• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

أثر (قصة قصيرة)

أثر
فاطمة مقبل الدملوكي


تاريخ الإضافة: 25/12/2011 ميلادي - 29/1/1433 هجري

الزيارات: 7702

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أثـر
(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

رمقَتْني بعينَيْها حين دخَلْتُ المكتبة، وما أن التقَتْ عينانا حتَّى خفضَتْ بصرَها، وراحت تتبع خيوطَ ثوبِها التي لوَّنتها بلونٍ مُخالف, ضاربةً بتعليمات مديرة المدرسة عُرْض الحائط.

 

تجلس وحدها بِسَكينة، تُداعب خصلاتِ شعرها، أتعجَّبُ مِن تحوُّلِها؛ فقَبْل يومين كانت في الإدارة، وصوتُها يَعلو صوت المديرة، وهي تصرُّ أنَّ زميلاتها هن من تحرَّشْنَ بها.

 

راقبتُها من خلال الباب الموارب، رمش عينيها الكثيفُ يَحُول بيني وبين محاولة قراءةِ نظراتها، ينسَلُّ من بين عينيها أنفٌ ما أن يصل شفتيها حتَّى يرتفع بكبرياء؛ مِمَّا جعله محلَّ استفزاز المديرة التي تُردِّد على مسامعها دائمًا: "سأكسر لك أنفَكِ هذا".

 

هذه العبارة تجعله يزيد شموخًا، فكلُّ كلمة تقولها المديرة تردُّ عليها بأكثر منها، إلاَّ هذه الكلمة، تكتفي بالتحديق وهي تزمُّ أنفها أكثر فأكثر!

 

خطوةٌ إلى الباب، وما أنْ رأَتْني حتَّى تبسَّمَت، لَم أرها تبتسَّم قبل اليوم.. رددتُ لها الابتسامة:
• نادية، هل تُساعديني في ترتيب الكتب؟

 

هبَّتْ واقفة، وهي تنفض الغبار عن مؤخِّرة ثوبها:
• نعم سأرتِّب الكتب معكِ.

 

رسم الصمتُ هالةً حولنا كسرَتْها بقولِها:
• أستاذة، هل في السِّجن مكتبة؟!

 

تعثَّرَتْ بكلماتها، فسقطَ منها الكتاب، هربَتْ منِّي بجميع جسدها، وهي تُحاول إخراجه من تحت الطاولة.

 

حاولتُ أن أخفي دهشتي بابتسامة:
• ربَّما توجد فيه - لا أعلم بالضَّبط - لِم تسألين يا حبيبتي؟

 

أجابت وهي تولِّي وجهها للكتب:
• أبي في السجن، والبنات دائمًا ينبذنني لهذا السَّبب، يَقُلن: أنتِ ابنة السجين، ولا يُحبِبن اللَّعب معي.

 

أدارت وجهها إلي: أبي طيب يحب الكتب، كان يأتي لي بالقصص والمجلاَّت، إن كان في السجن مكتبةٌ فسيكون سعيدًا.

 

خيَّمَتْ على وجهها سحابةُ الضيق، وهي تسمع صوت الجرس مُعلِنًا نهاية الفسحة.

 

علقَتْ نظرات من الأمل، وهي تقول: أستاذة، سآتي غدًا، وأرتِّب ما تبقَّى من الكتب، سأساعدك، أنا مثل أبي أحبُّ الكتب.

 

اصطنعتُ ابتسامة أردتُها أن تقتل دمعاتٍ ملأَتْ عيني:
• نعم، سأكون سعيدةً بمساعدتك لي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- قصة رائعة
زهرة 02-01-2012 09:51 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

بصدق عندما قرأت القصة جعلتني أتخيلها وكأنني أعيشها

موفقة أختي فاطمة

1- قصه هادفه وشيقه
رزن السلمي - المملكه العربيه السعوديه 30-12-2011 11:38 PM

قصه تستحق التميز والصداره لما فيها من التشويق والمعاني الصادقه والحس المرهف والمعالجه لقضيه اجتماعيه تستحق الكثير والكثير
أسأل الله أن يوفق كاتبتها لكل خير في الدنيا والآخره
وفقكم الله واسعدكم في الدارين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة