• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

ورحلت واقفاً أيها السعيد

ورحلت واقفاً أيها السعيد
عبدالرحمن محمد رضوان حرش


تاريخ الإضافة: 3/10/2011 ميلادي - 5/11/1432 هجري

الزيارات: 6093

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هذه ليست بأولى حروفي ولا أولى كلماتي، فمذ رحلت ودمع العين لا ينفك يكتب فيك ما لا يعرف القلم كتابته، فلو كان الدمع حبراً لقرأ الناس ديواناً من شعر الرثاء حجمه بحجم المصاب.. غير أن اللغة أبت إلا أن يكون لها في حبك سهم فنادتك بأعلى صوتها: يا أيها السعيد! يا من كانت أيامك في سعادتها أعراساً! ولدت فسماك ربك سعيداً وعشت ترقب السعادة بلقائه وتمضي فيها حتى قضيت سعيداً.. تمضي إليها وهي تمضي إليك.. فما عجبت حين رأيتك بعد وفاتك باسماً مشرقاً سعيداً كما كنت دائماً..

 

وقد شئت أن تحيا سعيداً فمتَّ به شهيداً.. والغرام له أهل..!

 

يا أيها السعيد! ما عهدتك تصنع الأحزان فليتك تصبرت!.. أم شاقك موكب ما ترقأ العين حزناً على فراقهم.. فعلى مثلهم ما صبرت؟ أفعلمت أن صحبتهم طاعة من الطاعات فعجلت إليهم..؟ حنانيك! يا من عشت وفياً ومتَّ وفياً.. عسى الله أن يجمعك بهم جميعاً إنه هو العليم الحكيم..

 

يامن أمسيت في الدنيا فأصبحت في الآخرة.. فخرجت في ليل من ليالي الدنيا ليتنفس الصبح عليك في الآخرة.. أترى الدنيا قد أذَّنت لك لتأذن لك في الإقامة في الآخرة.. فأنت بها بين الأذان والإقامة، أم كنت تعظ الناس أن محياهم يسير.. كما بين الأذان إلى الصلاة..

 

يا من قضيت ذاهباً إلى لقاء الله في صلاة.. حيث البكاء والدعاء! أفكنت تعلم أن شوقك آخذ بك إلى حضرة الله سبحانه حيث السرور والحبور؟

 

قد كنت ذاهباً إلى بيته ففاضت روحك إلى رحابه.. كنت تحب لقاء الله لقد أحب الله لقاءك.. يا من أتيته تمشي.. لقد أتاك هرولة... أترى كانت روحك التواقة أسبق من قدميك وأسرع؟ ألا يا لهف نفسي على ليل صباحه لقاء رب العالمين!

لولم تكن مُقْبلاً سعيداً ماقَرُبَ المطلبُ البعيدُ

 

أكنت تعلم أنك ذاهب إلى حياتك لا إلى حتفك إذ كنت مستجيباً لله القائل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾؟

 

أم كنت تعلم أن حبيبك صلى الله عليه وسلم قال: "أما من كان من أهل السعادة ؛ فييسر لعمل أهل السعادة " فيسرك الله لعمل السعادة فكنت في السعداء؟

 

لقد نال السعادة في الأعالي
وإن يك في التراب له ضريح

 

أم كنت تعلم أن حبيبك صلى الله عليه وسلم جعلك ضامناً على مولاك حين قال: "خصلات ست ما من مسلم يموت في واحدة منهن إلا كانت ضامنا ًعلى الله أن يدخله الجنة:.. ورجل توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لصلاته فإن مات في وجهه كان ضامناً على الله "...؟

 

أم كنت مغتبطاً أنك كنت في صلاة ما دمت تنتظر الصلاة فرحلت مصلياً وتلك غاية آمال العابدين؟

 

يا ذا الهمة! لطالما كانت المحن أقصر من قمتك الشامخة فما نالت من عزيمتك شيئاً في أيام عصفت بأمم سواك! حتى جاءت بنيان جسدك الأطهر.. لقد كانت روحك قبلها أشد عزيمة وأمضى:

 

وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام

 

لقيت ربك صائماً؟ لا عجب! لو جاءك ملك الموت بعد ساعة لرآك في الصف الأول.. أو بين يدي كتاب ربك.. أو في مجلس علم.. أو في صلاة الضحى.. فالدنيا عندك: العبادة العبادة.. وما زادتك الأيام إلا تمثلاً بقول أبي موسى الأشعري: إن الخيل إذا قاربت رأس مجراها أخرجت كل ما عندها... و ما كنت أظن أنك لو علمت بمقدمه تزيد شيئاً في عملك..

 

والذي أنبت في القلب محبتك! ستبقى خطواتُ أقدامك من مسجد تنكز إلى زيد إلى الرفاعي متنقلة من مسجد إلى مسجد تخط الأرض خطاً وتهزها هزاً بعزة في زمن عزت فيه تلك المعاني.. أحبَّ أحياء دمشق إلى قلبي فأنا اليوم أسير فيها وأسمع حنينها.. أسمعها تبكيك مجاهداً.. تبكيك محباً لله ورسوله.. تبكيك أن لم يكثر خطاه على وجهها -ربما- أعبد منك.. تبكيك ذاكراً شاكراً تالياً للقرآن فمن سيسمعها ترتيل الآيات بعد اليوم؟

 

يا أطيب الناس قلباً! طب نفساً فقد عشت عزيزاً حميداً متواضعاً.. ما داهنت ولا نافقت ولا جاملت ولا مالأت.. ولا سمعتك أذن إلا وشهدت على صدقك وطيب أخلاقك.. وهؤلاء هم شهداء الله في الأرض.. فليت شعري أسمعتَ مثل ذلك من شهداء الله في السماء...؟

 

من كنت تقسم على محبته ويقسم لك على مثلها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة