• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

رزِين ورزان

أ. حسام الحفناوي


تاريخ الإضافة: 14/8/2010 ميلادي - 4/9/1431 هجري

الزيارات: 4969

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رَزِيْن: ما أَجْمَل سُكون اللَّيْل! كَمْ أَكْرَه صَخَب النَّاس، وضَوْضاءَهم بالنَّهار.

رَزان: صَدَقْت، ولكني لا أعرف سببًا واضحًا، يَجْعَلُك تُصِرُّ على الانصراف في هذا الوقت المتأخِّر، لقد أَلَحَّت أُمِّي علينا كثيرًا في المَبِيْت، وهي مُحِقَّةٌ في ذلك؛ فالنَّهار له عَيْنان.


رَزِيْن: جَزاها اللهُ خيرًا على كَرَمِ ضِيافَتها، ولكن ليس من الحِكْمَة أن نُطِيْعَها في ذلك، فنُثْقِل على أهل البَيْت؛ بمُشاطَرَتِهم مَواضِع نَوْمِهم، وتَقْييد حَرَكَة أَخَواتِك أثناء الليل.

رَزان: أَحْسَنْت، بارك الله فيك، لطالما تَنْظُر إلى الأمور بنَظَر صائِب، وتُرَجِّح بين كِفَّتَي المَصالِح والمَفاسِد، زادك اللهُ بَصِيْرَة.


رَزِيْن: هذا ما يَحْرِص الشَّيْخُ الوَقُور صابِر على تعليمنا إيَّاه دائمًا، ويَضْرِب الأَمْثال تِلْو الأَمْثال؛ لإثبات أن الشَّرِيْعَة المُطَهَّرة قائِمةٌ على ذلك التَّرْجِيْح.

رَزان: يُعْجِبُنِي كثيرًا ما يَتَّسِم به شَيْخُك من حِلْم، وأَناة، وأَراك قد تَشَرَّبْتَ هاتين الصِّفَتَيْن منه، حتى كأنك قد طُبِعْتَ عليهما.


رَزِيْن: ولكن الشَّباب الطَّائِش يُكْثِر من غَمْزِه بالخَوَر، ولا يَفْتَأ عن لَمْزِه بالمُداهَنَة، يَسيرون خَلْف كل ناعِق من أَدْعِياء العِلْم، ما دام مُتَّصِفًا بالهَوَج، والخُرْق مِثْلهم، لا أَحْسَبُهم يَكُفُّوُن عن رَمْيِه بتلك النَّقائِص، حتى يَرَوا مَغَبَّة طَيْشِهم، ويَشْهَدوا سُوء مُنْقَلَب هَوَجِهم، وخُرْقِهم.

رَزان: أسألُ اللهَ تعالى أن يُرَشِّد عُقولَهم، ويَرْزُقَهم السَّكِيْنة، الحمد لله الذي عافاك مما ابْتلاهم به.


رَزِيْن: أرجو أن أكون عند حُسْن ظَنِّك، وأَتَمَنَّى أن تَتَطَبَّعِي أنت أيضًا بما تَرَيْنَنِي قد تَطَبَّعْتُ به من خِصال الخَيْر، وشَمائِل أهل الإيمان.

رَزان: أُحاول يا زَوْجِي العَزيز، ومُعَلِّمِي الفاضِل، ولكنك تَعْرِف غَلَبة العاطِفة على النِّساء، وقِلَّة صَبْرِهِنّ، وشِدَّة عَجَلَتِهنّ؛ فلا تَكادُ الواحِدةُ مِنْهُنَّ تَنْظُر إلى ما يُجاوز مَوْضِع قَدَمِها، وقَلَّما يَتَأَمَّلْنَ عَواقِبَ الأُمور، أو يَتَمَهَّلْنَ في إصْدار الأَحْكام.


رَزِيْن: للمُمارَسَة العَمَلِيَّة دَوْرٌ كبير في تَنْمِيَة القُدُرات، وتَكْوين المَلَكات، والحِلْمُ بالتَّحَلُّم.

رَزان: اللهُمَّ الْطُفْ بنا! مَنْ هؤلاء الرِّجال المُلَثَّمون؟ ولماذا يَتَّجِهون نَحْوَنا؟


رَزِيْن: تَمَهَّلِي، ولا داعي للجَزَع والخَوْف، فما لهم ولنا؟

رَزان: كيف لا أخاف؟ ألا تَراهم يَقْتَرِبون مِنَّا أَكْثَر، فأَكْثَر؟

رَزِيْن: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنَّهم ليفعلون، والأَدْهَى أن الشَّرَّ بادٍ في نَظَرات عُيونهم.

رَزان: لنَبْحَث عن أي طريق جانِبِيٍ نَنْأى به عنهم.

رَزِيْن: ولكن أَيْن؟

أَحَدُ المُلَثَّمِيْن بصوت غَليِظ: قِفا مَكانَكُما، أَخْرِج ما مَعك من النُّقود، واخْلَعِي ما تَلْبَسِيْن من الحُلِيِّ.

رَزِيْن: تَنَحَّ عن طريقنا، وإلا اسْتَغَثْنا بأَعْلى صَوْتِنا بأهل البُيوت القَرِيْبة مِنَّا.

مُلَثَّمٌ آخَرُ مُخْرِجًا سِكِّيْنًا كبيرًا من بين ثِيابه: هل تَحْسَبُنا أَطْفالًا تَمْزَحُ معك يا هذا؟

رَزان: أَعْطِهم النُّقُود، ولنَعُدْ إلى البَيْت سَيْرًا على الأَقْدام، المهم أن نَخْرُج من هذا المَأْزِق الخَطير، وحَسْبُنا الله ونِعْم الوكيل.

رَزِيْن: هذا كل ما مَعِيَ من المال، خُذْه، لا بارك الله لك فيه.

المُلَثَّم ذو الصَّوْت الغَليظ: أين حُلِّيُّك؟

رَزان: مَنْ أَدْراك أنني أَلْبَسُ حُلِّيًّا؟ ولماذا أَلْبَسُها حينما أَخْرُج من بَيْتِي؟ ألا تَراني مُنْتَقِبة؟

المُلَثَّم غَليظ الصَّوْت صائِحًا: حَسَنًا، نحن نَعْرِف كيف نَخْلَعُها عنك.

رَزِيْن مُتَلَعْثِمًا: ماذا تقول أيها الوَقِح؟

المُلَثَّم حامِل السِّكِّيْن مُشِيْرًا بها إلى عُنُق رَزِيْن: إذا فَتَحْتَ فَمَك مرة أخرى، سأُطِيْحُ رَقَبَتَك بالسِّكِّيْن.

مُلَثَّمٌ ثالثٌ مُخْرِجًا مُسَدَّسًا: ولماذا تُلَوِّثُ سِكِّيْنَك الجديد بدَمِه يا صَديقي، طَلْقَةٌ واحِدة في رَأْسِه، ويَنْتَهِي الأمر.

رَزان صارِخة: نَشَدْتُكم اللهَ ألَّا تَمَسُّونِي بسُوء، أليس لكم أَخَوات، وأُمَّهات؟

المُلَثَّم ذو الصَّوْت الغَليظ مُقَيِّدًا حَرَكَتها دافِعًا إيَّاها بقَسْوَة: لسنا في مَجْلِس للوَعْظ الآن، امْشِي معي دونما ضَجِيْج.

رَزان باكِيَة: هل ستَتْرُكُهم يا رَزِيْن يَهْتِكُون سِتْرِي دُون أن تُحَرِّك ساكِنًا.

غَلِيْظُ الصَّوْت غاضِبًا: اصْمُتِي، وإلا أَصْمَتْناك للأَبَد، زَوْجُك رجل عاقِل، حَرِيْص على مَصْلَحَتِك، ومَصْلَحَته، ويَعْلَم أنه لو فَكَّر في فِعْل شيء؛ فسَتَطِيْر رَقَبَتَيْكُما معًا، وعليك أن تَكُوْنِي عاقِلَة مِثْلَه، وتَمْضِي في هدوء معنا.

 

•   •   •   •   •

 

رَزِيْن فَزِعًا، تافلًا عن يَساره ثلاثًا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

رَزان تارِكةً ما في يَدَيها من الخُضْروات: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يبدو أنك رأيتَ ما تَكْرَه.

رَزِيْن: أَعْطِني كُوبًا من الماء رَجاءً.

رَزان: تَفَضَّلْ، اشْرَبْ، وهَدِّئ من رَوْعِك.

رَزِيْن: جزاكِ الله خيرًا.

رَزان: هل يُمْكِنُك أن تُخْبِرَني بما أَفْزَعَك؟

رَزِيْن: لا يَجُوز للمَرْء أن يُخْبِر بما رآه من مَكْروه في النَّوْم، لكِنِّي سأُخْبِرُك بشيء واحد.

رزان: ما هو؟

رزين: لا أريد حُضور دروس الشيخ صابِر بعد ذلك.

رَزان ضاحِكَة: جَيِّد، لم أكن أَرْتاح لهُدُوئه الزَّائد عن الحَدِّ!!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة