• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

معركة في الجوار (قصة قصيرة)

معركة في الجوار
محمد إبراهيم عبدالرحمن قشقوش


تاريخ الإضافة: 6/12/2011 ميلادي - 10/1/1433 هجري

الزيارات: 8479

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

معركة في الجوار

مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية


اقتربت تلك النَّملة من فئة النَّمل الصغير السريع الذي يعيشُ في الجُحر الشَّرقي من الغُرفة القبليَّة من تلك النَّملة الكبيرة العِملاقة التي تنتَمِي إلى فصيلة النَّمل أصحاب الأقدام الثقيلة، والذي يعيشُ في الركن الغربي من الغرفة، والتي بدَا عليها الإجهاد، وبدَا أنها تعرج إثْر إصابة دهس أو حادث سير؛ اقتربت منها دُون أنْ تشعُر من خلفها، فكَّرت في المجد الذي ستَحظى به إذا استطاعت أسْر ذلك العِملاق المتحرِّك أمامها، يدبُّ بأقدامه فيُحدث ذلك الضَّجيج المزعِج وتصدر تلك الرائحة المميزة من جُروحها، اقتربت منها في حذرٍ شديد، وفجأة انقضَّت كالبرغوث على مُؤخرة بطنها وعضَّتْها عضَّة كبيرة ارتفع على أثرها صراخٌ سمعَه النمل في أفق الغُرفة من شرقها لغربها، حتى خرج من جُحوره يحاول أنْ يستشفَّ ما يحدُث، أعقبت ما فعلَتْه بعضَّةٍ أخرى في ساقِها الجريحة، انتبهت النملة العِملاقة لهول الهجوم الذي تتعرَّض له وهي مُصابة، أرسلت رسالة استغاثة بقُرون استشعارِها؛ لعلَّ نملةً قريبة تسمعها، حاولت أنْ تُدافع عن نفسها بأقصى ما عندها حتى يصل إليها الدَّعم، التفتت يمينًا ويسارًا تبحث عن مُهاجَمتها، فاجأتها مرَّة أخرى بقرصةٍ عنيفة في مُؤخِّرة رأسِها، لم تشعُر إلا والغرفة تدورُ من حولها ثم تغيبُ عن الوعي، وبينما كانت النَّملة الصغيرة تتَّجه إلى الجحر الشرقي من الغُرفة تحمل فوق ظهرها صيدَها الثمين، وتُدَندِن بأغانٍ حماسيَّة من فرحة النصر مُتخيِّلة الاستقبال الحافل الذي ستُقابَل به من أخواتها في الجحر، كان هناك طفل صغير يُتابع المعركة ويرمقها بعينيه في تعجُّب، لم تشعُر به إلا عندما بدأ يُضايِقها، كان ذلك عندما التقط النملة الكبيرة من فوق ظهرها ورَماها بعيدًا عنها، في البداية شعرت بالفزع من ضَخامة حجمِه، وكانت في طريقها للهُروب إلى الجحر الشرقي، ولكنَّها فكَّرت كيف تتخلَّى عن مجدِها، نظرت إلى النملة الكبيرة حيث ألقى بها الطفل بعيدًا عنها، حامَتْ حول المكان ببطءٍ؛ حتى لا ينتبه إليها الطفلُ الصغير مرَّة أخرى، وفجأة هجمت على النملة المغيَّبة عن الوعي والتقطتها، ورفعتها مرَّة أخرى فوق ظهرها، ولكنَّها فُوجِئت بالطفل الصغير يلتقط صيدها مرَّة أخرى، ويرميه بعيدًا عنها، ثم ترتفعُ ضحكاته لتصمَّ آذانها، نظرت للنملة الكبيرة التي بعدت عنها مَرَّةً أخرى وإلى الطفل الذي ما زال يضحَكُ بسَذاجة... اقتربت منه في ضِيق زحفت ببطءٍ تحت ساقيه المنثنيتين إلى الخلف على الأرض، أطبقت بفكَّيْها من الغيظ على ركبته، قام الطفل فزعًا وقد تملَّكته حالةٌ من البكاء الهستيري، تنفَّست النَّملة الصعداء، وعاودت حمْل النملة العِملاقة فوق ظَهرها، وعادت للدندنة مرَّة أخرى بأناشيد النصر، الكثيرون من إخوانها كانوا ينتظرونها بالتهليل أمامَ الجحر بين معجب ومصفِّق..

 

تقدمت الأيادي تُساعد النملة الصغيرة في إنزال الفريسة وتقطيعها وتخزينها في غُرفة التخزين، وبدَأت النملة تحكي ما حدَث وتُبالغ في وصف شَجاعتها؛ حتى بانت أمام إخوانها كصرصور كبير مفترِس، حتى وصلت في حكيها إلى قصَّة الطفل الصغير الذي هاجمَتْه، حينئذ ارتفع صوت قائد النمل قائلاً في فزع: ماذا فعلت؟ هاجمت إنسانًا؟! سيطر الوجوم على جموع النمل مستشعِرين الخطر، عقد قائد النمل ما بين قرني استشعاره وبدأ يتحدَّث في غضب قال: "نعيشُ في جُحرنا هذا منذ عشرات الشهور لم نهاجِمْ أحدًا ولا قام أحدٌ بِمُهاجماتنا، تعايش تام لم يحدث في أيِّ غرفة أو عمارة من البنايات العملاقة المحيطة بنا، وجئت أنت بفعلتك المستهتِرة لتُهدِّدي كلَّ ما بَناه أجدادنا في الشهور السابقة، ثم صمَت القائد وهرش بإحدى قرنَيْه في رأسه وسط صَمْتِ الجموع، وفجأةً تحدَّث بنبرةٍ قلقة محذرة قال: من الآن وحتى إشعار آخَر سوف يكونُ هناك حظر تجوال على الأراضي المنبسِطة للغُرفة القِبليَّة، وليحفَظْنا الله من البشَر، ويحفظ جحورنا الشرقيَّة، ولكنَّه عندما انتَهى من كلامه كان هناك ضَجِيج من نوع معروف يحفظون صَداه، بدأ يقترب في خطوات منتظمة، فجأة دخل حرس الجحر إلى القائد مُعلِنين أنَّ صفوفًا من النمل العملاق خرجت من الجحر الغربي في أقصى الغرفة وهي في طريقها إلى الجحر الشرقي - كانت النملة العملاقة قد أرسلت إشارات استغاثةً قبل أنْ تغيب عن الوعي وتدخُل في غيبوبة - ارتفعت الأصوات: إنها الحرب الكبرى، لا يمكن أنْ نتركهم يصلون لحدودنا، سيأكلوننا داخل بيوتنا، صرَخ قائد النمل: فلتخرُج جيوشنا لملاقاتهم في منتصف الغرفة حيث بقع الحلوى وفتافيت المكسرات ولنحتلَّها قبل وصولهم، امتلأت أرضُ الغرفة بآلاف النمل، تجمَّعت وتقاتلت حول مَنابِع الحلوى واحتدَّت المعركة وصمد جنود النمل الصغير بالرغم من حَجمه دِفاعًا من أجل البَقاء، وبينما المعركة في حدَّتها نزل رذاذ قاتل من أعلى ليُغطِّي كلَّ أرض الغرفة وليكتسح برائحته المميتة الجحور الشرقيَّة والجحور الغربيَّة، تناثَرتْ على إثْره آلافُ الجثث يمينًا ويسارًا، وملأت المساحات الشاسعة من البلاط في كلِّ أرجاء الغُرفة، وارتفع صوت وَدُود في الغرفة: "انتهى يا صغيري الحبيب، لن يقرصك النمل بعدَ الآن، لقد رششته، فقط دَعْنِي أكنس الغرفة، ثم تُواصِل اللعب فيها".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة