• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

أدبنا كيف ندرسه (الرافعي مثل وقدوة)

محمد حسين جمعة


تاريخ الإضافة: 10/6/2008 ميلادي - 5/6/1429 هجري

الزيارات: 9443

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
لعل مما يؤلم الصدر ويُدمي القلب لا أن نأكل مثلاً مما يزرع غيرنا، أونلبس مما تصنع أناملهم فحسب، بل الأدهى والأمرّ من ذلك كله أن نقرأ تاريخنا ونستقي آدابنا من أقلام أعدائنا؟!

وهل هذا حصل فعلاً؟!
أقول نعم وما المستشرقون إلا الأداة لذلك والأفاعي التي دسّت سُمّها الزعاف في عقولنا وقلوبنا، ولوّثت تاريخنا بأيديها وكتبها؟!

ولكن المخلصين الأوفياء من أبناء أمتنا الذين صدق فيهم قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}. سورة الأحزاب/23، قد وقفوا لهم بالمرصاد وكشفوا زيغهم وضلالهم.

ولعل مصطفى صادق الرافعي (ت 1937 م) – رحمه الله تعالى – واحد من هؤلاء الذين انتبهوا لتلك المؤامرة، وكشفوا ذلك الكيد، فكان شوكة في حلوقهم، وقلماً فضحهم وكشف مؤامرتهم.

والآن لنستمع إلى تلك المؤامرة ولنتلمس خيوطها:
جُلّ الكتب المعاصرة التي تناولت أدبنا العربي وبأقلام عربية درسته وفق تقسيم المستشرقين له والذين جعلوه تقسيماً يتناغم مع السياسة فكان (العصر الجاهلي، العصر الإسلامي، العصر الأموي، العصر العباسي، العصر المملوكي، العصر العثماني، العصر الحديث).

وليت شعري كيف استقام لهم ذلك؟!

كيف جعلوا السياسة مقياساً لدراسة الأدب والشعر، ما علاقة السياسة بإبداعات الشعراء وإلهامات الأدباء؟!

ونقتبس ما قاله الرافعي في هذا الصدد:
(بيدَ أن تلك العصور إذا صلحت أن تكون أجزاءً للحضارة العربية التي هي مجموعة الصور الزمنية لضروب الاجتماع وأشكاله، فلا تصلح أن تكون أبواباً لتاريخ آداب اللغة التي بلغت بالقرآن الكريم مبلغ الإعجاز على الدهر).
صدقت والله يا رافعي، وأنت اسم على مسمى قد رفع بك الله شأن أدبنا ولغتنا العربية التي نحب.

إنها المؤامرة والجهل اجتمعا فكان ما كان من كتّاب أدبنا الذين أجاد الرافعي حين وصفهم قائلاً:
(لم يُمسِ كتّابه علماء حتى أصبح قرّاؤه أدباء، على أنهم تجاذبوه انتهاباً، فجاء واهياً في وثيقته، وتناكروه اهتياباً فخرج ضعيف الشبه بين ظاهره وحقيقته).

ولم يكتفِ - هؤلاء هداهم الله - بهذا بل طاش حجرهم وضل مقصدهم حتى في الطريقة التي درسوا بها أدبنا، وقد أسميتها الطريقة الجنائزية التي تعرض اسم الشاعر، سنة ولادته ووفاته، عصره الذي عاش فيه، ونتفاً لا تُسمن ولا تُغني من جوع من قصائده. وإلى ذلك ألمح الرافعي قائلاً:
(كثُرت الكتب وهي إما أعجمي الوضع والنسب وإما هجين في نسبته إلى أدب العرب، يلتفت فيه الكلام التفاتة السارق إلى كل ناحية ويُسرع في مرّه إسراع السابق على كل ناجية، فلا يُحققون ولكن يخلدون إلى سانح الخاطر كيفما خطر، ولا يُنقّبون ولكنهم يجدون في كل حجر أصابوه معنى الأثر، وإذا كتبوا تاريخ الرجال فكأنما يكتبونه على ألواح القبور، ثم ينطلق الكتاب وفي صدره اسم المؤلف يسعل به كما يسعل المصدور).

بعد أن عرفنا هذا كله، أرشدنا إلى الطريقة الصحيحة التي يجب أن تكون في دراسة أدبنا العربي ولغتنا الفصيحة؟

أقول قد بيّنها الرافعي وأوضحها بشكل عملي حين ألف كتابه (تاريخ الأدب العربي)، وقد بيّن ذلك حين قال:
(إنّ تاريخ الآداب ليس فناً من الفنون العملية التي يحذوبعضها حذو بعض، فتاريخ الآداب في كل أمة ينبغي أن يكون مفصّلاً على حوادثها الأدبية لأنها مفاصل عصوره المعنوية والشأن في هذه الحوادث التي يقسم عليها التاريخ أن تكون مما يُحدث تغييراً محسوساً في شكله وأن تُلحق بمادته تنوعاً خاصاً بنوع كل حادثة منها، فإذا لم تكن كذلك لم يكن التاريخ متجدداً إلا باعتباره الزمني فقط وهذا ليس بشيء لأن تغير الزمن طبيعة الوجود ومن أجل ذلك تجد الأمة التي لا حوادث لها لا تاريخ لها).

نعم يا رافعي قد أصبت الهدف وبلغت المرام، وكشفت كيد الأعداء ومكرهم، وأمطت اللثام عن أعوانهم من أبناء جلدتنا الذين ساروا على هداهم لا لشيء، إلا لأنهم ألِفوا الهوان حتى صار عندهم طبعاً وقد صدق فيهم الشاعر حين قال:
ألفتمُ  الهونَ  حتّى   صار   عندكمُ        طبعاً.. وبعض طباعِ المرء مكتسَبُ
 
وأخـيراً: إن أدبنا ولغتنا لم تكن وما كانت ولن تكون لولا القرآن الكريم، وإن أي محاولة لدراسة لغتنا بعيداً عن القرآن محاولات مبتورة وضائعة، عرف ذلك من عرف وجهله من جهل.

وواجبنا أن نكون الحراس الأمناء والجند الأوفياء لهذه اللغة، نذبّ عنها الكيد والمكر في ضوء هذا الكتاب العظيم.

والحمد لله رب العالمين.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- توضيح من كاتب المقال
محمد حسين جمعة - سوريا 15-02-2009 11:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لي لا أعرض طريقة من اختراعي أو إبداعي في دراسة الأدب لأنني لم أصل إلى هذا المقام بعد.
لكن أنا أعرض وجهة نظر مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى والتي أثبتها في كتابه ( تاريخ آداب العرب)الذي أحيلكم إليه .
وما أردته من هذا المقال شيئان اثنان:
الأول:لفت النظر إلى هذا الأديب الفذ والذي أُغفل من الكتاب والإعلام لا لشيء إلا لتبنيه الإسلام عقيدة ومنهجاً وأدباً.
الثاني:عرض الطريقة التي أرادها الرافعي في دراسة اللغة العربية والتي تتميز عن اللغات الأخرى بالقرآن الكريم.
2- الله أكبر
حذام - السعودية 12-02-2009 12:26 PM
بما أننا ابتعدنا عن اللغة العربية كثيرا والله المستعان فنطلب منك أن تبسط لنا كلام الرافعي رحمه الله فوالله لم يسعفني عقلي وفكري فيما اراد وتكلم!!!
وجزاك الله خيرا
1- ملاحظة على الموضوع
شذى - الاردن 28-11-2008 01:31 PM

أنت لم تشرح طريقة تساعدني على الدراسته والتفوق فيه والإداع

وهذا الذي أبحث عنه وأبتغيه

وشكرا ارجو التواصل

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة