• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

للنساء فقط!

سعيدة بشار


تاريخ الإضافة: 22/6/2010 ميلادي - 10/7/1431 هجري

الزيارات: 7547

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قد يبدو هذا العنوان من أوَّل وهلة غريبًا، أو ربَّما متميِّزًا، والصَّراحة أنِّي تعمَّدت وضعه في الواجهة لإثارة الاهتِمام من جهة، ومن جهة أُخرى للتَّركيز على الفئة الَّتي أرغب أن تقرأ هذه المقالة، رغم علمي أنَّ هذا الموضوع قد يُثير الرِّجال كذلك، ولا بأس.

 

المهمّ، أحب طريقة في الكتابة أستخدمها حينما أروم الوصول إلى النَّتائج الَّتي تكون الرَّغبة فيها قد لامست قلبي، ولذلك - وكما سبق لي وأن كتبت في مقالاتٍ سابقة - أطلبُ منكنَّ أخواتي الحبيبات أن تتخيَّلن معي غرفًة ما، في بيتٍ ما، لا يهمُّني كلّ البيت، ولكن أكثر تلك الغرفة، ركِّزْن أكثر معي: هناك سرير، وهذا هو الجزء الأهمّ، ولا داعي للاهتِمام بباقي الأثاث، وعلى ذاك السَّرير تنام امرأة عجوز، قد تساقَطَتْ قُواها الجسديَّة مع السَّنوات المنْقضية، ووجدتْ نفسَها قعيدة الفِراش، ضعيفة، وإلى جانبها كومةٌ من الأدْوية الَّتي عليها أن تشربَها في مواقيتَ محدَّدة، وزجاجة ماء على مقْربة من الفراش، تمرُّ لحظةٌ عليها تشْعر بالعطش، فتُحاول أن تمدَّ يدها إلى زجاجة الماء فلا تَستطيع، وبعد مُحاولاتٍ مضْنية تعاود الالتِصاق بالفراش وقد أنْهكتها تلك المحاولات، تُنادي بأسماء مختلِفة عسى أحدُهم يسمعُها فيأْتِي إليْها ليساعِدَها، فلا مُجيب على نداءاتِها، فتصْمت لحظات، ثمَّ تعاود المحاولة من جديد لتمْسِك بزجاجة الماء، ولا فائدة مرَّة أخرى، تشعر بالجوع، ولكن ما من سبيلٍ إلى أيَّة لقمة، تُعاود النِّداء مرَّات ومرَّات دون جدوى، فتستَسْلِم للفِراش في إحباط وقد تدفَّقت الدُّموع من عينيْها كالماء الَّذي لم تستطع شربَه، وهي في غمرة حزنها تشعر بشيءٍ دافئ يخرج منها ليبلِّل الفراش وينشر في الأجواء رائحةً كانت تتقزَّز من شمّها من بعيد في أيَّام ماضية، لكنَّها اليوم لا تقوى على النُّهوض ... مسكينة!

 

أخواتي الحبيبات:

أتعْلمْنَ لماذا سردتُ عليكنَّ هذا المقطع؟

بكلِّ بساطةٍ لأنَّ تلك المسكينة القابِعة في الفراش قد تُصبح أنتِ أو أنا يومًا ما، طبعًا لا أتمنَّى أن يحدُث لي ذلك، ولا أنتنَّ، ومع ذلك تجِد بعضُ النِّساء من بنات جنسِنا الجرأةَ عند زواجِهنَّ على طلب سكنٍ انفرادي، والابتِعاد عن أهل الزَّوج بُعد السَّماوات عن الأرض، وقد يكون والِدَا الزَّوج في مثل حالة المرْأة المسكينة الَّتي تحدَّثنا عنها، وقد يُفضَّل في تلك الحالات رمْيهما إلى دور الشَّيخوخة، أعلم ما يُراودكنَّ ... صحيح، قد يكون والدا الزَّوج من أعْند خلق الله، وربَّما من أعقدهم، أو من أسوئِهم أخلاقًا، قد يكون الانفِصال أحيانًا عنهما هو عين الحِكمة، قد تتطلَّب التَّربية السَّليمة للأبناء أحيانًا الابتِعاد عن تأثير الأجْداد، نعم كلُّ هذا صحيح ولكن حديثي ليس عن تلك الحالات، وإنَّما عن حالاتٍ أُخرى تصبح فيها الرَّحمة الإنسانيَّة أوْلى.

 

شاهدتُ في حياتي إلى حينِ هذه اللَّحظات نماذجَ لهذه الأمثلة المعْروضة، ولم أستطِع الاستِقْرار على برٍّ إلاَّ بعد أن عايشتُ مثالاً يَقترب من المثال الأوَّل المعروض، ورأيتُ كيف أنَّ الرَّحمة الإنسانيَّة قد أفاضت على العائلة الخير الكثير، لا تُرى إلى جانبه المشاكل الجانبيَّة التَّافهة، وتيقَّنت في نفسي أنِّي أبدًا لن أستطيع أن أتحمَّل الحياة وحدي، وفي مثل تلك الظُّروف المخيفة، نعم قد تكون ضريبة العيْش مع أهل الزَّوج غاليةً جدًّا، ولكنَّها في كلِّ الأحوال لن تكون أغلى من ضريبة ترْكِهم في مثل الأوضاع الَّتي بدأنا الكلام بها؛ لأنَّها تَمتدّ إلى ما بعد الحياة إلى العالِم الآخر الَّذي لا يجب المغامرة به، وعلى كلٍّ فإنَّ الشَّرع لا يُلزِم بذلك، ولكن أخبِرْنَني صراحةً كيف تتمنَّى كلُّ واحدةٍ منكنَّ أن تعيش في آخِر عمرها؟ وأيَّة أجواءٍ تتمنَّى أن تُحيط بها؟ حينما نتأكَّد من إجاباتِنا، حينها فقطْ نَستطيع أن نحضِّر لتلك المرحلة، فلا يُمكن أن نحصد في نهاية المطاف إلاَّ ما زرعناه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- إنكِ موهوبة
wafa kihel - الجزائر 27-07-2011 06:30 PM

إنكِ موهوبة و قلمكِ يسطر هذه الكلمات التي وصلت إلى القلوب بتناغمها وانسجام كلماتها أعجبني الموضوع لكن ليس لروعة إعجابي بأسلوب كتابتك موفقة إن شاء الله وأنا من متابعيكِ أروجوا أن يتطور مستوى كتابتكِ إلى درجة تعجز أجمل كلمات الإطراء عن مجاملتها وشكرا

 

 

4- ماذا لو كنت الاستثناء
سامية - algerie 11-12-2010 09:59 PM

أختي في الله،لا أدري إن كنت سأخترق أفق توقعك أم سأستثني تعليقي عن التعليقات المتماثلة التي تحمل مشاركة شعورية إزاء ماتبثين من أحزان خريف العمر،دعيني أقول لك بصراحة...أنا لا أقاسمك شعورك أو ربما لا أستطيع, بل لا أجيد الإحساس إزاء والدتي وأبي، لأني لم أشعر بوجودهما يوما إلى جانبي’ لم أرضع حليب السكينة إلى جانبهما’ لا أعرفهما ولا أعرف معنى الممهاة النفسية معهما’ فاعذريني إن خرقت القاعدة وسبحت ضد التيار’ فأنا لا أحبهما ولا أكرهما’ لأني خارج الحب والكراهية’ ومقالتك ستظل مجهولي الدي لم أرتد بعد أراضيه,

3- بل للرجال أيضا...يا سعيدة
تيسوكاي - الجزائر الخضراء 25-06-2010 09:20 PM

أشكرك على المقال...وأكتشف فيك طريقة خاصة في الكتابة...قد لا يستغربها من يعرفك عن قرب...ويعرف حبّك للخيال...وروحك البريئة...أسلوب مميز
لكن لي ملاحظة حول العنوان أرى أنه قبل أن يوجّه للنساء عليه أن يوجّه للرجال أوّلا فهي أمهم...إن لم يرحموها هم فمن...
نسأل الله حسن الخاتمة...مزيدا من التألق

2- أسعدك الله ياسعيدة
لامعة في الأفق - السعوديــة 22-06-2010 04:39 PM

مقال جميل وحقيقي ...وذكرني بجدتي مثل هذا الوقت العام الماضي ...كانت طريحة الفراش مائها يبعد عنها القليل وكانت لاتقدر على الشرب حتى فتح فمها كنت أضع لها مصاصه واقربه منها...يآآآه يادنيا والله مر بي وأنا اتأملها وهي تتألم ....سيمضي الزمن ونكون هكذا...والله أنه مر هذ التفكير بي...فقط نحتاج أن نتأمل كل شي حولنا سنصحح الكثير منه...ليس بذا الموقف وحسب بل الكثيير ... في مسار حياتنا...نسأل الله الرحمة ...الرحمة ...نعم نحتاج للرحمة ...حتى ننعم بسعاده .
شكرا لك

1- كما تدين تدان
فرحان - السعودية 22-06-2010 02:01 PM

كما تدين تدان وبالكيل الذي تكيل تكتال
لن تحصد غير ما زرعت، ولهذا ديدن المسلم أن يكون خيِّراً مفضالاً مؤثراً على نفسه ولو كان به خصاصة، وكلكم تعلمون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ((ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيَّض الله له من يكرمه عند سنه))
واسمع إلى قول الشاعر في صنع الجميل ولو في غير موضعه:
ازرع جميلاً ولو في غير موضعه فلن يضيع جميل أينما زرعا
إن الجميل وإن طال الزمان به فلن يحصده إلا الذي زرعا
بوركتي أختي على المقال الرائع.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة