منها مزيدًا من المعلومات، لكنَّهما كانا يتَّفِقان في شيءٍ واحد: أنَّ كلَّ واحدة منهما قائدةٌ لِمجموعة من التلاميذ في الفصل يحبُّونها، يلتَفُّون حولها، ويستمعون إلى آرائها، ويخرجون ويلعبون معها.

 

وكان الجميع يعرف أنَّ الفصل منقسم إلى مجموعتين: مجموعة نانسي، ومجموعة ياسمين، غير أنَّهما كانا يذهبان إلى المدرسة معًا، ويعودان معًا، ويتحدَّثان خلال الطريق في أحاديث شتَّى، لكنهما في الفصل يفترقان.

 

وفي أحد الأيام في العام الدراسي، مرضَتْ "نادين" إحدى تلميذات الفصل التي يحبُّها الجميع، عرفَت الخبرَ كلٌّ من نانسي وياسمين بعد غياب نادين المتكرِّر، فاتَّفقت الاثنتان على أن يزورا زميلتَهما بعد أن يُخبرا باقي الفصل.

 

وفي داخل الفصل عندما أعلنَت الصديقتان الرَّغبة في زيارة نادين، اقترحَتْ إحدى الطالبات أخْذَ هديَّة مناسِبة لنادين، فلاقت الفكرة استحسانًا وقَبولاً، واتَّفق الجميع على أن يضع جزءًا من مدَّخراته أو مصروفهاليوميِّ لتجميع مبلغٍ وشراء هديَّة مناسبة، ثم سألَتْ طالبةٌ أخرى: ماذا سنشتري لها؟

 

قالت نانسي: أفضل هديَّة لعبة ممتعة؛ لأنَّها بالتأكيد تريد شيئًا يسلِّيها في مرضها.

 

فأجابتها ياسمين:

بل أفضل هديَّة قصة ممتعة؛ لأنَّها تريد شيئًا تستفيد منه؛ لأنَّها لا تستفيد شيئًا الآن؛ لغيابها عن المدرسة.

 

وهنا اختلف الجميع، وتعالَتْ أصواتُ الصديقات من هنا ومن هنا: قصة، لا بل لعبة.. قصة.. لعبة.

 

وقامت واحدةٌ من مجموعة نانسي، وقالت: بصراحة لو أهدَى إليَّ أحدٌ كتابًا أو قصة لألقيتُها في وجهه؛ فأنا لا أُطيق الدِّراسة، ولا الكتب، فكيف أقبل بكتابٍ هدية؟!

 

فأجابتها على الفور إحدى الصديقات من مجموعة ياسمين: وأنا بصراحة لو أهدى إليَّ أحدٌ لعبة لألقيتُها في وجهه، فأنا لم أعد في الرَّوضة حتَّى أتقبَّل ألعابًا كالصِّغار.

 

وهنا دفعَتْ إحداهما الأخرى، وكاد الأمر أن يتحوَّل إلى شِجار!

 

وهنا وقفت ياسمين ونانسي، فقالت نانسي في حزم:

- كفى أنتِ وهي، كلُّ هذا من أجل هديَّة لنادين؟

 

وعقَّبَت ياسمين: فعلاً لا بد أن نتفق على شيء واحد بدل هذا الشِّجار، ورأيي أن نذهب إلى الأستاذة فدوى؛ فهي أستاذةٌ صديقة، وستُساعدنا على اتِّخاذ الرأي الصحيح.

 

ووافقَتْها الصديقات، فذهب ثلاثةٌ من كلِّ مجموعة تتقدمهم ياسمين ونانسي إلى الأستاذة فدوى، وأخبَرْنَها بموضوع الهدية.

 

أعحبَت الفكرةُ الأستاذة، لكنها قالت: فعلاً لا يجب أن يَحْدث شجار بسبب هدية لنادين، سأخبركما برأي أفضل، لماذا لا تجمَعان بين الأمرين؛ نشتري اللعبة، ونشتري القصة؟ سأُشاركما في شراء الهدية لنشتري لعبة بسيطة مناسبة وقصة ممتعة أيضًا.

 

وسَعِد الفريقان برأي الأستاذة فدوى، وقدَّروا المبلغ الذي سيَحتاجون إليه وحدَّدوا لكلِّ واحدة قدرًا تدفعه في الغد.

 

بعد يومين، كان الأصدقاء مجتمع ينفي بيت نادين، يطمَئنِنَّ عليها، ويُقدِّمن لها الهدية.

 

سُرَّت نادين كثيرًا بزيارة صديقاتِها وبهديتِهنَّ، وقامت بفتح الهدية الأولى، فوجدَتْها قصة فقالت: الله قصَّة جميلة، أنا أحبُّ القصص وكنت أودُّ شراء واحدة جديدة، ثم فتحَت الهدية الثانية فوجدتها لعبة، فسعدت كثيرًا وقالت: شكرًا لكم؛ لقد كنت أريد شراء لعبة جديدة أيضًا؛ لأنَّ أختي الصغيرة أتلفَتْ لعبة العيد الخاصة بي، أنا سعيدة جدًّا يا أصدقائي.

 

تبادلت الصديقاتُ ابتساماتٍ ذات معنى، وانصرفن وهنَّ مسرورات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- بسيطة وهادفة
Alfarouk 09-01-2012 04:38 AM

أحسنت أ/فاطمة عبدالمقصود
قصة بسيطة ومعبرة
فعلا "الخلاف فى الرأى لا ينبغى أن يفسد للود قضية"
والمختلفون فى الرأى ينبغى أن يتعايشوا ويتركوا للآخرين الاختيار والذى قد يجمع بين كلا الرأيين المختلفين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة