• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الأدب والتنظير في عصرنا الحاضر

د. عبدالباسط بدر

المصدر: المصدر: العدد 67 من مجلة الأدب الإسلامي

تاريخ الإضافة: 5/7/2011 ميلادي - 4/8/1432 هجري

الزيارات: 24698

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حمَل العصر الحديث إلى أدبنا مستجدَّات كثيرة، ظهرت آثارُها في شكله ومضمونه، وكان بعضها إيجابيًّا أَثْراه بفنون لم يعرفها من قبل، كفنِّ المسرحيَّة وفنِّ الرواية، وبعضها الآخَر سلبيًّا يملؤه بمضامين مضادَّة لعقائدنا وتقاليدنا، ويسعى لقطعه من جذوره بحجج وأعذار شتَّى، وتحويله إلى تقليد مشوَّه لآداب نبتَتْ في غير بيئاتنا، وحمَلَت طوابع تلك البيئات وثقافتها.

 

وامتدَّت الآثار الإيجابيَّة والسلبيَّة إلى دراسات الأدب ونَقْده، وكانت نتائجها فيها مماثلة لنتائجها في الآداب، فمن إيجابياتها عطاءات لا تُنْكَر، كتأريخ الأدب بمناهج متعدِّدة، والتحليل الفني الشامل للنَّصِّ والتنظير الذي يرصد ظواهر الأدب واتِّجاهاته، فهذه الأنماط من الدِّراسات لم تكن معروفة على هذا النَّحو من التفصيل والشُّمول، لدى نُقَّادنا القدماء؛ لا لقصور ثقافتهم أو ضعف مناهجهم، بل لأن العصور التي وُجِدوا فيها لم تكن قد وصلت إلى هذه المناهج والثقافات، سواء في عالَمِنا العربي الإسلامي أو في العالم الغربي، وقد يجد الدَّارسون في تراثنا النَّقدي عبارة لناقد، أو كلمات لمتذوِّق تماثل أو تقارب بعض ما يرد في الدِّراسات النقدية الحديثة، ويدَّعي أنها سبقٌ معرفي، وبذور لما وصل إليه المُحْدَثون، وهذا تمَحُّل لا يُقنع أحدًا بأنه أصول للدِّراسات الأدبية والتنظير النقدي الحديث.

 

وأمَّا النتائج السلبيَّة فتتمثَّل في مُغالاة بعض الدَّارسين والمُنَظِّرين المُحْدثين في الأخذ من النَّقد والتنظير الغربي إلى درجة تطبيق مناهِجَ بأكملها على أدبنا القديم والحديث، بدءًا بالمنهج النفسي، ووصولاً إلى المناهج التي تظلَّلت بشعار الحداثة كالبنيوية والتفكيرية والتشريحية... إلخ، ولم يَعْبَؤوا بارتباطات هذه المناهج بأصولها الفلسفية التي أفرزتها المادِّية الغربية، وحمَّلتها طفراتها وكبواتها، وقد توهم هؤلاء بأنَّ المناهج وسائط ومقاييس محصَّنة يمكن تجريدها من تلك الأصول، وتطبيقها - حذْوَ القُذَّة بالقذَّة - على تراثنا الأدبي وإبداعات أدبائنا المعاصرين، وبذَلُوا في سبيل ذلك جهودًا مُضْنية، ولكنهم لم يصلوا إلى نتائج مقنعة، اللَّهم إلا تشويش شريحة من المثقَّفين، وإثارة الحيرة والبلبلة في ساحاتنا الثقافية.

 

لقد كشفت المستجَدَّات الطارئة على أدبنا الحديث - بإيجابياتها وسلبياتها - حقائق ينبغي أنْ نَعِيَها بعمق، وأنْ نُحْسن التعامل معها؛ كي يمضي أدبُنا في مدارج التطوُّر والارتقاء، وأُجْمِلها في المحاور الآتية:

أوَّلاً: إن الأدَب - بفنونه المتعدِّدة - ظاهرة مُهِمَّة في حياتنا، له وظائفه الجمالية والثقافية المتنامية في عصرنا الحديث.

 

ثانيًا: إنَّ الأدب هو المستودَعُ الشعوري للأمَّة، الذي يحمل خصائصها وثقافتها وآثارها وتراثها.

 

ثالثًا: إن الأدب إبداع إنساني عام، له قدرة فائقة على الانتقال بين الأمم على اختلاف لُغاتها وأجناسها، والتأثير في الآخَرين بما يحمله من خصائص وصفات، والتأثُّر بما لديهم من خصائص وصفات أيضًا.

 

رابعًا: لا يمكن أن تُغلَق أبوابنا في وجوه آداب الآخرين، وليس من الحكمة أن ْنفعل ذلك ولو قدرنا عليه.

 

خامسًا: إنَّ النقد والتنظير مُواكِبان للأدب منذ القِدَم، اشتدَّ أمرهما في عصرنا الحديث، وأصبحا ركنًا ثقافيًّا مهمًّا، تُقوَّم فيه الأعمال الأدبية، وتستخلص خصائصها، وتُصنف اتِّجاهات ومذاهب تترسخ يومًا بعد يوم.

 

سادسًا: إنَّ معظم نقادنا ومنظِّرينا ضيوف على موائد الآخرين في تنظير الاتجاهات والمذاهب الأدبية، يستخدمون مصطلحاتها ومقاييسَها في تصنيف أدبنا وأُدَبائنا، سواء بأسمائها الأصليَّة، كالكلاسيكية والرومانسية والسريالية... أو بأسمائها المترجمة: كالواقعية والتشكيلية والتفْكيكية، وحتى الحداثة نفسها ترجمة حرفية لمصطلحها الأجنبي.

 

سابعًا: إنَّنا بحاجة ماسَّة إلى تنظير أصيل يستنبط القواعد والمقاييس، ويضع المُصْطَلحات، ويسمِّي الاتِّجاهات والمذاهب من سلَّتنا الثقافية الواسعة التي تحمل فيما تحمله أدبنا ونقدنا التراثي والحديث، والقيم الجماليَّة التي تشكِّل ذائقتنا العربية، وخلفيتها الفكرية والعقدية.

 

ثامنًا: إن التنظير الذي ننتظره ينبغي أن يُجيب عن التساؤلات التي تحتشد في الصُّدور، ويحلُّ الإشكالات القائمة: كالتعامل مع الأجناس الأدبية الجديدة والمستجدة لاحقًا، كقصيدة النثر أو ما يُسمِّيها بعض النُّقَّاد: (النثيرة) والقصَّة القصيرة جدًّا، والتمثيلية المسموعة والمرئية.

 

تاسعًا: إنَّ التنظير للأدب ينبغي أن يكون شموليًّا يأخذ في حسابه جميع فنون الأدب ولا يقتصر على فنٍّ واحد بعينه، فمِن الشائع من الكتابات النقدية في عصرنا الحاضر تطبيق مقاييس الشِّعر وحده على مصطلح الأدب؛ بحيث تنسحب آليًّا في ذهن المتلقِّي على فنونه الأخرى، وهذه مغالطة منهجية كبيرة أو خطأ فادح، فطبيعة الرواية تختلف كُلِّيًّا عن طبيعة الشِّعر، وخاصة الشِّعر الغنائي الذي يندرج فيه القسم الأعظم من شعرنا القديم والحديث، وعندما يتترَّس النقاد بالوظيفة الجمالية المحضة للشِّعر؛ ليرفضوا دعوات التنظير أو نظريَّة الأدب الإسلامي، يخالفون الحقيقة أو يَقومون بمغالطة مقصودة؛ لأنَّ من طبيعة الرواية أن تكون لها (مضمون) وأن تكون لها خلفيات فلسفية تشكِّل رسالتها إلى المتلقِّي أيًّا كانت طبيعة هذه الرسالة واتجاهاتها، والأمر نفسه في المسرحيَّة ومشتقاتها التقنيَّة الأخرى: التمثيلية المسموعة والمرئيَّة... بخلاف الشِّعر الغنائي الذي يمكن أنْ يَصْدر عن نبضات وِجْدانية خالصة، وقد يؤذيه ظهور الفكر والفلسفة أو (القضية) فيه، خاصَّة عندما يكون الشاعر غير قادر على مزج (القضيَّة) بوجدانه وإخراجها في سيَّال شعوري مؤثِّر، ولكلِّ فن أدبي خصائصه التي تميِّزه عن سِواه من فنون الأدب مَهْما كانت العوامل المشتركة بينهما كبيرة.

 

عاشرًا: إنَّنا في عصرٍ تتقاسم النظريات الأدبية والنَّقدية فيه الساحة الأدبية، وإننا في حاجة ماسَّة إلى صياغة نظريتنا الأدبية والنقدية الإسلامية بمنهجيَّة عالية، وتدعيمها بالحُجَج والبراهين القاطعة، وطرحها في ساحة؛ لِتُمثِّل رؤيتنا الأدبية وفلسفتنا النقدية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- شكرا
mymh1404 - الهند 20-03-2012 11:48 PM

جزاكم الله خيرا

2- شكر وتقدير
رائد - فلسطين 07-09-2011 02:13 PM

جزا الله خيرا هذه الأيادي الناصعة الوضاءة على ما كتبت وتكتب وإن أمتنا وشبابنا لهو أحوج ما يكون لهذه المواضيع الرائعة التي تصقل العقل والروح وتحيي في النفوس مشاعل الهمم بأن لدينا الكثير مما نستطيع أن نقدمه لإخواننا وأمتنا وحضارتنا وللعالم أجمع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

1- حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموه
محمد النفس الزكية - الجزائر 08-07-2011 02:29 PM

جزاك الله خيرا.. وهذا حالنا ونحن المغلوبين، فالمغلوب مولع دائما يتقليد الغالب، ولعل الحديث التالي يبين ذلك بأصدق مثال على حالنا اليوم..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن الذين من قبلكم. شبرا بشبر، وذراعا بذراع. حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم" قلنا: يا رسول الله! آليهود والنصارى؟ قال "فمن؟".
وقلته يا سيدي قليل من كثير، نسأل الله العافية..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة