• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

إمام لمسجدين

أحمد بازز


تاريخ الإضافة: 30/5/2011 ميلادي - 27/6/1432 هجري

الزيارات: 4851

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من وقائع المنابر.. سلسلة قصصية

إمام لمسجدين (القصة الرابعة)

 

قد يَبدو الأمر غريبًا، ولكنَّها الحقيقة المُرَّة في هذا القطاع.

 

دون أن يحسب لها ألْف حساب، عقد صفقتين مع مسجدين؛ إمامًا راتبًا وخطيبًا في أحدهما - في المجال الحضري - وخطيبا في الآخَر - في المجال القُروي!

 

اعتقد المسكين أنَّ هذا سيبقى صكًّا مختومًا، وسرًّا مكتومًا لا يعرفه أحدٌ إلا أنَّ مِثل هذه الأسرار لا تنكشف إلا مع مرورِ الأيَّام، كغيوم الصَّيْف التي يمتلئ بها سقْف السماء سرعانَ ما تزول وتنقشِع.

 

لعلَّك أخي القارئ، تستغرب كيف يتَّسع المحلُّ الواحد لعملين مختلفين في المكان، ولكنَّهما في نفْس الزَّمان.

 

ما تنفع الحيلةُ والخديعة أمامَ الحقيقة الساطِعة كالشمس في رابعةِ النهار.

 

إمامنا هذا يُصلِّي الجُمُعةَ في مسجد المدينة مرَّة، ويستخلِف لمسجد البادية، والجُمعة الأخرى يصلِّي في البادية ويستخلِف في المدينة، ونفعتِ الحيلة لأشهرٍ قليلة، والله يُمهِل ولا يُهمِل.

 

يتَّضح أنَّ هذا الإمام همُّه فقط أن يجمع مالاً كثيرًا، فقد حصَل مِن صفقة الخطابة في البادية على دفْعة محترَمة مِن الراتب السنوي زيادةً على راتبه الشهري الذي يَتقاضاه مِن جماعة مسجدِ المدينة على مسؤوليتي الإمامة والخطابة، ومِن رِيع هذه الرواتب اشترى خرافًا يرعاها كما يبدو له أن يرعَى تلك الخراف الآدميَّة هنا وهناك، دون أن يراعي أحاسيسَهم ومشاعرَهم، ورغبتهم في الحصولِ على رجلٍ يكون للمتَّقين إمامًا.

 

وجاءَ اليومُ الذي انكشَف فيه السرُّ المكتوم بطريقة أقربَ إلى الخيال مِن الواقع، انتصب الإمام خطيبًا وهو يتَّكِئ على عصا يخطُب بلسان القوم، يتصفَّح وجوه المأمومين يمينًا وشمالاً، ومِن سُنة المأمومين كذلك أن يحدقوا في وجهِ الإمام، فهُم أقمار ووجهُه شمس يستمدُّون منها النورَ الذي يستنيرون به في دروبِ الحياة، وفجأةً اجتمع وجهُ أحد المأمومين مع وجهِ الإمام، وتبادلاَ النظرات الفاحصة، فإذا بِه من سكَّان المدينة، ساقتْه أقدار الإله أن يحضُر وليمةً في البادية يومَ الجُمُعة، أحسَّ صاحب المنبر بالدوار وتضبَّبتِ الرؤيا لديه كما لو كان كسوفًا أو خسوفًا كليًّا، أخرج النظارات مِن جيبه فزادتْه دوارًا ودهْشة.

 

ولما أنهى الإمام صلاةَ الجُمُعة سأل ذلك الرجُل المكتشف أهل هذه الناحية عن الإمام فقالوا: هو إمامنا منذُ بداية الموسم الفلاَّحي، فقال مستغربًا، بل هو إمامنا نحْن في المدينة منذُ رمضان الماضي.

 

استرقَّ الناس السَّمْع مِن هذا الحوار الثُّنائي فذاع صِيتُ الخبر بيْن الساكنتين فطرَدوه مِن المسجدين، وما هي إلا أيَّام حتى ماتت الخراف، فخرج الرجل مِن صفقاته الثلاث خاوي الوفاض، وهكذا تصنع الدُّنيا بأهلها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة