• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

إني أتألم وأتعلم

حسنية تدركيت


تاريخ الإضافة: 29/4/2010 ميلادي - 15/5/1431 هجري

الزيارات: 11127

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

همستْ إليَّ بصوتٍ حزين: وماذا بعد الألَم إلاَّ الصَّمت والتَّرقُّب؟!


لِلحظات أخذني فِكْرُها الشَّارد إلى عالم البحْثِ والتقصِّي عن أسبابٍ تَجعلنا نفقد الأمل، وكأنَّني جُرِّدتُ من قدرتي على أن أكبح جِماح هذا المارد السَّاكن في نظراتِها، وهي تتأمَّلُني تنتظر الخلاصَ ولو بكلمة، يأس قاتل كشَّر عن أنيابٍ كلُّها خوفٌ وقلق كي ينهش ما تبقَّى لديْها من أمل.

 

بداخلي استِعْراض جميل لكمٍّ هائل من النَّصائح، من كتاب الله وسنَّة رسولِه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - تتردَّد على طرف شفتي، لا أجرُؤُ على أن أرفع صوتي بها, شيءٌ ما يقرعني وينبري يسأل:

الآن تُبْدين النَّصائح فإذا ما انتابَك همٌّ وضعْتِ اليدَ تَحتَ الخدّ، تسندين بها رأسًا مُثْقلا بالهموم والأحزان، تُنصتين إلى نبْضٍ مُثْخن بالجراح مستَسْلِمة تنتظرينَ أن تمرَّ الأزمة بدون سعْيٍ منك ولا جهد.

 

كم مرَّةٍ طوَّحت بك الأماني شرقًا وغربًا، وإذا ما صُدمتِ بالواقع عُدْتِ خاوية الوفاض تَبكين على الأطلال!

 

لَم يطرأ على بالِك يومًا أن تترُكي لدموعِك العنان، ولرُوحك الحرّيَّة في أن تسبح في أنوار ربَّانيَّة، تأخُذين طاقتك على الصَّبر من بعض السَّجدات، وبعض من الدّموع المسْكوبة في محراب العبوديَّة, لو أنَّك تفعلين فتتحرَّرين من القيود!

 

كم أسهرتِ ليلَك بالبعد عن الله، وأضجرْتِ نَهارَك بالتملُّص من الواقع والاستِغْراق في الأحلام التي تهدم ولا تبني, لا مناص من أن تعْترفي الآن أنَّه شتَّان بين العلم والعمل!

 

وكأنَّني أنظر إلى عطشان يرتجي من السَّراب أن يروي غُلَّته، وينعش قلبه بماء عذب زلال، كيف للماء أن يصل فاهُ وهو مقيد اليديْن؟!

 

يا أخيَّة:

كم فتح سؤالُك من آفاق للتدبُّر والتَّأمُّل! كم جعلني أتعرَّف أكثرَ على خبايا نفسي وسراديبها المغْلقة، فيها روغان وفرار من الحقيقة, حقيقة أنَّنا لا نستغلّ هذه النعم الَّتي منَّ بها الله علينا.

 

هذا العِلْم الغزير الَّذي فتحت أبوابُه عليْنا صوتًا وصورة، متى نستفيد منْه ونشمُّ عبيرَه؟ أم سيظلُّ حبيسَ الكتُب سجين الصُّدور؛ فقط كي نتباهى به في المجالس؟


كم نحتاج إلى وقفةٍ جادَّة مع أنفُسنا، فلن ننتفع بالعلم إلاَّ إذا رافقه عمل، وعْي يعقبه سعْي ثمَّ ثبات على الدَّرب حتَّى النّهاية بالدُّعاء والرَّجاء.

 

وكم نفتقد - يا أخيَّة - إلى الاقتداء بأمَّهاتِنا المؤْمِنات، اللَّواتي زيَّنَّ الدّنيا بأخلاقهنَّ الرَّاقية، فخلَّد الله ذِكْرَهنَّ في محكم كتابه إلى يوم الدّين.


سؤالك أيقظ الحسَّ الدَّفين بالتَّقصير والحاجة إلى التَّغيير، فكم تضجّ مكتباتُنا وأجهِزتنا وهواتفُنا بالأذْكار والأدْعية والآيات! وكم تفتقِد قلوبُنا أن تتمعَّن فيها وتنعم بها!

 

ألَم موجع للتَّوّ بدأ يمزِّق كياني، واستكانة آنية لتغريدة عصفور ذكَّرتني بالله - سبحانه وتعالى.

 

كلّ شيء يؤجّج نار شوقي إلى الاقتِراب، فقد طال النَّوى وقست القلوب، وبعدت بيْننا وبين أسلافنا الشُّقَّة.

 

شيء ما يصرخ عاليًا بداخلي: إنّي أتألَّم!

 

أتجرَّع الألم قطرة قطرة، ويتغلغل مع مسامّ الجلد مع كلّ نسمة هواء, وتكبر حيرتي وسؤالي: أهذا حال مَن يؤمن بالله إيمانًا راسخًا؟!

 

أمِن عرَضٍ زائلٍ يكتسحنا الحزنُ والهمُّ والغمّ، ثمَّ نبتعِد وواسع الرَّحمات أبوابُه المشرعة تضمُّ كلَّ الحائرين؟!

 

ويتملْمل الجواب يهرب يفرّ من مواجهة الحقيقة, مرآة الحقّ تكشف الكامن في الأعماق.

 

أيا أختاه الغالية:

إن حُرِمت من الزَّوج والولد، فكوني واثقة من أنَّ الله لن يضيِّعَك ولن يخْذُلك إن أنتِ صبرْتِ واحتسبْتِ، ثمَّ بالله استعنتِ وطرقْتِ بابَه - سبحانه وتعالى.

 

كونِي التَّقيَّة النَّقيَّة الشَّامخة، بِحالها تذكّر كلَّ مَن زلَّت قدَمُه في بحر الهمّ والغمّ.

 

"إذًا لن يضيّعنا"، قالتْها أمُّنا هاجر المؤمنة الصَّابرة، فأدركتِ السَّعادة في الدّنيا والآخرة، والرفعة والسمو، وما جعلتها مؤمنةٌ بالله شعارًا لها وحالاً ومقالاً إلاَّ كفاها اللهُ ما همَّها، وفرَّج عنها وعوَّضها خيرًا ممَّا أخذ منها.

 

أخيتي الحزينة:

الَّتي كبلها الهمّ وأقعدها عن التَّسابُق إلى جنَّات عرضها السَّموات والأرض، هلمّي إلى جنات نتنسَّم ريحَها هنا وننعم بها هناك، في مقعد صِدْق عند مليك مقتدِر.

 

ومثَلُك ومثَلي كمن قال الله فيهم، كي يذكّرهم بأنَّ الدّنيا ما هي إلاَّ مرحلة قصيرة جدًّا، اسمعي وعِي وتذكَّري قولَه - سبحانه وتعالى -: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الأحقاف: 35].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
6- فكر نير أصيل
عبدالرحيم برهيش - بلد الاقامة (الكويت) - البلد الأم (المغرب) 15-01-2013 12:25 PM

بارك الله فيك وفي فكرك النير الأصيل..
كلمات.. سطور.. فقرات.. تنبع من قلب مؤمن خالص لوجهه الكريم.. تُكْتَبُ بقلم راقٍ صادق..

5- إني أتألم وأتعلم!
ياقوت - الأردن 23-11-2012 03:00 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وصفت ما نشعر به في حياتنا وحقا لا أجد لما نمر به في بعض الأوقات كلمات تصف ما بداخلنا إلا عنوانك البليغ "إن أتألم وأتعلم" أشعر أني أقف أمام الحياة وهي تصفعني كفوفا في كل كف درس أتعلمه لا أنساه,,,
لكن مع قمة الألم والضيق "الحمد لله" إن قلناها في ذلك الوقت من أعماقنا سنشعر أنها خرجت صادقة كفيلة بأن تزيح الهم وتدفع العبرة من أعيننا

صدقت في كل ما قلتيه فحري بنا أن نسكب دمعات ونسجد سجدات لله كي يبدل همنا وغمنا فرحاً

نفع الله بك وكتب لك الأجر

4- أريج الايمان
محمد خليل (مستشار قانونى ) - مصر 01-09-2010 05:56 AM

مقاله رفيعة المستوى لغة مع فكر عميق يغوص لنهاية المدى فى المعضلات وطرحا ذكيا لما ينتابنا من حيرة أمام بعض ما نكابده منها مع تشبث بكل قوه بالفضيله والمعتقد دونما قفز على مأساةالحقيقه،،، لك كل تقديرى وانبهارى بالمستوى الراقى لهذا العقل الذى حباك الله به

3- ويبقى الأمل والرجاء في الله وحده
amine - المغرب 09-07-2010 03:08 PM

بارك الله فيكم
أثلجتم الصدر
كلمات صادقة وجد مؤثرة
تحية للكاتبة الرشيدة

2- أحسنت
محمد علي الخطيب 03-06-2010 07:51 PM

أحسنت أحسن الله إليك، وبارك في قلمك ومداده، وننتظر منك مزيد ..
حروف مضيئة وكلمات صادقة تنبع من القلب يرى القارئ فيها صدق صاحبها وحرارة قلبه وقلمه

1- أحسنتم وأجدتم
سالم - السعودية 01-05-2010 01:57 PM

أحسنتم وأجدتم بارك الله فيكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة