ذات صباح (قصيدة)

ما أجمل أن تقضي يومًا في حضن الطبيعة بصحبة طفلٍ صغير...

وَذَاتَ صَبَاحٍ شَفِيفِ الضِّيَاءْ

وَشَمْسُ الرَّبِيعِ تَجُوبُ الفَضَاءْ

فَتَكْسُو الوُجُودَ بِأَحْلَى رِدَاءْ

وَطِفْلٌ صَغِيرٌ يُعِيدُ النِّدَاءْ

صَبَاحُ الضِّيَاءْ

رَدَدْتُ عَلَيْهِ سَلاَمَ الصَّبَاحِ

أَشَرْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنِي وَرَاحِي

تَقَدَّمْ وَأَمْسِكْ بِبَعْضِ وِشَاحِي

وَقَالَ بِصَوْتٍ رَقِيقٍ صَداحِ

وَنِعْمَ صَبَاحِي

فَقُلْتُ: تَعَالَ نَزُورُ الطَّبِيعَهْ

نُدَاعِبُ تِلْكَ الزُّهُورَ الوَدِيعَهْ

وَنَعْدُو فَتَبْدُو خُطَانَا سَرِيعَهْ

وَتَدْعُو طُيُورًا فَتَدْنُو مُطِيعَهْ

لِحَضِّ الطَّبِيعَهْ

وَكَانَ الرَّبِيعُ رَسُولَ الْجَمَالْ

جَلَسْنَا طَوِيلاً وَبَيْنَ الظِّلاَلْ

نُعَايِشُ حُلْمًا نَمَا فِي الْخَيَالْ

يَجُوبُ السُّهُولَ وَيَعْلُو الْجِبَالْ

يُحَيِّي الْجَمَالْ

رَأَيْنَا غَدِيرًا بَدِيعًا جَمِيلْ

وَطَيْرًا غَرِيدًا وَغُصْنًا يَمِيلْ

بَرَاعِمَ تَنْمُو بِسَاقٍ نَحِيلْ

تُعَانِقُ هَمْسَ النَّسِيمِ العَلِيلْ

بِعِطْرٍ جَمِيلْ

وَمَرَّ النَّهَارُ وَجَاءَ الغُرُوبْ

وَشَمْسُ الأَصِيلِ رُوَيْدًا تَذُوبْ

وَنَوْحُ السَّوَاقِي عَمِيقٌ دَؤُوبْ

وَصَوْتُ الْخَرِيرِ يُثِيرُ الْقُلُوبْ

قُبَيْلَ الْغُرُوبْ

فَقُلْتُ صَدِيقِي تَعَالَ نَعُودْ

فَهَا قَدْ سَعِدْنَا بِسِحْرِ الْوُجُودْ

لَعِبْنَا ضَحِكْنَا لَثِمْنَا وُرُودْ

فَقَالَ صَغِيرِي بِصَوْتٍ وَدُودْ:

فَهَيَّا نَعُودْ.