• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

سحب أم إضافة؟ (قصة قصيرة)

سحب أم إضافة؟
هناء رشاد


تاريخ الإضافة: 17/10/2011 ميلادي - 19/11/1432 هجري

الزيارات: 7974

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سحب أم إضافة؟!

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب "الألوكة" الثانية)

 

لَم يكن من أصحابِ الثروات، ولا طمع يومًا فيها، إنسان بسيط جاءته فرصةٌ للعمل بالخليجِ موظفًا بإحدى الإدارات الحكومية، أحلامه بسيطة؛ زوجة مُحبة، وبيت يجمعُ فيه أبناءَه؛ لينعمَ بدفء الأهلِ وملاطفة الأحفاد في يومٍ بعيد يراه قريبًا، فكان يدخر كلَّ شهرٍ مبلغًا بسيطًا مما يتبقى من راتبِه الذي يُهزم أمام المعيشةِ الباهظة في بلادِ الغربة، والتي ينفرطُ عقده بمجردِ الإعلان عن وصولِه، فينهال عليه السَّحب وتتعدد الروافد؛ إيجار البيت الذي يتشاركُ فيه مع ثلاثةٍ آخرين، والذي يكاد ينطبق عليهم من ضيقه، وأقساط السيارة الصغيرة التي لولاها لما تمكنَ من الحصول على عمله، البيت الذي اشتراه ببلدتِه الصغيرة، والذي لا تتجاوز مساحته المائة متر، إلى جانبِ المبلغ الذي يرسله كلَّ شهرٍ إلى أسرتِه ليعينهم على الحياةِ وشظفها، فإذا انتصف الشهر ظلَّ محبوسًا ممتنعًا عن الخروجِ مع أصدقائه في جلسات المقهى المسائية، سائقًا المبررات لعدم خروجِه، كي يمسك يديه عن الإنفاق.

 

وبرغم حلمِه البسيط؛ كان يضعُ في قلبِه حلمًا آخر أكبر؛ حلم العودة إلى الوطنِ الأم، إلى حيث السعادة بلا كَدر، والراحة بلا سعي مضنٍ في دنيا أتعبته.

 

فمضى متوازيًا يدخر لحلمِه البسيط، ويسعى في كلِّ الطرق التي تؤدي إلى حلمِه الأكبر، فصلاته يتبعها بمعاملةٍ حسنة، وأخلاقه يترجمها سلوك، أما عمله فيؤديه بوعي وضمير وإخلاص، وكأنَّه يعملُ في مشروعِه الخاص!

 

هكذا علمته الحياةُ أنَّ الأجلَ قريب مهما هيأت له الدنيا من زينتها، وأنَّ الطمع فيها كمن يجري وراء سراب في صحراء لن يزيده إلا تيهًا وإنهاكًا، فلم يقبض عليها يومًا، بل جعل صدرَه هواء متحررًا منها، زاهدًا فيها، عارفًا بوجهها اللعوب، وضحكتها الكاذبة، فخفض جناحَه للآخرةِ، وألان قلبَه لله الباقي.

 

وبرغمِ راتبه المتواضع ومستقطعاته الكثيرة، لم ينس أن يخصصَ جزءًا منه يُستقطع شهريًّا؛ لتنفقَه أسرةٌ محتاجة، فقدت عائلها في غزة.

 

وكان إذا جاءته الرسالةُ الشهرية على جوالِه ببشارةِ السحب من الرَّاتب أو بواقي الراتب - ينشرح صدرُه ويتهلل وجهه بالبِشر، وحينها يتساءل أصدقاؤه بتعجب: هل راتبك يحتملُ هذا السحب؟!

 

يبتسم ابتسامةَ العارف قائلاً: إنه ليس سحبًا، إنه إضافة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة