• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية / أدب الأطفال (دراسات في أدب الأطفال)


علامة باركود

مِنْ وظائف أدب الأطفال

قحطان بيرقدار


تاريخ الإضافة: 16/9/2008 ميلادي - 15/9/1429 هجري

الزيارات: 59668

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
تنبع أهمية أدب الأطفال من كونه يشكل أداة أساسية في التأثير على الطفل مستفيداً من نصاعة تفكيره واتساع أفقه ورحابة خياله، إلى جانب رهافة حسه ورقة مشاعره، فيستلهم الأديب من كل ذلك خامةَ نَصِّهِ ليُقدِّمَهُ مُنمَّقاً بسيطاً يسير بمدارك الطفل وحواسه ومشاعره، فيوجهها وينميها لاسيّما إذا ما لامس الطرافة والتشويق.

*وظيفة نفسية:
ومن هنا .. فإن لأدب الأطفال وظائف متعددة تبعاً لجهة تأثيره، ولعلّ من أهمِّ هذه الوظائف: الوظيفة النفسية التي تظهر من خلال قدرة هذا الأدبِ على ضبط انفعالات الطفل ومشاعره وتوجيهها من خلال تقديم الصورة الإيجابية والمثالية التي يتأثر بها الطفل، فتجعله يوازن بين عواطفه تجاهها وتفاعله معها وبين سلوكه في حياته, كما أن تقديم مثل هذه الصورة ودعمها بالشخصيات المتزنة الملتزمة بالفضائل يبعد الطفلَ ما أمكن عن الأجواءِ المأساوية المحزنة والمناظر المخيفة التي يفرضها واقعنا المعاش، ولاسيما إذا رافقت هذه الشخصيات مسحةٌ من المرح والحيوية مشيعةً بذلك أجواءً من المتعة والتشويق والفرح, عدا عن كون هذا الأدب يلبي حاجة الطفل النفسية الدائمة إلى إرواء ميله إلى البحث والاكتشاف والمغامرة، ويروي فضوله، ويجيبه عن التساؤلات التي تقلقُه، وبذلك يتمكن من إثبات ذاته وتنمية مواهبه وإبداعاته.

ولا يخفى أبداً ما لأدب الأطفال من وظائف تربوية مهمة تنطلق مما يتميز به الطفل ولاسيما في مراحله الأولى، من خيال نشط، وقدرة فائقة على التصور غير المنضبط والذي قد ينعكس بشكل من الأشكال على واقعه ويدخل في عالمه الخاص؛ وذلك من خلال تأثره بالمثل الأعلى أو الشخصية القدوة أو الفكرة السامية تبعاً للنوع الأدبي الذي يقرؤه, فهو غالباً ما يُقَدِّرُ صِفَةً منَ الصفات التي يتضمنها النص لتتفاعل هذه الصفة مع سلوكه الشخصي مطورة إياه بصورة إيجابية، وبذلك غالباً ما يتعدل سلوك الطفل وبناؤه القيمي وقد يتبدل تماماً...

ومن هنا فإن الأدب الطفلي، ولاسيما ما يعتمد منه على التشويق والتخيل المنسجم، غالباً ما يحقق أغراضاً تربوية مهمة:
1 - فهو يوفر للطفل عالماً منوعاً يوسع أفقه وينمي قدراته اللغوية.
2 - ويدله على التفسيرات العلمية والمعلومات الصحيحة، مبعداً بذلك إياه عن الخرافات والتفسيرات البعيدة عن العلم أو المنطق.
3 - كما يساير هذا الأدب طبيعة الطفل وميلَهُ للتقمّص والتقليد، فيحقق ذاته وينتقل من دائرته الذاتية إلى الدائرة الاجتماعية.

كما تجدر الإشارة هنا إلى ضرورة ابتعاد أدب الأطفال عن التلقين والوعظ المباشر؛ لإتاحة الفرصة للطفل كي يستنتج القيم المقصودة والسلوك المرغوب فيه من خلال تحليل المواقف الإيجابية والعفوية للشخصيات، وبذلك تتفتح قدرات الطفل ومواهبه الذاتية مما يسهم في نموه السليم، ويشترط لتحقيق ذلك أيضاً تقديم الموضوعات البسيطة التي لا تتعارض مع الأهداف التربوية أو الحياة الواقعية.

* وظيفة اجتماعية:
ولأن أدب الأطفال ينقل للطفل صوراً من بيئته أو من بيئات أخرى تتقاطع مع واقعه فإنه بذلك يحقق شكلاً من أشكال التفاعل الاجتماعي مؤدياً وظيفة اجتماعية مهمة أيضاً تتجسد من خلال تنمية الحس الاجتماعي لدى الطفل، فتبعده عن الفردية والأنانية وحب الذات والانطواء، وترسخ عنده العلاقات السليمة في الأسرة والمدرسة والمجتمع, كما أن لمثل هذه النماذج من الأدب القدرة على تعويد الطفل على النظام والانضباط والصبر والعقلانية والحلم، وتهذب حريته الشخصية وتضبطها في إطار انتمائه إلى الأسرة والمجتمع..

وإلى جانب هذا وذاك فإن الأدب يطلع الطفل على بيئته والبيئات الأخرى ولاسيما فيما يتعلق بالأمور العائلية والعلاقات الاجتماعية مما يؤهل الطفل للتكيف الإيجابي مع المجتمع والتعامل معه في المستقبل.

* وظيفة تاريخية وحضارية:
ومما يحسب لأدب الأطفال أيضاً تعميقه للجذور التاريخية وربطه ما بين ماضينا المشرف ومستقبلنا المستشرف، حيث يرسخ عند الطفل حب الوطن من خلال استحضار صورٍ براقةٍ من تراثنا الأصيل وشخصياتٍ فذةٍ من قادة وعلماء ومفكرين وأبطالٍ, إضافة إلى تسليطه الضوء على ما قدمته الحضارة العربية والإسلامية من نماذج إنسانية وحضارية يُحتذى بها، مُسْهِمَةً بذلك في صنع الحضارة الإنسانية...

كلُّ ذلك بأسلوبٍ جذابٍ يحبب الطفل بلغتنا العربية وأساليبها الفصيحة ويجدّد لديه الشعور بالفخر لانتمائه إلى هذه اللغة وإلى هذا التاريخ.

* كيف نحقق هذه الوظائف؟
إن هذه الوظائف وغيرها الكثير من وظائف أدب الأطفال لا يمكن أن تؤتي أُكلَها إن لم تقدَّمْ في إطارٍ ينسجم مع عقل الطفل وقدرتهِ على الاستيعاب واستعداده للتخيل, فهي وإن كانت وظائف سخية ومهمة في تكوين الجانب النفسي والتربوي والاجتماعي عند الطفل فهي لن تكون ذات جدوى إن لم تُصَغْ بقالبٍ فنيٍّ يتناسب من حيث الشكلُ والمضمونُ واللغةُ مع الفئة العمرية التي ينضوي الطفل تحتَها، ومع ميله الشخصي واهتماماته حتى تبلغ أبعدَ مرمًى لها ويكون لها الدور الفعال والإيجابي..

عدا عن دور الأسرة ولاسيما الأب والأم في تقريب الفكرةِ ولفت نظر الطفل إلى الدرب الصحيح الذي يمكنه من استيعاب هذا النوع الأدبيّ، ومن ثم الاستمتاع به سواءٌ أكان شعراً أم نثراً.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة