• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

في الحياة.. والموت

مصطفى قاسم عباس


تاريخ الإضافة: 29/5/2008 ميلادي - 23/5/1429 هجري

الزيارات: 32548

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
هذه هي الحياة..
 • بالأمس كنا صغاراً وها نحن الآنَ أصبحنا كباراً، فسلاماً مني عليك أيها الزمن الماضي، وسلامي إلى مراتع الطفولة، وملاعب الصبا.
نتمنى أن نكبرَ بسرعة عندما نكون صغاراً، ولكن عندما نكبر نتمنى أن نعود صغاراً.

• آهٍ منك أيتها الدنيا! كم فرقت بين أم وولدها فغدت ثكلى مكلومة بعد أن كانت في نعيم وسعادة..
كم فرقتِ بين حبيب وحبيب، ولو كنتِ تأخذين الأحباب معًا لما جرحت القلوب وأدميتِ العيون..

• ليس لكَ من الأيام إلاّ الذكرى، وليس لك من الماضي إلا الطيف، وليس لك من الدنيا إلا السراب، وهي التي تفرق الأحباب، وتوْدِعُ الناس بين أطباق التراب.

• كم تجرعت فيك - يا دنيا - العلقمَ، وكنت أظن أني أتلذذ بالمن والسلوى!!
وكم كان يقتلني البؤس والحرمان، وكنت أظن أني على وجه البسيطة أنعم إنسان!!

• كم تحزنني فيك - يا دنيا - دمعة اليتيم المحزون! ونحيب الطفل الشريد، وكم أتألم عندما أرى أرملةً غيبَ الموتُ زوجها، وهي تنتظر مرور الأيام لتصل إلى مثواها حيث يرقد ذاك الزوج الحنون.

• تعتصر قلبي الآهات والأنات عندما أرى الأسى يسيطر على قلب إنسانٍ ما، لا أدري لماذا! ولكن ربما لأنني شعرت يوماً ما بنفس هذا الأسى، وشربت من ذات الكأس، كأسِ الشقاء، كأس البؤس والحرمان.

• كم كنت أسكب دموعي فلا أجد من يكفكفها! وكم كنت أشعر بالحزن فلا أجد أحدًا يشاطرني أحزاني! ما أكثر اللحظاتِ التي أردت أن أبتسم فيها فتغلبني الدموع ويغرقني البكاء!

• قد يذوق الإنسان طعم السعادة ليوم واحد، ولكنه يذوق البؤس أيامًا وأياماً.

• كنا نعيش معا، ولا يطلُّ علي فجر يومٍ إلاَّ ويطل عليَّ فجرُ وجهه مع بزوغ فجر ذلك اليوم، كم نظرت في المرآة فرأيته ولم أرَ نفسي، وكم كنت أشعر بالظمأ فأُروى فجأة وإذا به قد شرب لتوه فعلمت أنني أرتوي عندما يشرب هو الماء!

مشينا على ذات الطريق، وكان لي نعمَ الرفيق والأخ والصديق، ثم فرقتنا الأيام، وشطّت بنا الدار، وبعد المزار، رغم قرب الديار.

فرقنا الموت الذي لا يدع لقاءً إلاّ وحوله إلى فراق، ولا يدع قرباً إلاّ وحوله إلى بعد، ولا يبصر عناقاً إلاّ وقضى على ذلك العناق.

فهذا هو الموت الذي يصنع الأعاجيب، ولا يدع حبيباً بقربِ حبيب.. يفرِّقُ الشمل ولا يبالي، ويترك خلفه أمًّا ثكلى وزوجةً مفجوعة، وأرملةً مقطوعة، ووليداً يبكي أمَّه، وطفلاً يندب أباهُ.

• لا أظنُّ أنّ أحدًا أنعمَ الله عليه كما أنعم علي، ولا أظنّ أن أحداً أعطاه الله كما أعطاني، ومع ذلك لا أظن أنَّ أحداً عصى الله كما عصيته، وأغضب الله كما أغضبته، ولكنَّ مغفرتك -يا رب- أعظمُ من ذنوبي، ورحمتَكَ أرجى عندي من عملي.

• ويلٌ لك يا من لا تزال مصرًّا على المعاصي، وتظنُّ أن الموت بعيد!

ألمْ تعتبرْ إلى الآنَ بكثرةِ الأصدقاء والأحباب والخلانِ الذين أبادهم الموتُ؛ فلا مجيب؟!

إلى متى ستظل راقدًا في غفلتك، بعيدًا عن ربك، متمادياً في ضلالك وغيِّك؟؟

هلاَّ تذكرتَ يوماً يجعلُ الولدانً شِيْبًا!

هلاّ تذكرت يومًا تقولُ النفسُ فيه: (يا حَسْرَتا عَلى ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللهِ).

ما أسوأَ حالتكَ يوم تُعرض على الله، وليس لك عملٌ مبرور، أو سعيٌ مشكور، أو توبةٌ نَصوح، حتى يقال لك: ذنبكَ مغفور

.. عُد إلى رِحابِ الله بقلبٍ خاشعٍ ولسانٍ ضارع، وعينٍ دامعة، ونفسٍ إلى الله راجعة، ثُم قُل:
إلهي، قد أذنبتُ كثيراً، وعصيتك مراراً، أتيتكَ الآن وقلبي كسيرٌ، فاغفرْ لي يا غافرَ الذنب الكبير.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- هكذا هي الدنيا كما قال الله تعالى عنها
أبو عبد الرحمن - السعودية 07-06-2008 07:33 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه من والاه، أما بعد: فإن الله تعالى قال في كتابه[يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ](فاطر:الآية5 )، وقال في موضع آخر [وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ](البقرة:الآية185). فهذه الدنيا دار من لا دار له، ويعمل لها من لا عقل له، فالبصير من تفكر في لقاء ربه، والكيس من دان نفسه وتزود ليوم معاده.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال (جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس) (رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب).. فالناظر في هذا الحديث يتبين له أن كل إنسان مهما عاش في هذه الدنيا فهو إلى رحيل، وأن من عمل صالحاً أو طالحاً فهو مجزيء به، وأن من أحب أحداً فهو لابد مفارقه، وأن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه في استغنائه عن الناس، فالكيس منا من تدبر تلك التوجيهات، ولزم طريق السعادة والجنات، وليتذكر أنه ملاق ربه، وواقف بين يديه فيحاسبه.. فالزاد الزاد إخواني.. قبل الرحيل، والحذر من الاغترار بالدنيا فإنها إلى زوال.. أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوفقنا للزاد الذي يرضيه عنها.
والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد.
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة