• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

وقفة في ظلال المجد (قصيدة)

وقفة في ظلال المجد (قصيدة)
د. سيد عبدالحليم الشوربجي


تاريخ الإضافة: 21/12/2011 ميلادي - 25/1/1433 هجري

الزيارات: 9694

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وقفة في ظلال المجد

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

فَجْرٌ أَطَلَّ عَلَى الرُّبَا فَأَضَاءَ
فَمَحَا بِطَلْعَةِ وَجْهِهِ الظَّلْمَاءَ
وَتَفَتَّحَتْ فِي الرَّوْضِ أَزْهَارُ الرُّبَا
وَأَرِيجُهَا قَدْ عَطَّرَ الأَجْوَاءَ
وَتَمَايَلَتْ طَرَبًا عَلَى أَغْصَانِهَا
طَيْرٌ تُغَرِّدُ.. فَرْحَةً وَهَنَاءَ
وَالشَّمْسُ تُرْسِلُ لِلحَيَاةِ بِنُورِهَا
وَالنَّجْمُ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ تَرَاءَى
وَعَلَى ضِفَافِ اللَّيْلِ بَدْرٌ ضَاحِكٌ
نَشَرَتْ بَشَاشَةُ وَجْهِهِ الأَضْوَاءَ
يَا فَجْرَ أُمَّتِنَا رَأَيْتُكَ بَاسِمًا
تُسْدَىبِمَبْسِمِ ثَغْرِكَ الأَفْيَاءَ
وَبِنُورِكَ الوَضَّاءِ قَرَّتْ أَعْيُنٌ
عَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ عَنَاءَ
يَا قِصَّةَ الْمَجْدِ التَّلِيدِ تَحَدَّثِي
وَارْوِي لَنَا الأَحْدَاثَ وَالأَنْبَاءَ
قُصِّي بِرَبِّكِ عَنْ مَسِيرَةِ أُمَّةٍ
رَفَعَتْ لَهَا فِي العَالَمِينَ لِوَاءَ
وَمَضَتْ عَلَى هَدْيِ الرِّسَالَةِ تَسْتَقِي
مِنْ نَبْعِهَا مَا طَاوَلَ الْجَوْزَاءَ
وَمَشَتْ بِنُورِ اللهِ فِي حَلَكِ الدُّجَى
تَمْحُو.. وَتُرْسِلُ لِلحَيَاةِ ضِيَاءَ
سَارَتْ عَلَى دَرْبِ الفَخَارِ وَعَارَكَتْ
طُرُقَ الإِبَاءِ وَحَطَّمَتْ أَهْوَاءَ
هَذَا هُوَ التَّارِيخُ يَحْكِي مَجْدَنَا
فَيُحَرِّكُ الأَسْمَاعَ وَالأَصْدَاءَ
يَحْكِي عَنِ الصَّرْحِ الَّذِي قَدْ شَادَهُ
دِينٌ فَطَالَ مَعَ الزَّمَانِ بِنَاءَ
هُوَ صَرْحُ أُمَّتِنَا الَّتِي شَادَتْ لَهَا
مَجْدًا عَلَى قَيْظِ الْحَيَاةِ أَفَاءَ
هَذَا رَسُولُ اللهِ قَادَ مَسِيرَةً
بِالْحَقِّ أَعْلَى مَجْدَنَا إِعْلاَءَ
وَمَضَتْ عَلَى أَثَرِ النَّبِيِّ كَتَائِبٌ
بِالعَدْلِ قَدْ فَتَحَتْ بِهِ الأَرْجَاءَ
يَا يَوْمَ بَدْرٍ قَدْ فَتَحْتَ طَرِيقَنَا
سَلَّمْتَ لِلفَتْحِ الكَبِيرِ لِوَاءَ
فَتْحٌ وَيَعْقُبُهُ انْتِصَارُ عَقِيدَةٍ
وَالْحَقُّ يُعْلِنُ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ
هَذِي هِيَ "اليَرْمُوكُ" شَاهِدَةٌ عَلَى
فَجْرٍ أَطَلَّ وَعِزَّةٍ تَتَرَاءَى
وَالرُّومُ تُعْلِنُ فِي الْمَلاَ عَنْ فَرْقِهَا
وَتُجَمِّعُ الأَشْتَاتَ وَالفُرَقَاءَ
لِتَصُدَّ جَيْشَ الْحَقَّ.. كَلاَّ إِنَّهُ
نُورٌ مِنَ اللهِ الْجَلِيلِ أَضَاءَ
وَ"القَادِسِيَّةُ" رَفْرَفَتْ رَايَاتُهَا
بِالنَّصْرِ قَدْ رَوَّتْ بِهِ البَيْدَاءَ
وَالفُرْسُ يَا لَلْفُرْسِ مِنْ مَأْسَاتِهَا
حِينَ امْتَطَى خَيْلُ الْجِهَادِ الْمَاءَ
وَتُسَلِّمُ الإِيوَانَ وَالْمُلْكَ الَّذِي
ذَرَفَتْ عَلَيْهِ مَعَ الدُّمُوعِ دِمَاءَ
وَيَسِيرُ رَكْبُ الْحَقِّ فِي أَمْجَادِهِ
يُعْلِي.. وَيَرْفَعُ لِلسَّمَاءِ لِوَاءَ
هَذَا هُوَ ابْنُ العَاصِ يَقْدُمُ جَيْشَهُ
بِالنُّورِ يَحْمِلُ نَبْتَةً خَضْرَاءَ
يُهْدِي إِلَى مِصْرٍ عَبَاءَةَ مَجْدِهَا
فَتَتِيهُ فَخْرًا عِزَّةً وَإِبَاءَ
هَذِي هِيَ الفُسْطَاطُ تَفْتَحُ صَدْرَهَا
لِلفَاتِحِينَ وَتُعْلِنُ الإِصْغَاءَ
وَتَهِيمُ حُبًّا بِالرِّسَالَةِ وَالتُّقَى
بِشْرًا.. وَتَفْتَحُ صَفْحَةً بَيْضَاءَ
وَتُسَطِّرُ الإِيمَانَ فَوْقَ سُطُورِهَا
وَتُقِيمُ للهِ العَظِيمِ وَلاَءَ
وَالنِّيلُ يَجْرِي مَاؤُهُ طَرَبًا وَيُرْ
سِلُ لِلحَيَاةِ نَضَارَةً وَنَمَاءَ
وَالأَزْهَرُ الْمَعْمُورُ شَاهَدَ مَجْدَهَا
كَمْ قَدَّمَ القُوَّادَ وَالعُلَمَاءَ
وَيَسِيرُ عُقْبَةُ فَاتِحًا مُسْتَبْشِرًا
وَالقَيْرَوَانُ تُهَلِّلُ اسْتِهْدَاءَ
أَوَّاهُ يَا بَحْرًا تَلاَطَمَ مَوْجُهُ
لَوْ أَدْرِ سِرَّكَ لاَخْتَرَقْتُ الْمَاءَ[1]
وَلَخُضْتُ لُجَّكَ غَيْرَ هَيَّابٍ لِمَا
بَجْرِيبِهِ.. كَيْمَا أُجِيبَ نِدَاءَ
وَلِجُنْدِ طَارِقَ صَوْلَةٌ جَعَلَتْ لَهَا
رُوزْرِيقَ رَاحَ يُسَلِّمُ اسْتِجْدَاءَ
يَا قَوْمِ لاَ تَهِنُوا وَلاَ تَتَرَدَّدُوا
هَيَّا انْثُرُوا بَعْدَ الظَّلاَمِ ضِيَاءَ[2]
وَبِأَرْضِ أَنْدَلُسٍ تَقُومُ حَضَارَةٌ
فَاقَتْ رُبُوعَ الأَرْضِ وَالأَرْجَاءَ
حَمَلَتْ إِلَى الدُّنْيَا عُلُومًا لَمْ تَزَلْ
تُثْرِي الْحَيَاةَ بِمَا بِهَا إِثْرَاءَ
وَعَلَى ضِفَافِ النَّهْرِ جَيْشُ قُتَيْبَةٍ
مُتَحَفِّزٌ لاَ يَعْرِفُ البَرْحَاءَ
ارْجِعْ قُتَيْبَةُ فَالشَّرِيعَةُ تَقْتَضِي
أَلاَّ تُنَازِلَ غِيلَةً وَعَدَاءَ[3]
هَذِي سَمَاحَةُ دِينِنَا فَلْيُدْرِكُوا
كَوْنَ الشَّرِيعَةِ رَحْمَةً وَعَطَاءَ
قُلْهَا لَهُمْ: مَا جِئْتُكُمْ يَا قَوْمِ إِلْ
لَا هَادِيًا.. لاَ أَبْتَغِي اسْتِعْدَاءَ
عِيشُوا بِأَمْنٍ وَانْعَمُوا بِحَيَاتِكُمْ
فَقُلُوبُنَا لاَ تَعْرِفُ البَغْضَاءَ
وَعَلَى رُبَا اسْطَنْبُولَ جَيْشُ مُحَمَّدٍ
فَتَحَ الفُتُوحَ وَهَيَّأَ الأَجْوَاءَ
وَيَسِيرُ نُورُ اللهِ فِي الغَرْبِ الَّذِي
عَانَى مِنَ الظُّلْمِ الكَثِيفِ عَنَاءَ
وَبِيَوْمِ "حِطِّينٍ" تَسِيرُ جُنُودُنَا
لِتُعِيدَ لِلقُدْسِ الشَّرِيفِ صَفَاءَ
وَ"بِعَيْنِ جَالُوتٍ" تَدَفَّقَ جُنْدُنَا
لِيُسَطِّرُوهَا أَحْرُفًا شَمَّاءَ
يَا "عَيْنَ جَالُوتٍ" رَفَعْتِ رُؤُوسَنَا
وَأَعَدْتِ لِلوَجْهِ الْجَمِيلِ بَهَاءَ
سَطَّرْتِ فِي سِفْرِ الكَرَامَةِ مَجْدَنَا
وَدَحَرْتِ بِالنَّصْرِ الكَبِيرِ عِدَاءَ
هَذَا هُوَ اللَّيْل الطَّوِيلُ مُوَلِّيًا
وَالصُّبْحُ يَأْتِي مُشْرِقًا وَضَّاءَ
يَا فَجْرَ أُمَّتِنَا صَبَاحُكَ مُشْرِقٌ
وَالعِلْمُ يَزْهُو وَالأَمَانُ أَفَاءَ
هَذَا هُوَ التَّارِيخُ يَحْكِي لَمْ يَزَلْ
فِي سِفْرِهِ مَا يُعْجِزُ البُلَغَاءَ
وَيَقُصُّ عَنْ قَوْمٍ أَضَاؤُوا دَرْبَنَا
بِهُدَى الإِلَهِ كَرَامَةً وَإِبَاءَ
رَفَعُوا شِعَارَ الْحُبِّ خَفَّاقًا وَمَا
رَفَعُوا سِوَاهُ مَعَ الزَّمَانِ لِوَاءَ
يَا مَنْ تُمَارِي فِي وَسَائِلِ مَجْدِنَا
سَلْ إِنْ أَرَدْتَ اللَّيْلَ وَالبَيْدَاءَ
سَلْ عَنْ أُسَارَى رَحَّبُوا بِوُقُوعِهِمْ
فِي الأَسْرِ ثُمَّ تَمَنَّوُا الإِبْقَاءَ
سَلْ إِنْ أَرَدْتَ خُيُولَ جَيْشِ قُتَيْبَةٍ
وَالصِّينُ تُهْدِي تُرْبَهَا اسْتِرْضَاءَ[4]
سَلْ عَنْ جُيُوشٍ سَلَّمَتْ لَمَّا رَأَتْ
صِدْقَ الشُّعُورِ.. مَحَبَّةً وَوَفَاءَ
سَلْ عَنْ بِلاَدٍ حَوَّلَتْ تَارِيخَهَا
لَمَّا رَأَتْ نُورَ الرِّسَالَةِ جَاءَ
يَا أُمَّةً كَانَتْ لَهَا أَمْجَادُهَا
مَا بَالُ فَجْرِكِ لَمْ يَعُدْ وَضَّاءَ
مَا بَالُ أَرْضِكِ لَمْ تَعُدْ رَيَّانَةً
بِالْخَيْرِ تُعْطِي لِلحَيَاةِ نَمَاءَ
مَا بَالُ بُلْبُلِكِ الشَّجِيِّ مُنَوِّحًا
فِي أَيْكِهِ يَسْتَمْطِرُ الأَنْوَاءَ
مَا بَالُ أَنْكَرَكِ الإِبَاء فَلَمْ يَعُدْ
إِلاَّ سَرَابًا زَائِفًا وَعَنَاءَ
مَا بَالُ أَعْدَاءِ الْحَيَاةِ تَكَالَبُوا
وَتَجَمَّعُوا وَاسْتَنْفَرُوا الأَعْدَاءَ
مَا بَالُهُمْ قَدْ أَضْرَمُوا نَارِ الْخِلاَ
فِ وَأَطْفَؤُوا نُورَ الْهُدَى الوَضَّاءَ
مَا بَالُ أَرْضِكِ تُسْتَبَاحُ وَتَشْتَكِي
وَالقُدْسُ يَنْظُرُ وَاجِمًا مُسْتَاءَ
وَنَزَعْتِ عَنْ مَتْنَيْكِ عِزًّا شَامِخًا
وَهَجَرْتِ فِي لَيْلِ الشِّتَاءِ غِطَاءَ
لَكِنَّ لَيْلَ الظُّلْمِ أَصْبَحَ يَنْجَلِي
وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ وَالنَّهَارُ أَضَاءَ
يَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ فَجْرُكِ قَادِمٌ
وَلَسَوْفَ يَغْدُو بِالْهُدَى مِعْطَاءَ
وَلَسَوْفَ يَغْدُو بِالعَقِيدَةِ مُزْهِرًا
بِالْخَيْرِ يُرْسِلُ لِلحَيَاةِ هَنَاءَ
عُودِي إِلَى الرَّحْمَنِ مُسْلِمَةً لَهُ
أَمْرًا وَرُدِّي السُّوءَ وَالفَحْشَاءَ
هَذَا هُوَ القُرْآنُ طَوْدٌ شَامِخٌ
هَيَّا امْتَطِي فِي ظِلِّهِ العَلْيَاءَ

 


[1] إشارة إلى ما قاله عقبةُ بن نافع: اللهم إنِّي لو أعلم أنَّ وراء هذا البحر يابسةً لاقتحَمْتُ هذا الهول المائج.

[2] إشارة إلى خطبة طارقِ بن زيادٍ التي خاطبَ بها الجنود: البحر أمامكم، والعدوُّ وراءكم.

[3] إشارة إلى ما فعله عمرُ بن عبدالعزيز بعد أنْ تولَّى الخلافة، واشتكى إليه كهنَةُ سمرقند بأنَّ جيش قُتَيبة اقتحم عليهم مدينتَهم دون أن يَعْرض عليهم الإسلام، أو يُخيِّرهم في دفع الجِزْية، أو يستعدُّوا للقتال، فبعث برسالةٍ إلى والي المدينة بالخروج منها، وتَخْيير أهلها، والتعامل معهم حسب اختيارهم، فلمَّا رأَوْا ذلك، أسلَموا جميعًا، وارتضَوُا الإسلام.

[4] إشارة إلى ما فعلَه بعض ملوك الصِّين حينما أرسلوا بِتُراب من أرضهم في صفحةٍ إلى قائد جيش المسلمين؛ حتَّى لا يذهب لقتالِهم، وسلَّموا بِدَفْع الجِزْية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة