• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

نقاط.. على سطورِ الحياة

نور مؤيد الجندلي


تاريخ الإضافة: 27/5/2008 ميلادي - 21/5/1429 هجري

الزيارات: 7125

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
هل يُعدّ الإنسان جباناً إذا آثر يوماً الهروب من مسؤولياتٍ أنيطت به؟ وإن هجر طاولة مكتبه لاجئاً ومهاجراً إلى السّرير؟!
هذا حقاً ما اقترفته منذُ أيّام، ولم يكن محضَ جنونٍ، بل قمت به وأنا في كامل قواي العقلية، قمتُ به لأحافظ بالأحرى على قواي العقلية.

كنتُ في صباي أشكو الفراغ وأتذمّر منه، وتُبكيني أوهامٌ بأنني لن أحقق لنفسي شيئاً في الحياة.

لكن الله تعالى قد فتح عليّ من أبواب العمل ما أريد وما لا أريد، فتراكمت أعمالٌ كثيرة أمام طاولتي، وازدادت المسؤوليات، ووجدتني أصل الليل بالنهار لعلّي أوفي أياً منها بعض حقه، فيحالفني نجاح، ويزورني أحياناً بعضُ الفشل، فيحرّضني على التعلم منه وإعادة تشييد بناءٍ متين من جديد.

تراوحت حالتي بين قلقٍ وخوف: قلقٌ على المهام ألاَّ أنجزها أو أعطيها حقها المطلوب، وخوفٌ أن يحاسبني الله تعالى إن قصّرت. والغريبُ في الأمر أنني كلما حاولتُ أن أتخفف من مهمّة أو أعتذر عن أخرى، أُلقيتْ لي أخرى، فكأنني أغرفُ من البحر ماءً أظنُّ أنني سأجففه!


أيامٌ كثيرة مرّت وأنا أدفن رأسي بين أوراقي وكتبي، أقارعُ فصولَ الحياة لأغتنم منها ما يستحقّ أن يُغتنَم، العمرُ ينقضي ثم يرحل، لكنّ الفكرَ في شغلٍ دائم لا يهدأ، ولا يتوقف..!

أراقب حياة الآخرين من بعيد، إنهم يحيون حياتهم كما يريدون، يتنفسون الحرّية والفرح، وأراقبُ حياتي كيف أغلقت بها على نفسي بمغاليق العمل، أليست حياتي من اختياري؟
لقد نلتُ سعادتي التي أبتغيها حتى استمرأتُها، واعتدتُ عليها، فغدت أيامي كلُّها بلا وهجٍ، بلا بريق..
وكلّ الفكر، وأرهق الجسم فصار يئنّ بصمت، فأسكت ألمه براحة مؤقتة، وإن ارتاح الجسم هل يرتاح القلب؟

أكثر ما آلمني تقصيري في حق من أحبّ، فقد غدت علاقتي بمن حولي حكراً لكل ما هو ضروريّ وفي دائرة أداء الواجب.

اختفت البسمة، اختطفها التعب، وكلّت يدٌ كانت تعطي، فبخلت عن كلمة طيبة، من شكرٍ أو دعاء.
مع أن القلب لن ولم يكلَّ يوماً عنهما.

أحزنني أن أُشكرَ فلا أردّ الشكر، أو يقدَّم لي معروفٌ فلا أقوَى على رده، وأن أجد من يحتاج إلى دعم فأتحاشى تشجيعه، ليس كبراً أو غروراً، ولكنه العمر والوقت والجسم المنهك.

في ليلة والقمر يغادرُ مودعاً.. ناديته.. لملمتُ حقائبي على عجلٍ وصحبته..
قلمٌ وورقة...!
أهذا ما استطعتُ حمله!
يا لهذه العلاقة.. كيف تُحلُّ ومتى تنتهي..!؟
رحلتُ لأترك عنواني فارغاً، ومحوتُ اسمي من بين أوراقي ومن على مكتبي..
وطرقتُ باب الوحدة لأستجمع قواي وأستعيدُ نفسي..

ليلة، ليلتان.. سئمتها وسئمتني..
ودّعت الوحدة والشكرُ يحتل أوسع مكانٍ في قلبي لها، فقد صفا الفكرُ لما خلوتُ بنفسي، وقلّبتُ في أوراقِ العمر أبحثُ عن ثغراتٍ في حياتي لم أملأها بعد، وعن فراغٍ لم أغتنمه، وعن حياةٍ سارت بلا تخطيط، وعن حدود تجاوزتُها في غمرة أيامي.

وبقلم الحبر خططتُ نقطةً على صفحةٍ بيضاء، واعتبرتها نهايةً لقصّةِ آلامي. فما أروع العمر بالعمل، وما أغلى دقائق الحياة حين تكون عامرةً لله!




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- شكرا لك، لقد عبّرت عن كثير مما أريد
سعيدة بشار من الجزائر - الجزائر 06-11-2010 02:51 AM

الأخت الكريمة، قرأت قصتك، وأنا في هذا الوقت المتأخر من الليل، هربت إلى بعض القصص في الموقع لأرتاح قليلا من عبء الأعمال التي تنتظرني، ولا تريد أن تنتهي، كنت مثلك يوما، لا أجد ما أقوم به، فدعوت ربي أن يرزقني ما أقوم به،...قد أجيبت دعوتي، وها أنا غارقة في بحر لا أدري إن كنت سأسبح فيه دون أن أغرق، لكن هذا اختياري، كما هو اختيارك، ولو سُمح لي أن أعود لما كنت عليه يوما لما قبلت، كما أظن أنك لن تقبلي، لأن للورقة والقلم فتنة وسحر لا يوجد في غيرهما، أليس كذلك، وتلك المتعة ألا تظنين أنها تستحق كل العناء، نهرب منها إليها، وهنا قمة الروعة، أعجبتني طريقتك في الكتابة لأنها أشعرتني بالصدق، وكلما غصت في أعماق قلبك كانت كتاباتك أروع...وأروع.
مع تمنياتي لك بالتوفيق,,,والسداد.

1- قالب قصصي جديد
رجاء عوده - السعودية 28-05-2008 10:09 PM
القصة طرح جديد للفن القصصي المتع برؤية إسلامية تعد منظلقا لنموذج قصصي يحتذى شكلا ومضمونا . دعاؤنا للكاتبة بالتوفيق وبمزيد من هذا الطرح القصصي.
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة