• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حسرة على نظرة (قصة قصيرة)

حسرة على نظرة
ناصر الحلواني


تاريخ الإضافة: 15/11/2011 ميلادي - 18/12/1432 هجري

الزيارات: 8191

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حسرة على نظرة (من مجموعة بعنوان: مراوحات الروح)

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

مضى المهاجر بقلبه المطمئنِّ خارجًا من دارِه.

 

وصار إلى سبيل الساعين في الأرض، يَطلُبون ما كفله الرحمن لهم، تمتلئُ نفسُه بيقين محبَّته لربِّه، فكان إلى رِزقِه، بشَبابه النضر، يفورُ بقوَّة نهار العمر، وطاقة فطريَّة كنواةٍ في عُمق جبلٍ صلدٍ من إيمان وتقوى.

 

وبين شمسٍ منهمِرة القَيْظ، وصَحراء تفيضُ بصهدها، يمضي الفتى بفُتوَّة فاترة من أثر الحرارة المحيطة.

 

يجتازُ لحظة وهنٍ بشري عابرة، يرصدها الشيطان، فما فوَّتَها.

 

فسَرَى إلى نَفسِه كنَقِيع السمِّ إلى القلب، ووسوس فيه:

- أيُّها الصالح، تمهَّل قليلاً، واستَرِحْ لحظةً في ظلِّ دار أخيك الأنصاري!

 

فتباطأ إلى الجدار المبنيِّ من طين.

 

فدَنا من الباب المعمول من أعواد القصب الجاف.

 

ولم يكن ظل!

 

ولكنْ غفلة غشيت روحَه.

 

فألقى ببصرِه عبْر قصبات الباب الموارب.

 

عبر فرجات لا يلمَحُهَا إلا مَن أخَذ الشيطانُ بعينَيْه إليها.

 

إلى المستورة في كنِّها، تَتبَرَّدُ.

 

آمنة إلى انفِرادها، وتقوى العابرين.

 

فغُشِّيَ على تقواه.

 

وانسدلت ستارةُ الغفلة على نفسه المطمئنَّة.

 

فغاب قلبُه لبرهة.

 

بمقدار نظرة، ونظرة.

 

نظرة، انطلقت كشظية.

 

سرعان ما انزوت، وخبَت.

 

فثاب إلى تَقواه.

 

وإدراكٍ لغضب الله.

 

فاشتعلت النارُ في رُوحه.

 

وانكشفت غيمة الذهول عن قلبه وما حَواه.

 

فانهزَم الذَّنبُ تحت ثقل يقينِه.

 

بأنَّ الرَّقيبَ في عُلاه يَراه.

 

فغاضت معصية اللحظة إلى قاع الندَم.

 

وحام بعينيه في الأرجاء.

 

فما عثر على مَن أغواه.

 

فجرَّ ما بقي من ذاته المثقلة بالذنب.

 

وفرَّ إلى جبال الوحشة.

 

يلومُ النفس، ويهرب من عذاب عظيم.

 

عارضًا قلبه على صهد الصخور القاسية.

 

وألم الوحدة النائية.

 

ومَرارة الإثم الجليل.

 

لا ينطق إلا: يا ويلاه!

 

متردِّدًا بين اللوذ بالتوبة.

 

والخوف من الأوبة.

 

ووحي يكشف ما جناه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة