• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

انتحار الأمل (قصة)

راشد عمر البارقي


تاريخ الإضافة: 31/8/2008 ميلادي - 28/8/1429 هجري

الزيارات: 10832

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
تحتَ لهيب الشمسِ الحارقة يجرُّ خطواتِه، وعلى وجنتيهِ الحمراوَينِ يقْطرُ العرقُ المختلط بهموم العيش، يستترُ ببنطالٍ اختفتْ ألوانُه وبقميصٍ مُرَقّعٍ بخيبةِ أمله!

يسير وهو يتذكر أمَّه المريضة التي غادرها وهي تصارعُ الألم في غرفتها المتهالكة, متشبثةً ببضعة أنفاسٍ تُوشِكُ أن تَنفَدَ!

ينتعلُ رمضاءَ الأرض المشتعلة، ويستنشقُ حرارة الشمس المتربِّعة في كبد السماء! يزعجُه كثيراً صراخُ بطنه الفارغ منذُ أيامٍ... يحاول أن يصمد.. فيَهدُّهُ التعب.

يبحث عن إنسانٍ في زحمة المخلوقات التي تسير حولَه.. يبحث عن فاضلِ حياةٍ تقيم حياته وحياةَ أمه!

وجد في طريقه مطعماً أبوابُه مُشْرَعَة.. فأشرع لأمله أوسع الأبواب..

وقف منكسراً أمام بابه.. قلّب طَرْفَه في وجوه الداخلين والخارجين علَّهُ يَجِدُ من يشعر بوقوفه, فيرقُّ له قلبُ وتربِّتُ على كتفَيهِ يدٌ..
لكنّه عبثاً كانَ واقفاً.

بدأ يتمتمُ بصوتٍ حزين لكل خارج:
- أرجوك يا سيّدي.. أريدٌ طعاما  لأمّي المريضةِ..

بعد كلّ نداءٍ يقف منتظراً لردٍّ أو حتى لالتفاتةٍ.. ولكن شيئًا مِن ذلك لم يحدث..

بدأ الطفل يشكّ في نفسه:
- هل تحدثتُ قبل قليل؟ أم لم أتحدث؟
- هل أصبحتُ ميتاً في نظر هؤلاء؟
- أم أنهم أصبحوا أمواتاً لا يسمعون ولا يرون؟

خرج صاحبُ المطعم ليُغلقَ أبوابه.. فأغلق باب أملٍ كان للتوِّ مشرَعاً.

هرب الطفلُ من آلامهِ فلحقتْ به.. جلسَ على حافّةِ الطريق، فإذا بها تجلسُ بجانبه..

دموعه سيوف تجرح خدَّيهِ!

أُوصِدَتْ في وجهه جميعُ الأبواب.. ليس سوى نافذةٍ في سيارةٍ فارهةٍ تطلُّ منها سيدةٌ أنيقة.. قال لنفسه:
- لابدّ أن تكون المرأة أكثر رقةً من الرجال الذين قابلتُهم.

قصد السيارة, ومدّ يدهُ النحيلةَ نحوَ السيدة التي تركبُ في الخلف.. لكنّها اصطَدمتْ بزجاجِ السيارة النظيف.. طرقَ النافذة وهو يُشير بسبّابته نحو السماء..

فُتحت النافذة، فانفتحت معها أبوابُ الأمل مجدداً.. لم يَدُمْ ذلك طويلاً.. فالنافذة التي فُتحت لم تلبث أن أُغلقتْ بعدما خرجَ منها منديلٌ متسخٌ ارتطمتْ به كلُّ أحلامِ الطفلِ لتتكسّر أمامه.

الإشارةُ الحمراءُ التي كانت تُوقِفُ السيارةَ لم تلبثْ أنِ خضرّتْ..

انطلقَتِ السيارةُ في سبيلِها..

وانطلق الطفلُ في دربِ شقائه.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
9- ليت الأمل لا ينتحر!!
ايمان اغبارية - فلسطين 17-07-2010 04:11 PM

تحيّاتي؛

شكرًا جزيلاً على هذه الصورة الرائعة التي نُقلت من خلال القصّة!!

هي آلام مستمرّة في حياتنا نجدها تسري في دم كلّ واحد منا، مهما اختلفت أشكالها ومهما تنوّعت مصادرها... فالآلام تبقى آلام

لكن..
ليت الأمل لا يموت ... فهل الآلام تدعو لانتحار الأمل!!؟؟ لا... ليت الآلام تعيد بناء الأمل

وشكرًا جزيلاً

8- هآدفه .. !!
manar - K.S.A 05-03-2010 02:26 AM
السلام عليكم ..

راشد .. برغم ماتحمله القصه من الألم الا انها هادفه ومعبره ..

أتمنى أن تتحفنا بقصص اطول وأروع .. :)
7- انتحار
احمدوووو - hgsu,]dm 18-12-2009 09:28 PM
انتحار الأمل قصة واقعية بقدر ماهي خيالية ..!
شكر من القلب لك أبا عمر
6- نحن في حاجة إلى أدب إسلامي ملتزم..!
أحمد بــــازز - المملكة المغربية 09-09-2008 06:01 PM
شكر الله للجميع مسئولين ومشاركين فدلاؤهم دلاء خير وهي مليئة بجرعات شافية -بإذن الله -لألم المتألمين وآهات البائسين..
القصة نالت إعجابي: عميقة في بساطتها ..في أسلوبها وفي عرضها وموضوعها
ونحن اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى أدب ملتزم لنجعل منها ناذفذة نطل من خلالها على معاناة المسلمين في كل مكان نجسدها مشاكل ونبحث لها عن علاج عبر كلمات أدبية متراكبة في عقد القصة البليغة التي يعيش معها القارئ حياة الشهود لتتحرك مشاعره فتدمع عينه فيفعل الخير ويحض على طعام المسكين كما أمر القرآن.
الأدب الإسلامي وضع حجره الأساس الحبيب النبي عليه الصلاة والسلام - شعرا كان أم نثرا - حيث قال بأبي هو وأمي -صلوات ربي عليه وعلى آله :
في الشعر:قال لحسان بن ثابت رضي الله عنه :اهجهم و روح القدس معك
وفي النثر: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن من البيان لسحرا أو إن بعض البيان لسحر"
قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث
وأعجبتني كلمة لأحد الأفاضل إذيقول:..تنطلق كالصواعق المهلكة لتتجه بكل قوة.. وتخترق بكل شدة صدور الأعداء..
بها تشتد السواعد.. وتتلاحم الجيوش.. بها تشتعل نيران الحروب.. عندما تطرق الآذان.. تترجم إلى أفعال تدك الجبال..

إنها كلمات الأدباء... وترانيم الشعراء...
التي تصور الواقع...
وتسيل المدامع...
فتخضرُّ بها المرابع..
وتخصب فيها المراتع..

جزاكم الله عنا خيرا أيها الأدباء الأوفياء
فوالله إن وقع كلماتكم في العدو أشد من وقع السيوف وطعن الرماح
هكذا يكون الأدب.. مقيما للحضارة داعما للصدارة.. مستعيدا للكرامة..
وإلا فلا أدب..
عندنا يحكي الأدب بلغة الغضب فإنه خير معين للرقي والتقدم..
إن الأدب السليم الصحيح لا يرضي أن يكون مقودا.. لأنه يأبي إلا القيادة لكي تسير الأمة تحت رايته..
وما ذاك إلا الأدب المستمد من كتاب الله المنزل
ومن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المطهرة..
وإلا فلا أدب.. انتهى كلامه ومن هذا المنبر أقول ليكن ثمة اسهام من أرباب الأقلام والافكار الجادة لكتاب ربنا بالكلمة الناصحة الصادقة فواقعنا يغلي بالقصص الواقعية المؤلم والظواهر الاجتاعية التي تحتاج إلى وصف صادق ونصح أمين فلا حاجة لنا بالقصص المكذوبة فنحن أهل صدق والله وأيننا من قول الصادق المصدوق : : ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب ، حتى يكتب عند الله كذابًا ) (رواه الشيخان وأبو داود والترمذي وصححه واللفظ له) فحسبنا من قصص الغرام الماجنة والحكايات الأسطورية المكذوبة ومرحى بكل اسهام بناء وأخيرا أشكر صاحب القصة وناشرها فقد بعث في القلب الأمل فمزيدا من التألق يا أهل الاسلام .
5- أنتحار الأمل
الجنرال - السعودية 08-09-2008 09:24 PM
أخي وحبيبي راشد
يسعدني أن أرى قصة تجسد حال كثير من الناس ..
فهي تزخم بعدد هال من الحزن والحال .. والقصة مشوقه
وفيها أسلوب فني رائع قل ما نجده في قصص الآخرين

أتمنى لك التوفيق
4- العدل
جميل الريماوي - فلسطين 03-09-2008 09:45 AM
أخي الفاضل: إن الديموقراطية كمفهوم حديث يحاول أن يسوقه لنا الغرب ما هو إلاسيف لقطع الأعناق والأرزاق، وأنا ما أبغيه هو العدل، العدل مع الإنسان والبيئة والكائنات وما يحققه سمه ما شئت اما ان تظلم باسم الشورى او الديموقراطية...الخ فهذا ما يجب رفضه، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ))صدق الله العظيم.
أخي الكريم
نفرض أن الغرب سمى ما يقوم به الشورى فهل تقبله لكن إن كانت الديموقراطية تعني التعددية بما يفيد المسلم ويحقق مراده فهو جيد والإسلام تعايش مع غيره من الملل والمشارب وهذا سر انتشاره واتساعه
لكي أوضح أكثر أقول إن النصوص مهمة لكن تطبيقها هو الأهم.
3- الأستاذ الفاضل جميل الريماوي
سحنون - مصر 02-09-2008 02:31 PM
قولكم: لا نكره الديمقراطية ليس بصواب؛ لأن الديمقراطية بمفومها الذي وضعت له من قبل الغربيين مباينة لدين الإسلام، ولمفهوم الشورى فيه، وبيان ذلك يكون بالرجوع إلى تصاينف أهل العلم في بيان المذاهب الفكرية المعاصرة وموقف الإسلام منها.
2- مشهد حزين لكن
جميل الريماوي - فلسطين 02-09-2008 09:26 AM
إن القصة جميلة من حيث العرض والتشويق وكنت أتوقع في النهاية أن يكون هناك حل لمشكلة الصبي الجائع وأمه المريضة لكن ان اوصدت كل الابواب في وجهه، فإن باب الله سبحانه وتعالى مفتوح وهي ملاذ الفقراء والجوعى، وإن شهر رمضان شهر التوبة هو شهر نشعر فيه مع الفقراء ومع ذواتنا واخواننا المحرومين من ابسط وسائل العيش، ونرى ظلام الارض يخوضون الحرب باسم الانسان ولقمة عيشه وهم اول من يقتل الانسانية ويحرق حقول قمحه، ولكن سلوانا ان من يدخل الجنة يوم الحساب هم الفقراء ولذا نسأل الله ان يمن علينا بالسكينة والعافيةولقد كتبت قصيدة كان مطلعها
نحن ياسيدتي لا نكره الحرية
لا نكره الديموقراطية
نحن نكره الشمس
التي تحرق قمحنا
نحن نكره الديموقراطية
التي تستعبدنا
أحييك على هذا العرض الجميل واتمنى عليك دائما ان يكون لطاقة الامل في نسجك الجميل مكاناً
جميل الريماوي
1- .......
متفائلة رغم الانين - بلاد الحرمين 01-09-2008 12:23 AM
تعبت من المشاهد المؤلمة الى متى؟ متى يكون لدينا تعايش وجداني و شعور بمعاناة الآخرين، متى أرى قلوب مرهفه الحس وأكثر عطفا .... أكثر تسامحا معهم ... أكثر إحساساً بوطأة آلامهم..

رغم بساطتها جميل ماكتبته فهي تحمل خلفها معاناة الكثير في العالم .


تعبنا من مشاهد محزنه صور لبشر قلوبهم قاسيه وهم كثر بهذا الزمن
لكن هناك نقيض لذلك هناك صورة حتى لو كانت قليله تبقى رائعه لبشر بهم الخير والخير الكثير
هناك قلوب طيبه سباقة للخير ومساعدة الآخرين
كم هو جميل أن نتألم لغيرنا
فالألم .. هو النار التي تصقلنا ....
النار التي تجعلنا أكثر صفاءًا...
النار التي تحول داخلنا إلى ماس لامع براق...
لتخرج لنا ماسة لامعة بريقها العطاء والمساعده استخرجت من منجم ساغها لنا بهذه الروعه هو ديننا الإسلامي دين الرحمة
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة