• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الورقة الأخيرة؟ (قصة)

عماد زغلول عبدالعزيز


تاريخ الإضافة: 23/6/2008 ميلادي - 18/6/1429 هجري

الزيارات: 10438

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
لِنقمْ إلى المسجد إذن.. قالها وهو ينهض في خِفةٍ ونشاط..

في الطريق المؤدية إلى المسجد كان لا يزال يضحك من أثر تلك الأحاديث التي توشحت بدعاباته مع إخوانه..

تأخر اثنان من الأصدقاء قليلاً.. همس أحدهما للآخر: إنه طيبُ القلب وَوَدود، فبادره صاحبه وهو يبتسم: وهو ابن (نكتة) أيضا!!

عند باب المسجد العتيق يحاول الأصدقاء إيقاف تيار الضحك الذي انتابهم بعد الحديث الماتع.. لم يصبر أحدٌ منهم بعد أن ردد: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام".. فقد كانوا يسترقون النظر بابتسامات خفيفة.. ثم يخفض كل منهم رأسه وهو يتمتم بالتسبيح... هناك عند السارية التي بجوار الباب تصافحت الابتسامات، ثم تساءلت:
- أين ذهب؟..  
- ألا يزال يصلي؟...

ما كاد يصل إلى المجلس هناك عند السارية التي بجوار الباب حتى كان للحديث مذاق آخر مثل مذاق الجلوس في مسجدنا الذي لا يزال يحتفظ بشكله الأصيل الذي افتقدناه في أشياء كثيرة من حولنا.. سقفه الخشبي المرتفع، سواريه الكبيرة التي تجذرت في تلك الأرض، وارتفعت لتتصل بالسماء، نوافذه التي تقف شامخة على قاعدة الحائط حيث يضع المصلون أغراضهم.

كان الجميع قد توافقوا على الجلوس كل ظهيرة بعض الوقت لتدور بينهم الأحاديث كما تدور تلك الدُوامة من النسيم فيقلبون أوراق الحياة... وينتقلون من حديث إلى آخر ومن طرفة إلى أخرى.. يتضاحكون.. تزداد دوامة الهواء.. تأخذ معها ورقات التقويم الصغيرة التي وضعت على قاعدة الشرفة.. تطير الورقات وكأنها نشطت من عقال..

لاتزال ترفرف كما لاتزال الضحكات ترنو وتتابع..

لم تستطع مواصلة الطيران.. تهدأ.. تهبط.. تسقط واحدة تلو الأخرى لتضع نفسها في حضن من أحضان المسجد.. فتتابعها الأعين..

إنه لايزال يستدعي ما يثير إعجاب أصحابه بخفة ظله، يضحك معهم ويتابع؛ فلم تبق هناك إلاّ تلك الورقة الصغيرة التي أخذت تتباعد وتقترب.. ترتفع وتهبط.. ترقبها الأعين والضحكات..

تتماوج الورقة وتدور حول الأصحاب الذين لفت انتباههم ما تفعله.. ثم تقرر أن ترسوَ في حجره...

يتناولها فتتسمر عيناه بعينيها.. لقد توقف تماماً حتى إنه لا يشعر بأيٍّ من أصحابه وهم يحاولون إعادته إليهم:
- محمود..
- يا محمود..

تهدأ عاصفة الضحك، ثم تتوقف اضطراريًّا... فلا تكاد تسمع همساً.. لقد شدت عيون القوم بخيوط هلامية إلى تلك الدموع التي تنساب من عيني صاحبهم..
- ما هذا؟
- محمود..؟

لم يستطع أيٌّ منهم أن يفعل شيئًا وهم يرونه يهب مسرعاً وفي قبضته ورقة وعلى خديه دموع...

ثم يلتقط أحدهم كلماتٍ مخنوقةً يتمتمُ بها محمود وهو يجري:
نعم.. يُميتُ..
نعم.. يذهبُ..




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- كثافة الغموض
شعبان سيد مرعي - مصر 25-06-2008 10:53 PM
إن هذه القصة القصيرة بقدر ما تحمله من دلالات وظلال ،
فقد ألقت تلك الظلال كثافة على المعاني ،
وكنت أود أن يكون الغموض كالستار الذي يخفي الأشياء ،
ولكنه لا يمنع رؤيتها .
2- نَسج طيَّب ..
رجـاء الجاهوش - الكويت 24-06-2008 08:53 PM
---

سر هذه القصة يَكمن في قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « وَإيَّاكَ وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ ، فَإنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ ، وَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ »

نصيحة غُلِّفت بقالب أدبي جميل ؛ نفع الله بكم وبمدادكم .

ملحوظة واحدة فقط : ليتكم أشرتم بطرف خفي للحديث الشريف حتى لا يتوه القارئ في تفسير المعنى .

---
1- لم أفهم
ناجي - السعودية 24-06-2008 03:07 AM
قرأت هذه القصة الجميلة على عجالة ولكن لم أفهم الخاتمة فهل من يتبرع بالمساعدة؟؟
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة