• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

نشأة السريالية وتطورها

قحطان بيرقدار


تاريخ الإضافة: 13/5/2010 ميلادي - 29/5/1431 هجري

الزيارات: 44334

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نشأت السريالية في أكناف "الدادائية" وتفرّعتْ عنها؛ ففي أثناء الحرب العالمية الأولى وفي أعقابها، صحا الأدباء والمفكرون على واقع مرير خلّفتْهُ الحرب أكّد إخفاق المدنيّة الغربية ونظمها في تحقيق الخير للإنسان؛ فكان لا بدّ من إعادة النظر في القيم السائدة والنظُم المهيمنة التي تكبح إرادة الإنسان، وتكبت أحلامه.

 

وكان أن ظهرت الدادائية، إلا أنها كانت حركة هدمٍ فقط، ولذلك انفصل عنها أدباء شعروا بفراغها وعدم جدواها، وفي الوقت نفسه آمنوا بمسؤولية الإنسان وقدرته على التغيير؛ فنشأت السُّرياليّة التي كان شِعارها تحرير الإنسان من ضغوط الحياة الاجتماعية المغرقة في النفعية، وكان عليها إيجاد مفاهيم بديلة وتهيئة الإنسان لإنسانيّةٍ متحرّرة وفعّالة، انطلاقاً من حقيقته الإنسانية النظيفة التي طالما شوّهتها القوى المسيطرة والقيم السائدة.

 

صدرت في أثناء الحرب العالمية الأولى مجلة (SiC) بمبادرة من الشاعر (غيّوم أبولينير) جمعت كلّ الساخطين على الأشكال الفنية والواقع بشكل عام، وفي بيت هذا الشاعر تعارف (أرغوان وفيليب سوبو وبروتون) وأصدروا مجلة (أدب)، ثم أصبح (بروتون) رائد الزمرة السريالية التي أنشأها حوله عام 1924م، وأصدر بيانها الأولَ، مازجاً بين الدادائية والفرويديّة، وداعياً بعد عملية الهدم إلى عملية بناءٍ، على ضوء المذاهب الفكرية الثورية والسياسية الجديدة، بغية معالجة هذا الإنسان المأزوم الذي خلّفته  الحرب.

 

وهكذا تفوقت موجة السريالية على الدادائية، وانضمَّ إليها (إيلوار وأراغون وسوبو وروبير ديسْنوس وبنجامان بيريه) إضافة إلى فنانين تشكيليين كان أبرزهم (جان كوكتو وسلفادور دالي)، وأصبح (أندريه بروتون) منظّر السريالية الأول والناطق باسمها.

 

ثم توسعت الجماعة وألّفت مكتباً للبحوث السّريالية، ومجلةً اسمها (الثورة السُّريالية) بقيت حتى عام 1929م، وصار لها فروع وأنصار في أوربا وأمريكا، وأخذت تقيم معارض وندوات ومحاضرات لعرض أفكارها ونتاجها والدعوة إلى مؤازرتها. وقد ظهر أحد منشوراتها بعنوان (جُثّة) وفيه احتفلت المجموعة بطريقتها الخاصّة بوفاة (أناتول فرانس). ومما جاء فيه: (بوفاة فرانس زال جانبٌ من الصَّغار الإنساني، فليكن لنا هذا اليوم عيداً ندفن فيه الاحتيال والتقليد والمواطنة والانتهازية والريبيّة ونضوب الروح...).

 

وكانوا يستنكرون التعصّب العرقي وكراهية الألمان المنهزمين في الحرب، ويدعون إلى مساواة الشعوب والأفراد.

 

وكان الناس ينظرون إليهم كشبُّان بورجوازيين مشاغبين يعيشون في بطالة وفراغ ويبحثون عن التسلية واللّهو، ولكنهم وسّعوا دائرة عملهم وخرجوا من الأحلام في الغُرف المغلقة إلى الحياة اليومية في الشارع والمقهى والمسرح، باحثين عما يختفي وراء تلك المظاهر، محطمين الحواجز المرئيّة للوصول إلى غير المرئيّ.

 

واقتصر نشاطُهم في السنواتِ الخمس الأولى على هذه المظاهر لأن الوصول إلى الحياة، كما هي، أساس لكل عمل فنّي، وبعد ذلك تغدو الحياة هي الفن والفن هو الحياة، ويصبح الفن وسيلة للوصول إلى حياة أفضل.

 

ويعدُّ عام 1928م عام الإنجازات، فقد نشر بروتون (ناديا، والسريالية والفن التشكيليّ)، وصدرتْ مجلة (اللعبة الكبرى) التي ورد في إحدى مقالاتها: (سنبذل جهودنا دائماً وبكل قوانا في سبيل جميع الثورات الجديدة)، ولكن هذا العام شهد من ناحية ثانية تفكك الجماعة بسبب السياسة؛ فقد كانت الشيوعية المذهب السياسي الوحيد الذي ينسجم مع طموحاتهم، فعملوا في صفوفها منتظمين أو مؤيّدين، وراحوا يطالبون بإعلانٍ جديد لحقوق الإنسان، وبانتقال السلطة إلى أيدي البروليتاريا.

 

ثم بدأ الشقاق فقد أعلن (أراغون) انحيازه إلى الشيوعية في عام 1930م ورفْضَه للفروديدية التي وَصَفها بأنها معادية للثورة. وكتبَ مقالةً بعنوان (الجبهة الحمراء) اتُّهِمَ على أثرها بالتحريض على الاغتيال السياسيّ، ثم فُصل من الجماعة السريالية، وانسحب (بروتون) من الحزب الشيوعي مقتنعاً بأن السريالية لا يمكن أن تنسجم مع الشيوعية، وتكونت مجموعات جديدة أخذت تهاجمه.. لكنه استطاع نقل السريالية إلى عددٍ من أقطار أوربا والمكسيك والولايات المتحدة. واستأنفت نشاطها بعد الحرب العالمية الثانية وأبْدَت مواقفها اليسارية في قضايا الساعة مثل حرب فييتنام وثورة الجزائر وحركات الشباب في أمريكا وأوربا.

 

وفي عام 1966م توفي (بروتون) وبفقده توقَّفت الحركة السريالية رسميّاً، ولكن أفكارها واتجاهاتها استمّرت هنا وهناك، دون حاجة إلى مرجعٍ مركزي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- شكر
سومية - الجزائر 27-04-2016 02:54 PM

المقال جيد جدا جزاكم الله خيرا

2- شكر و تقدير
سيرين - الجزائر 08-10-2013 05:01 PM

أشكرك سيدي قحطان بيرقدار جزيل الشكر على هذا الموضوع الرائع الذي تتخلله إفاضة في البيان وإطناب في الشرح دون تعمق تائه,كما ونشكركم على لغتكم الراقية, شاكلتكم المنسقة وتقديمكم اللائق.

1- بوركتم
جهاد - الأردن 20-05-2010 02:48 PM

نشكركم على هذا المقال المفيد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة