• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

قصة نورا

قصة نورا
نور الدين سكوك


تاريخ الإضافة: 24/10/2011 ميلادي - 26/11/1432 هجري

الزيارات: 10281

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جلستِ الطفلةُ نورا تلعب أمام المنزل كعادتها، ومرَّ خالد ونظر إليها بشبق كالعادة، لم تكن الطفلةُ لتفهمَ النظرةَ ومعناها، وكل ما كان يعنيها قطعة الحلوى التي ما فتئ يقدِّمُها لها كلَّما مرَّ بها.

 

كان الوحشُ في نفس خالد يتضخَّمُ كل يوم أكثر، وكانت نورا قد أحبت قطعَ الحلوى وصاحبها، لقد قرّبت الحلوى المسافات، وأصبحت الطفلةُ التي كانت تفرُّ من كلِّ غريبٍ باكية إلى أمِّها تستكين بين أحضانِ خالد.

 

وفي أحد الأيام، بينما نورا تلعبُ كعادتها والمساء بدأ يرخي سدولَه، وقف خالد بجانبِ نورا، ثم أخذها في حضنِه، استكانت الطفلةُ في الحضن الذي يقدم لها الحلوى، وذهب بها بعيدًا، بعيدًا عن الأعين، استيقظ الوحشُ داخل خالد، فأخافت حركاته ولمساته نورا التي صرخت باكية، أغلق الوحشُ فمَها وقضى منها وطرَه.

 

رأت الأمُّ ابنتَها باكية، صارخة، مرعوبة، فاحتضنتها وهدأت من رَوْعِها، ثم سألتها عن أمرِها وتحسَّست جسدَها، وفهمت الحكاية.

 

كانت صدمة الأب أكبر من صدمةِ الأم، نُقلت الطفلةُ إلى المستشفى للاطمئنان على حالتِها، وتم إخبار الشرطة التي اعتقلت خالدًا، وحكم عليه بعشرِ سنوات سجنًا.

 

مرَّت العشر السنوات سريعة وخرج الوحشُ من مرقدِه، وكبرت نورا، وكبرت معها قصتُها، بل كبر جسدُ نورا؛ لأنَّ نورا قد ماتت يوم اغتصابها، بل تموت كلَّ يوم ألف مرة، ويعيش الوحشُ بقوةِ القانون لينتفضَ من رقادِه كلَّ عشر سنوات.

 

جلست في شرفةِ المنزل بعدما أصبحت غيرَ قادرة على تجاوز عتبة المنزل، كان خالد قد خرج من السِّجنِ منذ بضعة أيام، وسرعان ما شردت بذهنِها كالعادةِ لتعود بها الذكريات إلى ذلك اليوم المشؤوم، هزت رأسَها بعنف تريدُ أن تطردَ هذا الماضي الأليم الذي أسرها ورهن مستقبلها، لكن هيهات؛ فالذكريات الأليمة أشدُّ إلحاحًا ووطأة من أن تطرد، إنها ضيف ثقيل مهمته أن يقضَّ عليك مضجعَك.

 

ما انفكت نورا تحاورُ نفسَها، وإذا بها تسمعُ جلبةً في الشارع، أطلَّت لتجد رجال الشرطة وقد اقتادوا خالدًا من جديدٍ، والأطفال والجيران يتحدَّثون عن اعتدائه على طفلةٍ في الحي المجاور، نزلت دموع ساخنة من العيونِ التي ألفت الدمع وألفوها، إنها خبرت معنى هذه التجربة وما ينتظرُ الطفلة، وتساءلت في صمتٍ كالعادة: كم من القرَابين ستقدَّمُ للوحش؛ ليفهم القانون؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة