• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

اللحظة الأخيرة (قصة قصيرة)

اللحظة الأخيرة
محمد محمود سليمان محمود


تاريخ الإضافة: 5/12/2011 ميلادي - 9/1/1433 هجري

الزيارات: 9341

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللحظة الأخيرة

مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية


مثخنًا بالجراح، وملقى في ركنٍ من أركان فصل حقير، في مدرسة صغيرة، بقرية نائية، في أعالي الجبال، يمرُّ أمامه شريطُ ذكرياته، ويتذكر ما مرَّ به من أحداثٍ جسيمة، لقد كان من الأفضلِ أن يموتَ وهو يقاتل داخلَ الأحراش، هكذا حدثته نفسُه، يتذكَّر بلدَه الأصلي الذي يبعد مئات الأميال عن مكانِه هذا، يتذكر رحلتَه بالدراجةِ النارية حول القارةِ بأكملها، ويتذكر الحلمَ الثوري الذي عاش ليحقِّقَه، يدخل أحدُ الضباط ويضربه ضربًا شديدًا، ويأخذ منه (غليونه) ليدخن فيه.

 

نعم، بالفعلِ لقد كان من الأفضل أن يموتَ وهو يقاتل داخل الأحراش، يتذكَّرُ أهالي القارة المظلومين، يتذكر الحروبَ التي خاضها من أجلِ حياةٍ أفضل لهم، يتذكر الثورةَ الوحيدة التي نجح هو وزملاؤه في قيادتِها، يتذكر وجهَ زوجتِه وأولاده، يدخل أحدُ الضباطِ ويخبره أنهم في الانتظارِ لتلقِّي الأوامر بقتلِه، لقد كان يتوقَّعُ هذا، ولكنه كان من الأفضلِ أن يموتَ وهو يقاتلُ داخل الأحراش.

 

يتذكر دراستَه للطب، يتذكر مستعمرةَ الجذام، يتذكر انتصاراتِه وانكساراته، أحلامَه وطموحاتِه، آلامَه وأفراحه، لم يؤمن يومًا بإله، وكان قاسيًا جدًّا مع أعدائه والمتهاونين من زملائه، ولكنه كان عطوفًا على أهلِ بلادِه.

 

يدخلُ الضباط والجنود لتنفيذِ أمر إعدامه، لقد آن من الأفضلِ أن يموتَ وهو يقاتلُ داخل الأحراش، لَم يتأوه والرصاص يخترقُ جسدَه، ويحيله إلى مصفاة، بل كان يبتسمُ ليبثَّ الرُّعبَ في أوصال عادميه، إنه سيموت، ولكنَّه يعلم أنَّ أسطورتَه ستعيشُ وتتناقلها الأجيال، وتعيش على حلمِه.

 

الآن سينتقلُ إلى العدمِ الذي يؤمن به، ولكن في لحظتِه الأخيرة رأى الحقيقةَ كاملة، الحقيقة كاملة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾ [الكهف : 103 - 105].

صدق الله العظيم





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- جميلة
د. مصطفى صلاح - مصر 10-12-2011 03:05 PM

جميلة يا سليمان :)

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة