• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

أمثولات عن دور الأدب في التبشير بالحركات الفكرية... الحركة الصهيونية نموذجًا

عبدالرحمن أحمد


تاريخ الإضافة: 29/8/2011 ميلادي - 29/9/1432 هجري

الزيارات: 6861

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أمثولات عن دور الأدب في التبشير بالحركات الفكرية

الحركة الصهيونية نموذجًا[1]

يعني مفهومُ الالتزام في الأدب لغةً: اعتناقَ الشيء والتمسُّكَ به، وفي الاصطلاح الأدبي يعني: إيمانَ الأديب بعقيدة فكريَّة، أو سياسيَّة، أو اجتماعية، وتوجيهَ نتاجِه الأدبي باتِّجاه الانتصار لهذه العقيدة، والدَّعوة إلى تحقيقها[2].

 

ولا يمكن للأديب أن يبتعد عن الالتزام بفِكْر معيَّن؛ فإنَّ ذلك سيجرِّده من جدوى وجوده بالأساس، وهذا بعكس ما ذهب إليه فريقٌ من النُّقاد المُحْدَثين عن مدى التَّوفيق بين الالتزام في الأدب والمُحافظة على الطَّاقة الفنِّية والإبداعيَّة المطلوبة من النصِّ الأدبي، وهذا البحث يَدْعم فكرة أهَمِّية الأدب ودوره الذي لا يمكن إغفاله في الدِّين والفكر والعقيدة والسِّياسة والاجتماع.

 

فما دامت النُّصوص الأدبية العنصرَ الرئيس لنشوء الأفكار والإيديولوجيَّات، والترويج لقضية دينيَّة، أو سياسية معيَّنة؛ فالدَّعوة إلى حوار الأديان وإيجاد دينٍ يوافق عليه الجميع، والذي تمثَّل بفكرة الدِّيانة الإبراهيميَّة، والتي تعقد لأجلها المؤتمرات اليوم، فإنَّ أصل هذه الفكرة التي نشأَتْ في أحضان التنصير والصِّهيونية العالميَّة رواية "الوثَنِي والحكماء الثلاثة - مسلم ونصراني ويهودي" لكاتبها "ريموندول" في القرن الثالث عشر الميلادي[3].

 

وكذلك كان يروِّج لأفكار الشُّيوعيين من خلال أدبائهم الماركسيين الملتزمين بأدب الشيوعيَّة الأُمَمية وفكرها.

 

وعليه؛ فإنَّ لكل حركة فكريَّة عقائديةٍ أدبًا ملتزمًا ينقسم إلى قسمين:

الأول: الأدب الملتزم في فترة النِّضال السلبي، وهو الأدب الذي يبشِّر بها، ويوحي بميلادها.

الثاني: الأدب الملتزم الذي يعاصر أحداثها، ويُواكب ظهورها أو انتصارها، وتحقيق أهدافها في فترة النضال الإيجابي المقترن بتطوُّرِها.

 

وسنتناول في هذا البحث الوجيزِ دورَ الأدب في الترويج لأفكار اليهود العقائديِّين المتطرِّفين، وكيف أسْهَم الأدب باعتباره من أهمِّ الوسائل التي استثمَرَها اليهود لتحقيق أهدافهم في إنشاء دولتهم التي يَحْلمون بها.

 

يقول الأديب الفلسطينِيُّ الراحل غسان كنفاني: ((إذا كانت نهاية القرن التَّاسعَ عشرَ هي العلامة الرَّسمية لولادة (الصِّهيونية السياسية)؛ فإن الصِّهيونية الأدبية بدأت قبل ذلك، وكانت في الحقيقة مادَّة (الصهيونية الفكرية) التي كتب عنها هيس وينسكر وسوكولوف وأمادها عام، وهرتزل، وغيرهم))[4].

 

ويقول كذلك في مقدمة كتابه آنف الذِّكْر: "لن يكون من المبالغة أن نسجِّل هنا أن الصهيونية الأدبية سبقَت الصِّهيونية السياسية، وما لبثت أن استولدَتْها... وإذا كانت الصهيونية السياسية هي نتاجًا للتعصُّب وللعِرْقية، فقد كانت الصهيونية الأدبية هي أُولى إرهاصات ذلك التعصُّب وتلك العِرْقية"[5].

 

وكان من نتائج ذلك الإنتاج الأدبي الفكري والديني التوصُّلُ إلى فكرة (العودة إلى أرض الميعاد) على أسُس دينيَّة، و(العودة إلى صِهْيَون) على أساس أنَّ فلسطين هي أرض أجداد اليهود، التي وعد الربُّ بتمليكهم إياها، وإقامة دولتهم عليها، كما كان من نتائجها أيضًا نضوجُ فكرة (أرض دون شعب لشعبٍ دون أرض).

 

وكانت الحركة الصهيونيَّة منذ نَشْأتها العنصريَّة تستخدم النُّصوص الأدبية لأدباء يهود؛ لتغذية حنين اليهود إلى "أرض الميعاد"، ومثال على ذلك الجهود الجبَّارة التي بذلَتْها الحركة الصهيونية لتسييس شعر يهودا بن هليفي[6]، معتمدة على قصيدته "قلبي في المشرق" التي يقول فيها: "تستلقي صِهْيَون تحت جنَّة عدن، وأنا مُغلَّل هنا - يقصد في الأندلس - بالقيود العربيَّة"، وعلى جُمَل أخرى أقلَّ وضوحًا في أشعاره الخاصة بـ "رحلة إلى صهيون".

 

كما كانت الحركة الصهيونيَّة تعتمد على التّلمود (البابلي)؛ لتغذية النَّزعة العنصرية والثأرية في نفوس يهود العالم، وقد انفردت مدرسة "تلمود وتوراة"، والتي تعتبر من أقدم المدارس اليهوديَّة في بغداد بالتعليم الديني بشكلٍ مكثَّف؛ بحيث خصَّصت نصف مجموع عدد الساعات الأسبوعيَّة للدروس الدينية التي تَشْمل دراسة الكتب الدِّينية، وقصائد مختارة باللُّغة العبرية تشحن اليهود بالحنين والعودة إلى أرض الميعاد، وتشجِّع على الهجرة إلى فلسطين، وفيما يأتي نماذج من هذه القصائد[7]:

يَا ابْنَةَ بَابِلْ

لاَ تَتْرُكِي لُغَةَ الآبَاء

تَعَلَّمِي لُغَةَ العِبْرِيَّة

وَلاَ تَكُونِي هُزْأَةً لِلشُّعُوب

 

وفي قصيدة (الإنقاذ) قال صاحبها:

جُرْحِي هَذَا لاَ يَنْدَمِل

وَلَيْسَ لَهُ ضِمَادٌ فِي الْمَهْجَر

خُذْنِي إِلَى الوَطَنِ "إِلَى إِسْرَائِيل"

فَهُنَاكَ تَجِدُ الضِّمَاد

 

وأخيرًا - وفي هذا البحث الموجز - نرى العلاقة المتينة القائمة بين السِّياسية وبين الأدب في الحركة والعمل الصِّهيونِيَّيْن، وكما يقول "غسان كنفاني": "قاتلَت الحركةُ الصِّهيونية بسلاح الأدب قتالاً لا يوازيه إلاَّ قتالها بالسلاح السياسي".

 

وكان الأدب الصِّهيونِيُّ جزءًا لا يتجزَّأ، ولا غِنَى عنه، استخدمَتْه الصهيونية السياسية على أوسع نطاق؛ ليس فقط لخدمة حملاتها الدعائية، ولكن أيضًا لخدمة حملاتها السياسية والعسكريَّة.

 

وقامت الصِّهيونية السياسيَّة بِتَجنيد الأدب في مخطَّطاتها؛ ليلعب الدَّور المرسوم له في تلك الآلة الضخمة التي نُظِّمت لتخدم هدفًا واحدًا.

 

ومن كلِّ ما سبق أيضًا؛ نستنتج كيف أنَّ الأدب يمثِّل وسيلةً من وسائل الترويج والتبشير بالأفكار والإيديولوجيات المختلفة، والتنظير لها، كما أنه يُسْهِم في إسقاط أفكار أخرى.

 

وعلينا ألاَّ نغفل عن دراسة أدب عدوِّنا الذي تتكشَّف الكثير من نواياه ومخطَّطاته ذات الجذور التاريخيَّة من خلال أدبياته، فعلى الكُتَّاب والأدباء المسلمين ألاَّ ينحازوا إلاَّ لعقيدة الإسلام في أدَبِهم، وألاَّ يلتزموا إلاَّ بفِكْره، وأن يتذكَّروا دومًا أنَّهم على ثَغْر من ثُغور الأمة، فلْيَحذروا أن نُؤْتَى من قِبَلِهم.

 

قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110].



[1] الصِّهْيَوْنية: حركة سياسية، نشأَتْ منظَّمةً بانعقاد المؤتمر الصِّهيوني الأول في مدينة بال بسويسرا، في 29/8/1897م.

[2] الثقافة الأدبية "منهجي" الصف الرابع العام، العراق 1983م.

[3] "السلفية وقضايا العصر"؛ د.عبدالرحمن بن زيد الزنيدي، الطبعة الأولى: 1998م، ص609، دار اشبيليا للنشر والتوزيع.

[4] "في الأدب الصهيوني"؛ غسان كنفاني، إصدارات مركز الأبحاث: منظمة التحرير الفلسطينية بالعدد (22).

[5] المصدر السابق.

[6] يهودا بن هليفي شاعر يهودي، عاش في الأندلس عندما كانت تحت الحكم العربي الإسلامي، وأنتج يهودا بن هليفي قصائده الدِّينية التي يَعتبرها اليهود من أجود الشِّعر في تاريخهم الأدبي، حيث كان يكتب شعرًا دينيًّا فقط، ونظَمَ للكنيس اليهودي أكثر من (700) ترتيلة على الأقل.

[7] "المدارس اليهودية والإيرانية في العراق"؛ الدكتور فاضل البراك، الطبعة الثانية، 1985م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة