• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

نقوط الأديبة (قصة قصيرة)

عبدالحميد ضحا


تاريخ الإضافة: 10/5/2010 ميلادي - 26/5/1431 هجري

الزيارات: 7142

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

♦ لا بد أن تعتزلي الرقص؛ كل الحوارات الإعلامية تسألني عنك وعن مهنتك، فارحميني يا أختاه!

♦ نعم! ومن أين نعيش؟!

♦ الجوائز التي تُمنح لي، ونشر مؤلفاتي يجعلنا نعيش عيشة كريمة.

♦ مؤلفاتك! أين مؤلفاتك؟! أنسيت نفسك؟!

♦ كل الدنيا تشيد بمؤلفاتي؛ هل تَغارين مني؟!

♦ أغار منك! إذن لنضع النقاط على الحروف، ونتذكر القصة من أولها.

 

سأحكي الحكاية من أولها ولا تقاطعيني؛ لأنك ساذجة ولا تفهمين أصول اللعبة.

 

كنتِ فاشلة في الدراسة، ورسبتِ كثيرًا حتى لم تستطيعي الحصول على الثانوية، وكنت ضعيفة في الإملاء والقراءة، حتى لكأنك في المرحلة الابتدائية، أتذكرين ذلك؟

♦ تنظر إليها بتعالٍ: دعكِ مما مضى، المهم من أنا الآن؟!


♦ وكنتِ تفكرين في الانتحار بسبب أنك لم تستطيعي التعايش مع ظروف زوج أمِّنا وتحرّشه بنا، ومستقبلنا السوداوي وأنه لن يطرق بابنا أحد للزواج بسبب فضائح العائلة الكريمة.

 

عندما فشلت محاولتك الانتحار، أشفقت عليك وقلتُ: أُخرجك مما أنت فيه، فأخذتك الكباريه.

 

♦ تنظر إليها سحر بتحدٍّ وتقول لها: ولكني رأيت مجتمعًا فاسدا، ولم أرضَ بعملك هذا الشائن.

♦ ولكنك رضيت بأسوأ منه!

 

♦ أن أصبح مفكِّرة أديبة أسوأ من راقصة؟! يا لضحالة تفكيرك!!

♦ دعيني أكمل الحكاية، وسترين أيّنا الأسوأ.

 

عرَّفتك في الكباريه على الأستاذ عباس، تعرفينه جيدًا: يكره كل شيء في الحياة، من في السماء ومن في الأرض، يبيع أباه بقرش، لا يفكر إلا في شهواته، مدمن خمر، لا يوجد في أهل الأرض من يحبه...إلى آخر مواصفاته التي خبرتِها.

 

♦ ولكنه صاحب أفضال علي، وهو الذي أوصلني إلى ما أنا فيه.

♦ الطيور على أشكالها تقع!

♦ المهم؛ تذكرين ما حدث؟ 

•  •  •  •  •

 

عباس جالس على البار، نظراته غريبة، يجول بها في كل اتجاه، جسمه نحيف، ومع ذلك كرشه عظيم، من ينظر إليه يوقن أنه يكره الحياة.

 

♦ كيف حالك يا أستاذ عباس؟

♦ "مثل أمس وأول أمس وأول أول أمس"، يترنح وهو يتكلم.

 

♦ ماذا فعلتَ في قضية الخلع التي رفعتها عليك البنت "سوسو"؟

♦ تأجلت؛ ولكن النتيجة معروفة، أخذت أموالي وستتنازل عن المهر – يضحك بصوت عال - وتخلع! كلهن سواء: سوسو ومن قبلها توتو إلخ إلخ، لو بيدي الأمر..

 

♦ ماذا كنت ستفعل؟

♦ كنت سأحرق كل النساء بالبنزين.

 

♦ أنت عدو المرأة إذن؛ ألا تخشى أن ينشر ذلك في الإعلام؟

♦ لا يستطيع أحد أن ينشر إلا ما أريد.

 

♦ واضح؛ فأنت أكبر نصير للمرأة في الإعلام.

♦ يضحك بصوت عال: نعم؛ أناصرها أن تتعرى، أن تمارس الشذوذ، أن تصبح حرة بعيدا عن سطوة الرجل.

 

♦ لماذا تحزن إذن من سوسو وهي تفعل ذلك؟

♦ يتكلم بأسى: أصبحت لا أدرك شيئا، الكل يظن أني لاعب كبير وفاهم قواعد اللعبة، ومعكن أصير لا شيء – ويترنح صائحًا -: إن كيدكن عظيم.

 

♦ أعرّفك بسحر أختي؛ أتيت بها لتعمل معي في الكباريه.

♦ ينظر إليها متأملاً: ولكن واضح أنها ساذجة ولا تعرف شيئًا، ألم تذهب للجامعة؟


♦ نعم، لم تذهب للجامعة، ولم تحصل على شهادة.

♦ هل تعرف القراءة والكتابة؟

♦ ضعيفة؛ يعني تفك الخط.

 

♦ يترنح وهو جالس: سحر، لقد أشفقت عليك، سأعمل لك خدمة لن تنسيها، ولوجه الله.

♦ نعم! أنت تفعل شيئًا لوجه الله؟!! تجيب هيام.

 

♦ أقصد (يضحك بصوت عال) لوجه الكباريه أو... لوجه الشيطان!!

دعك من الكباريهات، سأجعلك أديبة وروائية وشاعرة كبيرة، تملأ صورك وسائل الإعلام.

 

♦ تضحك هيام بسخرية: يا أستاذ عباس، أنت أثقلت في الشراب!

- لا لا، أنا أعي ما أقول.

اجلسي يا سحر.

•  •  •  •  •

  

 ♦ أتذكرين ماذا قال لك؟

♦ سحر، اكتبي أي شيء؛ ولكن بشرط أن يكون فيه العناصر التي سأذكرها لك.

 

♦ ولكن، أنا لا أحسن الكتابة يا أستاذ.

♦ لا عليك، اكتبي ما تستطيعين، وأنا سأعطيه لمن يضبطه.

 

♦ وما هي العناصر يا أستاذ؟

♦ رقم واحد: الشذوذ والجنس، هل مارست الشذوذ؟


♦ تنظر للأرض ولا تجيب.

♦ رُدِّي.

♦ لا يا أستاذ.

 

♦ يلزم أن تمارسيه وتكتبي مشاعرك، بشرط أن تكون مغرية، ويا حبذا لو معك أخريات - ويتجه بالحديث إلى هيام -: علِّميها يا هيام.

 

رقم اثنان: اضطهاد المرأة، والمجتمع الذكوري، وأن الإسلام يضطهد المرأة ويجعلها ناقصة عقل ودين إلى آخره.

♦ لست أفهم هذه النقطة يا أستاذ.

♦ واضح أنك عديمة الثقافة، ليست مشكلة؛ سأعطيك كتابًا تقرئينه، وتكتبين على نسق الأفكار التي فيه.

 

♦ أنا ضعيفة في القراءة يا أستاذ!

♦ يا نهار أسود!! عمومًا انقلي الذي فيه ونحن نغيّر في الكلمات والأسلوب.

 

لن أكمل لأنك لن تفهمي بقية العناصر، سأساعدك في الرواية الأولى، وبعد ذلك تنقلين ما فيها إلى الروايات الأخرى مع تغيير الأشخاص، فهمت؟

♦ فهمت يا أستاذ.

 

♦ ومن يرضى أن ينشر هذا ال...؟ تسأل هيام.

♦ هذا دوري، وبعد ذلك ستجدين النقوط، أقصد الجوائز تنهمر عليك من كل الدنيا يا أديبة المستقبل.

 وترتفع ضحكته مترنحًا حتى يسقط على الأرض.

•  •  •  •  •

 

فهمت اللعبة يا أديبة سحر؟!

أنا كلما تعرّيتُ من الملابس وأنا أرقص ينهمر عليَّ النقوط من الزبائن، وأنت كلما تعريت من القيم والأخلاق والدين ينهمر عليك النقوط – كما قال عباس – من كل الدنيا.

 

غير أنني أتمنى أن أجد يومًا رجلا يسترني وأتوب، أما أنت فيوم توبتك هو يوم نهايتك.

 

عرفت الفرق بيننا يا أديبة الشذوذ والجنس؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- الحقيقة
وليد السرساوى - Egypt 15-05-2010 11:56 PM

يا سلام على التشبيه الدقيق

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة