• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

انطفأ النور.. فمضى

نادية كيلاني


تاريخ الإضافة: 30/12/2010 ميلادي - 23/1/1432 هجري

الزيارات: 8556

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

انطفأ النور، تعانَق العَقْرَبان، لكنَّه قَبل أن يتلاشَى، ضمَّني بشِدَّة، شعُرتُ بأنَّه يتحوَّل إلى شعاع يذوب في لحظة هي العمر، فيها مشاعرُ العام الذي يلمُّ عباءتَه، والأعوام قبْلَه، عادَ النور يتلألأ، لم أجِدْه، لم يكن هو، ولم أكن أنا، صِرْنا جسدًا واحدًا ونبضًا واحدًا.

 

منذ الآن لن ننفصلَ أبدًا، ولن نفترق أبدًا.

 

هذا صوتُه مِن الأفق رددتُ عليه بمشاعري:

• رغمَ أنَّنا لن نلتقيَ أبدًا.. أبدًا.

أنتَ عامٌ مضَى، صرتَ في لحظةٍ ذكرياتٍ حلوةً، مشاعِر تغمُرني، صرتَ بطعم (الكوكتيل)؛ فيه كلُّ الفواكه ولا تميز إحداها، صِرتَ بلون الطَّيف تتداخَل ألوانُه، فتشف ولا تحدد مداها، صرتَ، وصِرتَ، حتى كلمة "صرت" لها طعمٌ حلوٌ غير معناها بيْن الكلمات، فلم تحصُل على هذا اللَّقَب إلاَّ بعْدَ معاناتك فينا ومعاناتنا فيك.

 

كلَّ يوم في العام الجديد أستطيع القول: "حدَث في مِثْل هذا اليوم"، وهى حِيلتي كي أتذكَّرَك، أستطيع أن أحسَّ بكَ إحساسًا أكثرَ ودًّا ووعيًا، وأنْ أرى بعيونك رؤيةً أكثرَ نُضجًا ووضوحًا، وفي داخلي مزيجٌ غريب بين فِعل المضيِّ وفعل الحضور، يتولَّد منهما فعلٌ جديد ليس مِن أفعال اللُّغة؛ بل مِن أفعال القلوب، فعل تَستحلب طعمَه، وتَستنشق عبيرَه، وتَلمس دِفئَه.

 

عام جديد، أين القديم إذًا حتى أوليَه ظهري، أوقفْني على عتبتِه، خُذ بيدي تلمس طرف أنامله، لو كانتْ له أنملة، انشرْ في المكان رائحتَه؛ لكي أميِّزَ فرق القديم مِن الجديد، لو كان جديدًا!

 

عام مضى، صحيح غاب، ذاب في السرمَدِ، لكنَّه أخْرَج لنا عصيره؛ رحيقًا نشرب، وعبيرًا ننتشي، وحُلمًا نضَج، كل ما خلفه ماض في تحديد ملامحه.

 

أيُّها العام الذي يُسمُّونه "مضَى"، لِمَ وافقتَ أن تُنعتَ بهذا الاسم؟!

لمَ ترضَى باسم يبخسُكَ حقَّك، يتجاهلونَ مِن خلاله دورك؟

هل يُبغضك مَن أضفتَ له خطًّا على وجهِه؟ هل لأنَّك أضأتَ لهم ليل رُؤوسهم بنورِك الفِضي؟ هل لأنَّك أبكيتَ كثيرين على أعزائهم؟ وفرقت بين محبِّين خدَعَهم الوهمُ طويلاً؟

 

فأنتَ أيضًا منحتَهم حيوات جديدة، وأقمتَ لهم أفراحًا عديدة، وجمعتَ بين محبِّين آخرين، وثبَّتَّ وقفةَ طِفل كانتْ مُرتَجَّة، وشددتَ ساعِد فتًى كانتْ ضعيفة، وكم أقمتَ مِن بنايات شاهقات، وكم أزهَرْتَ مِن نباتات، أبقيتَ لنا الأفراحَ وذاب الحزن في كاسات الأمَل، وصار ذكريات.

 

أنت لم تأتِ بجَعْبة فارِغة، ولم تمضِ بلا دور، الصاخبون فقط مَن لا يحسُّون بدبيبِ أقدامِك وهو يدقُّ في رؤوسهم كالأجراس، يحاولون إسكاتَه بدقِّهم الطُّبول؛ كي ترحل عنهم، ويظنُّون في العام الجديد الخيرَ، وهم على حالهم كُسالَى، والأولى بهم الوقوف أمامَ مِرآة أنفسهم في نظرةٍ للتأمُّل وحِساب للنفس.

 

لا أغترُّ برحِيلك الهادئ، والتسلُّل الناعِم للقادم بعدَك، الجالِس فوق مقعدِك بعدَ أن منحتَه الرقم التالي لك، بل أكاد أسمعُكَ وأنت توصيه: (هذه المرة الألفين وأحَدَ عشَر عامًا) التي يُسمَّى فيها شهر يناير، فاجعلْ بدايتك خيرًا للجميع، وأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، علِّم الناس العدلَ والمحبَّة، فالبُخل ليس مِن صفاتك، اجعلْ نسيمك واحة للجميع، وخيوط قمرِك تُلوِّن أرواحهم، وابعثْ دفءَ شمْسِك ساريًا بين المتفائلين، حتى الذين يُودِّعونني مهلِّلين لا تَحقِد عليهم مِن الآن؛ تحسُّبًا للحظة رحيلِك، هي محاولاتٌ يائِسة للتعجيلِ بالجديد.

 

حسنًا، ما دُمتَ عزمت على الرحيل، فنحن نلوِّح لك، نَمْ قريرَ العين بجوار السِّنين، نحن على عهدِك ماضون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- الجعبة الملأى
د.محمد فتحي الحريري - الامارات 08-01-2011 09:19 PM

أنت لم تأتِ بجَعْبة فارِغة، ولم تمضِ بلا دور، الصاخبون فقط مَن لا يحسُّون بدبيبِ أقدامِك وهو يدقُّ في رؤوسهم كالأجراس، يحاولون إسكاتَه بدقِّهم الطُّبول؛ كي ترحل عنهم، ويظنُّون في العام الجديد الخيرَ، وهم على حالهم كُسالَى، والأولى بهم الوقوف أمامَ مِرآة أنفسهم في نظرةٍ للتأمُّل وحِساب للنفس.......
سيدتي الأديبة الفضلى " نادية " لحرفكم ألقه الدري ووهجه اللازوردي ، ولكنكم تبالغون هنا - مولاتي - فتتفاءلون !!!
غيركم يرى الجعبة فارغة ...
لكنه الامل والرجاء بالله ، وكم تمنيت أن أتفاءل أو أتماهى في الصيغة الفراغية للأمل !!!
ما أضيق العيش لو لا فسحة الامل !
ولكن بالمقابل الا يحق لي أن اقول :
ما أرهل العيش اذ افرطت بالأمل ِ ! ؟

مع التحية والتقدير ...

3- ونطفأ النور ..فمضى
شعاع ضوء بارق 04-01-2011 02:11 PM

مقال أصاب من الجرح مقتلا ..سلمتي يامبدعة

2- شمعة امل
مدحت حماد - الكويت 04-01-2011 10:43 AM

أستاذتي وأستاذة جيلي فعلا أول مرة اشعر برحيل عام بهذا ات صور وتلك الرؤية ومن غيرك يفعلها سيدتي ويفتح لنا آفاق جديدة كم أثرت فينا دفاعاتك عن عام لا نتذكره إلا بحزن فقط كسائر الاعوام
فلننظر لنصف الكوب الفارغ والممتليء معا
على الدرب عهدناك يا أميرة الحرف ورائعة الكلم
دمت ودام قلمك البهي لنا
وكل عام والجميع بخير
مدحت حماد
الكويت
يدس الحزن تحت رداء غربته

1- 2010 عـام مضـى
لمى فانوس - فلسطين 02-01-2011 03:28 PM

2010 عام مضى ولن يعود أبدا...بدقائقه الصغيرة..بفرحه الذي عشناه..وحزنه الذي عانيناه..
أستاذة نادية..بعد قراءتي لنصك الجميل لا أدري لماذا أحسسته عاماً جميلا كان!! أم نحن دائماَ لا نشعر بقيمة الأشياء إلا بعد فقدانها..أحسست بالإجحاف في حق عامنا الذي مضى حينما قرأت"فأنتَ أيضًا منحتَهم حيوات جديدة، وأقمتَ لهم أفراحًا عديدة، وجمعتَ بين محبِّين آخرين" وأعجبني جدا "أنت لم تأتِ بجَعْبة فارِغة، ولم تمضِ بلا دور..."
جودي علينا يا طيبة من فيض إبداعك.
وأضم أمنياتي لدعواتك..2011 "اجعل بدايتك خيراً".."ونسيمك واحة للجميع"..وامنح فينا الأمل.
كل عـام وأنت بخير....

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة