• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

الحلم

مريم الهادي


تاريخ الإضافة: 4/8/2010 ميلادي - 23/8/1431 هجري

الزيارات: 7832

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تصرخ، تضْرِب الهواء بكِلْتا يدَيْها، لا أحَد يراها أو يَكْثرث لوجودها، هي ثابتة قانِعة، ساكنة في نفْس المكان منذ زمَن، تؤدِّي المُهِمَّة نفْسَها؛ لِتَجد الجحود نفْسَه، كل يومٍ يمرُّ عليها يتمزَّق فيه شُرْيان من شرايين حياتها! تحتَجُّ، تندِّد، يمرُّ الوقت عليها دون أن تَجد مَن يستمع إليها، أو على الأقلِّ يُعِيرها نظرة مشْفِقة!

 

في الأيَّام الأخيرة غشِيَتها الصُّفْرة، واعْترَى صُراخَها حشْرجةٌ هائلة، لم تُهْمِل في أداء ما كُلِّفت به حتَّى وهي في أشدِّ حالات المرض والإعياء والضَّعف، زاد مِن مرَضها جمودُ الشِّفاه، وتحَجُّرُ الوجوه وحُمْرة العيون، لم تَجِد طوال عمرها معتَرِفًا واحدًا بفضْلها.

 

زاد المرض؛ لِتَزيد الحشرجة فيُلْتَفَت إليها! شَهِقَت من الفَرْحة، ونَدِمت في أعماقِها أنَّها لَم تَمْرضْ أو تتمَارضْ من قَبْل؛ ليُلتفَت إليها، وقد قامت بعَمَلِها اليوميِّ خيرَ قيام.

 

وعاشَتْ يومًا كاملاً تسْتَشِعر السعادة والفرَح، وتَرْسم فصُولَها وتُخْرِج أشكالها، تمدُّها مغْدِقة على باقي أيامِها، تَرْقُب صباحَ اليوم التَّالي؛ لِتَنعم بالاهتمام، بالشُّكر والعرفان، لا تَستطيع أنْ تُغْمِض عينيها من فَرْط السَّعادة.

 

ظلَّت اللَّيلَ بِطُوله ترْقُب الصَّباح وتَعُدُّ الثَّواني والدقائق، متخيِّلةً لَحظات العطاء والوفاء والوِصال! أعجَبْتها كلمة "الوصال" كثيرًا، وأخذَتْ تَسترجع ذلك، وكلَّما وصلَتْ إلى هذه الكلمة اعترتْهَا قشَعْريرةٌ لذيذة.

 

ظلَّتْ كذلك، طلَع الفَجْر، ازْدانت، لَبِست أجْمَل ما يَلبسه مِثْلُها، وأتَى الوقْت المُحَدَّد؛ لِتَبدأ بالصُّراخ المتحشْرِج وهي في قمَّة نشاطِها وسعادتها؛ لِتَمتدَّ إليْها اليَدُ وتَضربَها؛ لِتَسقط وترْتَطِم بالأرض مُقَطَّعةَ الأوصال، مَسْحوقة الأحلام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة