حريق في روض الأشعار (قصيدة)

تاريخ الإضافة: 28/12/2011 ميلادي - 2/2/1433 هجري

الزيارات: 10471

حريق في روض الأشعار

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

أَلْقَيْتُ حَبًّا مِنْ تَرَانِيمِ الْهُدَى

فِي نَهْرِ فِكْرٍ فَاضَ مِنْ حَيْثُ ابْتَدَا

قَالُوا فَأَيْنَ الْعِشْقُ أَنْتَ شُوَيْعِرٌ

جَهِلَ الفُنُونَ إِذَا نَوَيْتَ تَجَرُّدَا

مَا الْفَنُّ وَالإِبْدَاعُ إِلاَّ دَفْقَةٌ

تُنْسِي الْفُؤَادَ الأَمْسَ بَلْ تُنْسِي الْغَدَا

كُلُّ الْقَصَائِدِ فِي عَبِيرٍ مُرْسَلٍ

بَيْنَ الْكَوَاكِبِ وَالْغَيَاهِبِ وَالْمَدَى

دَعْهَا تُحَرِّرْ نَفْسَهَا مِنْ نَفْسِهَا

وَاخْلَعْ قُيُودَكَ فَالتَّقَالِيدُ الرَّدَى

هَذَا ضِيَاءُ الشِّعْرِ شَدَّ عُيُونَنَا

أَرِنَا سَنَاهُ مُحَرَّرًا مُتَجَدِّدَا

حَرِّقْ قَصَائِدَكَ الَّتِي أَحْبَبْتَهَا

وَازْرَعْ خَيَالاً فِي الدُّنَا مُتَوَرِّدَا

عَانِقْ مَفَاتِنَ مَا تَرَى حَتَّى وَإِنْ

يَوْمًا رَأَيْتَ الْحُسْنَ فِي الأُنْثَى بَدَا

هَذَا مَقَامُ الْمُبْدِعِينَ فَكُنْ بِهِ

مُتَمَتِّعًا بَيْنَ الْمَحَاسِنِ مُنْشِدَا

فَإِذَا دَعَاكَ الْعِشْقُ كُنْتَ رَفِيقَهُ

وَإِذَا دَعَاكَ التِّيهُ كُنْتَ لَهُ صَدَى

رَدَّتْ خَوَاطِرُ مُهْجَتِي فِي لَهْفَةٍ

هَذَا مَقَامُ الْخِبِّ تَاهَ فَعَرْبَدَا

لا شِعْرَ يَصْلُحُ غَيْرُ أَلْحَانِ التُّقَى

لا نَبْتَ يُثْمِرُ غَيْرُ مَا غَسَلَ النَّدَى

حَرْفِي أَسِيرٌ فِي جَدَاوِلِهِ إِذَا

جَذَبَتْهُ أَنْغَامٌ تُبَعْثِرُهُ سُدَى

حَرْفِي كَنُورِ الشَّمْسِ شَقَّ طَرِيقَهُ

لِيُنِيرَ وَجْهًا فِي بِلاَدِي أَسْوَدَا

مَا الشِّعْرُ إِلاَّ نَفْحَةٌ عُلْوِيَّةٌ

لَمَسَتْ فُؤَادَ الْمُبْدِعِينَ فَغَرَّدَا

هُوَ نَحْلَةٌ لَثَمَتْ خَيَالَ الطُّهْرِ فِي

نَبْتِ التُّقَى فَتَقَطَّرَ الشَّهْدُ الْهُدَى

هُوَ غَيْمَةٌ سَبَحَتْ تُظَلِّلُ فِكْرَنَا

وَتَمُدُّهُ بِرَحِيقِهَا عِنْدَ الصَّدَا

هُوَ كَالأَمِيرِ عَلَى خَوَاطِرِ شَاعِرٍ

فَإِذَا يُطِيعُ اللهَ كُنَّ لَهُ فِدَا

وَإِذَا يَضِلُّ تَثُورُ كُلُّ كَوَامِنِي

حَتَّى أَرَاهُ مَعَ الظَّلاَمِ تَبَدَّدَا

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي