• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

قلب أمّ - قصة تربوية

سلوى عبدالمعبود محمد قدرة


تاريخ الإضافة: 6/4/2008 ميلادي - 29/3/1429 هجري

الزيارات: 11443

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
نظرت إليّ شزرًا بشيء من الحنق.. رمقتنى بغضب..!

أدركتُ أنّ ذلك نذير بعاصفة مقبلة
..!

ابتلعت ريقي الذي أوشك على التبخر.
.. نظرت حولي أستغيث ببعض الصبر وبعض الصمت معاً فلطالما بدأت العاصفة بكلمة صغيرة ثم انتهت بجرح عميق...ينطوى عليه القلب..!

همست لنفسي أواسيها وقد بدأ جرحها ينزف دمًا : لا يستبد بك الأسى يا صديقة ولا تحزني
.. غداً تكبر صغيرتي وتدرك حقائق الحياة... غدًا تفهم وتتفهم...لا بأس ببعض الإعراض وبقليل من النفور..!!

شعرت بنظراتها تزداد قسوة وغلظة
...

عدت أغالط نفسي
:غداً تعود إلي صغيرتي الحبيبة...! غدًا تعود مقبلةً هاشّة، حنونة رقيقة. وكيف لا تفعل ؟! أليست جزءاً مني؟؟

غمرني ارتياح وأنا أعود إلى التمتمة
:الغد كفيل بتحقيق الأمل!

وسرعان ما سلبتنى الارتياح.
....

اندفعت كلماتها تصفع بلا مبالاة.
.. وتجرح بلا تردد..

صرخاتها في وجهي تعلو بلا مبرر، تزرع في القلب أشواكاً لن ينتزعها أحد.
..

وإذا هي كالدنيا.
.. تزأر وتهاجم بلا موعد أو إنذار..

وإذا أنا كالغريق أفشل فى التقاط أعواد قش فى عرض المحيط.
..

وتسللت الدموع تحفر لها آثارا كأثر الاحتراق على خدي.
.

ورفضت أناملي المرتعشة أن تخفي راية الهزيمة
...لمَ أُخفيها ؟ دعيها إنها الدليل على ثمارٍ مُرة أتذوقها وتؤذيني..!

لماذا نصرّ على إخفاء الجراح بينما الجرح نافذ والدماء تسيل..؟!

ووجدتنى أنتحب.
.

كانت دموع صامتة وها هي الآن نشيج يعلو ويرتفع الى السماء.
.!!

ها هي تلك الغضة الرقيقة.
.. النبتة الطرية...!

ها هي تجاهرني بما يؤذيني.
.!!

كم حَبَتْ فى ركن الدار هذا.
..

كم ارتطمت هناك بالأرض فطار إليها قلبي يحميها من عثرات الطريق.
..!!

وشعرت بأناملها الصغيرة الناعمة تتحسس شعري وتتلمس وجهي.
..!

انتابني شوق جارف إلى تلك الصغيرة.
..

كم همست لي
:حبك يا أم مثل البحر..واسع وكبير..!

كم بثثتها همي ومنيت نفسي بسندها القوي عن التعثر.
.أو الضغف أو السقوط..!

كم من أحلام بنيتها وكانت هى محور الحلم.. بل كل الحلم.. وكل الأمل.. وكل الحياة.. أليست ابنتي؟؟

أغمضت عيني على الحلم الهارب بعيدًا عن واقعى.
..

لا أريد ان أفتح عيني على هذا الواقع الذى أرتطم به.
.!

أريد أن أهرب من هذا الواقع المؤلم فقط للحظات.
..أوَلا أستحق حتى هذه اللحظات ؟!

ووجدتها تهزني بشيء من الاعتذار الزاحف على استحياء
: أمي لا تبكي...يؤسفني أن نتسبب لبعضنا البعض فى كل هذا الألم... لكنه صراع لابد منه... إنه صراع أجيال..

واستفقت فجأة وقد بدأت أشعر بالانزلاق.
.!

قلت بحمية المقاتل
: مَن هذا الأخرق الذي أوحى إليك بحتمية الصراع ؟

من هذا اللئيم الذى قرر ضرورة التصادم.
.؟

وقاطعتني مندفعة: أمي.. جيلكم يختلف.. جيلنا أيضا يختلف.. كيف يتوافق المختلفان..؟

لا لابد إذن من تصادم...!

وأسرعت أسكتها وقد أصابني الإنهاك : فرق يا ابنتي بين الاختلاف والتضاد بين الأشياء... قد نختلف نعم وهذا ضروري... بل هو مفيد فى أغلب الأحيان
ولكن أيختلف اثنان فى حب الشمس والرغبة في الضياء؟؟

دعينا إذن يا حبيبة نتفق على ثوابت الحياة.. ثم لنختلف بعد ذلك فى شكلها وفروعها...!

إن الاختلاف حينئذ يصبح ثراءً وإثراءً.. أخذاً وعطاءً..! ولكن أن نختلف حول ثوابت الحياة فهذا هو التصادم الذي يدمر الحياة... أفقد أنا الابنة والصديقة وتفقدين أنت الأم والصديقة...!

ابنتي، في خبرة عمري زادٌ لك..!

في تجاربي ذخيرة لعمرك الغض...!

في نضجي حماية وحراسة لك من اندفاعك الطفولي وحماسك المتدفق..

دعينا يا صغيرة نلتقِ كأم وصديقة... اتركي لنا مساحة للقاء..!

واندفعت تبتعد وهي تزمجر وتصيح :
أطفلةٌ أنا وقد شارفت العشرين ؟!

وعدت أهمس لنفسي وأنا أتخيلها تتلقى الكلمات: دعينى يا ابنتي أعلمك الحياة الحقة فقد علمت عنها الكثير.. الكثير..

إن الجذر لابد له من امتداد.. قد يختلف عنه لكنه رغم ذلك يبقى امتداداً جميلاً.. محبوبًا وشابًّا


إنه يصبح قادراً على تحمّل تبعات الحياة مزهوًّا دائمًا بوجود الجذر الضخم الخشن المتجعد الذى يمنحه الدعم ويمنحه الأمان.

 
... ما أشبهك يا فتاتى بالدنيا المتقلبة!!

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
37- بارك الله فيك
belkacem fouzia 06-01-2016 01:42 AM

كم أتمني أن تقرأ بنيتي هذه القصة فهي تشبهها تماما

36- شكرا ...لك
على الناصر -العراق 10-03-2011 10:45 AM

قلم واقعي ومؤثر جدا

35- جزاك الله خيرا
أسماء عبد الهادي - مصر 04-02-2009 01:55 AM
جزاك الله عنا خيرا
34- ليتنى !!!!!!!!!!!!!!!!
د.سعاد الكاتب على - مصر 19-05-2008 07:29 AM
ليتنى تنبهت الى ما فى القصة من فوائد ...لكانت جنبتنى الكثير مما أنا فيه الآن ...
أختى بارك الله فيك ونفع بك المسلمين
33- فعلا هو قلب الام
محمد هاشم - مصر 18-05-2008 01:21 AM
اشكرك على هذه القصه حيث انها مليئه بالحب والرهف و هى فعلا هى الام المسلمه وهذه هى العلاقه بين الام الصديقه لابنتها والبعد عن المجتمع الملىء بالمشاكل
32- هزه هي الام
د.زينب عبد المعبود قدره - egypt 29-04-2008 01:16 AM
تلك هي الام في كل مكان وزمان............... لاتتغير مهما كان.................. هي الحنان والحزم والشده ووووووووووووووو كل شئ.................... هي لنا كل شئ فليتها تسامحنا على تعصبنا عليها وعدم فهمنا لها ............. لكن مانعرفه جيدا انها احن واعظم مخلوق في الوجود بالنسبه لنا ............... وهي ستسامحنا لاننا كل مالديها وهزا هو قلبها الزي مهما حدث لايشيل من ابنائه ابدا ................ فربنا يخليها لنا يارب ....................... ويخليكي للأبنائك يااختي العزيزه............. اما حازمه ,عاقله.................. وقبل كل شئ حنونه على ابنائك.
وجزاكي الله عنا خير الجزاء.

اختك الصغيره/د.زينب عبد المعبود.
31- تنبهت
هيام السعيد - مصرحاليا 24-04-2008 06:21 PM
قرأتها فنبهت ابنتى لقرائتها حتى تتنبه لحجم الاسى الذى تصدمنى به كل حين ....وقد فوجئت أنها تطلب منى ان أعيد قرآتها من جديد ...وقد فعلت فوجدتنى حقا أحتاج مافيها من نصائح وارشادات ...ولا أخفيك أننى استفدت منها وآمل أن تستفيد ابنتى ...
شكرا أختى الكاتبة ...
30- تتحدث بلسانى
سلوى على سالم - مصر 20-04-2008 10:40 AM
قراتها فشعرت انها تتحدث بلسانى ...
طلبت من أمى قرائتها فسعدت بها ...!
اختى شكرا لك ..قصة قوية هادفة
29- ليتنى
هانى السعيد - مصر 20-04-2008 10:35 AM
أعجبتنى ...........ليتنى أستطيع تدارك أخطائى السابقة ...واتلافى أخطائى الحالية ....فى الحياة الكثير من المنعطفات التى قد ترغمنا على التعثر والخطأ .........
آذيت أمى الى حد التشبع بالمرارة والألم وشعرت بكلماتك تخترقنى وتصب داخلى الندم بكل آثاره القاسية على النفس !
وأرى اننى الآن أوذى ابنتى حين أقصيها عن عالمى بل أننى أحيانا وكاننى أعاقبها على أخطائى انا تجاه أمى الراحلة ..رحمها الله .
28- الاكثر ايلاما!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
د.نوال الدسوقى على - الكويت 17-04-2008 10:43 PM
فى الحياة كثير من الآلام ولكن أرى أكثرها ايلاما للنفس اعراض الابناء عن الآباء !!!!!!!!!!
أختى :باركك الله وفتح عليك أجدت لمس مشكلة واقعية وحقيقية وخرجنا من قصتك بفوائد عديدة أحب أن ألفت الانتباه اليها _كنوع من التقرب الى أمى _
أولا :صبر الأم على الأبناء والتريث فى مواجهتهم حتى لا يزداد الابتعاد .
ثانيا :مثابرة الام واصرارها على الظهور الهادىء بأفكارها وثوابتها .
ثالثا:انتهاز الفرص للتقرب من الابناء حتى لانفقدهم وسط الامواج العاتية .
رابعا:محاولة ايجاد أرض مشتركة يقف عليها الجميع تتميز بوجود الثوابت (العقيدة)وتتميز أيضا بالقابلية للتطوير والتغيير الى الافضل تتيح فرصة للجيلين معا للتعلم والاستفادة
سيدتى :أثرت اعجابى حين تركت الام (الجيل الأول)تعترف للابناء (الجيل الثانى )بأنهم قد يكونون مصدر خير عظيم واستفادة حقيقية ...أن يتعلم منى أبى أو أمى ويشكرون لى ذلك أمر يفوق كل الاوسمة ...وأظن أنه أيضا يطير بهم فوق السحاب !!!
سيدتى :أتمنى حقا لو توصلت مع أبى وأمى لنقطة التقاء وليس (لمساحة التقاء )
1 2 3 4 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة