• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

صَـدَى – قصة

رجاء محمد الجاهوش


تاريخ الإضافة: 8/4/2008 ميلادي - 1/4/1429 هجري

الزيارات: 7463

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
تَعوّدت أن تستقبل يومها بصلاة وتسبيح ثم تتجه نحو ذلك الفنجان الذي تبتسم كلما تراه!
إنه رفيق درب وصديق عمر، فنجان من الفخار الأبيض، زيّنته رسمة طفوليّة مُتقنَة لدبٍّ قويٍّ يرتدي سترةً حمراءَ ويندفع بكلِّ قوّتهِ نحوَ شجرةِ تفاح يهزُّها فتتناثر ثمارُها غنيمةً شهيّة.
فنجانٌ له قيمة خاصة، فهو أول فنجانٍ تقتنيه بعدما مَلَكَت أمرَها!
تبتسم والابتسامة ترسمُ هالاتٍ من العَجب على محيّاها كلما تذكرت كيف كان اقتناء فنجان كهذا من الممنوعات في لائحة أسرتها؟! 
وإذا سألت نفسها لماذا؟ تاهت في دروب الإجابات!
ألا يُسمّى هذا قهراً؟ عندما يختار لنا الآخرون نوع الآنية التي نأكل أو نشرب بها!
أليسَ من القسوةِ أن يُحرمَ طفل من أن يقلّد غيره من الأطفالِ في أمر مُباح؟!
"أما زلتِ تستنكرين؟! كُفّي عن هذا الصَّياح" تنهر نفسها بلطف ثم تمضي لإعداد فطور الصَّباح.

 

 


تحتضن فنجانها بين كفّيها وهي جالسة تتأمّل تلك اللوحةِ المعلّقةِ أمامها على الحائطِ : طريق طويل تكسوه الثلوج، والأشجار على حافتيه عارية!
ارْتَشَفَت رشفة شاي وبصرها لا يفارق تلك اللوحة ...
"لا أرغبُ في فعل شيء ، ليكن يوم تمرد, ولن أذهب إلى جامعتي، أعتقد أنه يحقّ لطالبات الدراسات العليا ما لا يحق لغيرهن! سأجلس في المنزل، وأمارس دور ربة البيت".
تضحك ملء فِيها وتحملها الذكرى إلى توجيهات أمّها الصارمة عندما كانت تقصّر في واجباتها المنزلية منادية بحقوق المرأة وأنّها لم تُخلق فقط لتكون في خدمة الزوج والولد!
فها هي الآن تحنُّ وتعود إلى فطرتها!

ارتشفت رشفة أخرى ثم شمّرت عن ساعديها وهمّت بتنظيف المنزل وترتيبه، وإعداد ما تيسر من طعام لوجبة الغداء لها ولأخيها ، يصاحبها في أداء مهامها تلك صوت الحادي وهو يتغنّى بالأناشيد العذبة.
"النظافة والترتيب من أجلّ نعم الله التي أنعم بها على عباده"
هذا ما كانت تسمعه من والدتها الحبيبة بشكل يومي...
"صدقتِ يا أمي.. كم أشتاق إليك وإلى والدي الحبيب وإخوتي الأعزاء وإلى عشّنا الدافئ بل لأقل إلى حديقتنا الغنّاء "!
أمازلتِ - يا أماه - تعتنين بورودك أكثر منّا؟!"

هَمَى الدمع فاستسلمت له.

يرتفع صوت المؤذن مُناديا إلى صلاة الظهر، تجيب المؤذنَ بخشوع ثم تتوضأ وتستقبل القبلة...
بين يديّ الله تصغر مساحات الكون الشاسعة، وتتضاءل لتصبح بحجم تلك البقعة التي تستقبل جبهتكَ لحظةَ السجود لا أكبر!
بين يدي الله تنحني الجباه بينما الأرواح تحلّق في علو!
بين يديّ الله تتنزّل السّكينة وتوأد بنات الصدر وأحزانه تحت تراب مناجاة صادقة: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
دقائق غاليات، ونفحات ربّانية تمرّ على القلبِ فتسمو به ويسمو بها .

 


جلست أمام مكتبها تنوي مراجعة بعض الدروس، فلاحت منها التفاتة نحو تلك القصاصة الملتصقة على رفّ المكتب...
"كَثيرةٌ هي الأسئلة التي نَنْسَى أن نطرحَها على أنفسِنا أو ربما نَتناسَى، فيمر اليوم تلو اليوم وهي في تَراكُم..!".
عَلَت وَجْهَها علامات شُرود وهي تتخيّل ذلك الكم من الأسئلة المتراكمة ماثلاً أمامها كَتلّ مِن وَرق!
مدّت يَدها لتنتشل سؤالا وتطرحه على نفسها : " هل يومي يشبه أمسي؟!
أم أنني تعلمتُ من تجارب أمسي فغدا يومي أنضج..! "
أطْرَقت...
بالأمس.. كنتُ أحتاج إلى من يقف بجانبي مادًّا يدَ العون كي أخطو.. ولو خطوة!
بالأمس.. كنتُ أنتظر وجودهم لأحلم..!
بالأمسِ.. كانت الحيرة تكتنفني كلما هممتُ بالمسير : من أين سأبدأ؟ وإلى أين أريد الوصول؟!
بالأمسِ.. كانت الأحلام والآمال كثيرة متشعبة، والعزمُ في شتات!
بالأمسِ.. كان القلب غضاً لا يعرف إلا البياض!

أما اليوم... فما أجمل اليومَ وما أقساه!
اليوم.. حصاد أمس وبذرة غد
اليوم.. سعة فهم، زيادة خبرة، ورحابة صدر
اليوم.. أمل وعمل وحلم ممتد
اليوم.. قلب بين الطفولة والكهولة يترنم!
اليوم.. رحلة أعرف موعدها وأخشى فواتها.

طَرق على الباب.. أيْقظَها من شُرودِها ، فَطَوَت سُؤالَها وأعادَتْه إلى ذلك الكم المتراكم من الأسئلة ...
"سأحتاجك ثانية" همستْ لنفسِها ؛ ثم رَنَت نحو البابِ لتجيبَ الطَّارق؟

- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- عدتِ مبكرة! هل أنتِ بخير؟
- نعم يا أخي أنا بخير الحمد لله، فلا تقلق.
- الحمد لله.
يتقدّمُ بضعَ خطواتٍ فيلمحُ حلّة البيت الجديدة ، يسأل بدهشة:
- ما الأمر؟
- لا شيء ؛ لا شيء سِوَى رَجع صَدَى!
ــــــــــــــــــــــــــــ

 

.. يسر قسم (حضارة الكلمة) أن يرحب بالكاتبة الفاضلة، وبهذا الطرح المؤصل الهادف والأسلوب المتميز في الكتابة، الذي حوى ملامسة للواقع الاجتماعي عن طريق مساءلة الذات تربويًّا، والموازنة بين تصرفات المراحل العمرية والعقلية؛ في سبيل الوصول إلى الحق والحقيقة.
نرحب بكم مرة أخرى، ونتمنى لكم دوام التوفيق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- .....
مثابر - السعودية 15-04-2008 04:52 PM
تلك اللحظات وإن كانت قصيرة .. فهي أجمل اللحظات التي تمر على الإنسان ..

ليت الدنيا كلها كتلك اللحظات ..!!

لكن هذا مما يدل على أنها دار إغتراب .. مجرد طريق ..

والآخرة الملتقى ..


قلم مبارك ..

بارك الله فيك ..
3- top
noor 10-04-2008 11:18 PM
أسلوب جميل جداً يستهويني


نريدها أطول في المرة القادمة ومليئة بالمنعطفات :)
2- صدى أورث يقظة !
ذات بهجة - السعودية 10-04-2008 10:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

تهتُ أمام روعة الحروف والمعاني...

همسة تذكير تصل دون عناء... بارك الله فيكِ !

من أنفع وأمتع لحظات الإنسان هي تلك التي يقضيها مع نفسه محاسبا.. جاردا


للخسائر والأرباح اليومية.. مستفيدا منها لغده... وبهذا تزدهر الحياة بأنه يعمل !


......

تحية إكبار تليق برُقيّ قلمكِ أختي رجاء الجاهوش.. نفع الله بكِ وبما تكتبين !
1- وأي صدى!!
الياسمين - ماتفرق 09-04-2008 03:15 AM
صدى ... يصرخ في دواخلنا سائلاً.. هل يومي يشبه أمسي ؟

ويُجيب الصدى نفسه بنفسه ..ربما أسوء !!

لاجديد يذكر ..

عادياً جداً يشرق صبحه .. ويعود المساء لنوم عميق

عميق بماذا ولماذا ؟

عميق وكفى!!

ومازالت أفكر لماذا سيشبه بعد الأمس أمسي ؟

***

بارك الله فيكِ وفي مدادك أختي الغالية

في انتظار جديدك :)
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة