• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حديث النفس

ضياء محمد فتحي


تاريخ الإضافة: 21/4/2010 ميلادي - 7/5/1431 هجري

الزيارات: 8806

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان شابًّا يقضي كلَّ ليلِه مع النساء والكأس، ويعودُ إلى داره بعد أن تخالط ظلمة الليل بياض الفجر.

 

أبوه من أغنى التجار؛ لذا لم يكن ينقصه المال لينفقه على كلِّ ما تشتهيه النفس، وكان ليس له صديق يحدثه، فخطرت له خاطرة: أن يحدِّث هو نفسه، وتتحدَّث هي معه، كان ذلك شيئًا غريبًا، وعند الناس لا مفهومًا ولا معقولاً، لكن كلَّ ذلك لا يهم؛ لأنه سرٌّ بينه وبين نفسه، ولن يبوح هو به، إلا إذا باحت هي.

 

وكان الشاب له نفسان، الأولى تأمره بالسوء، والأخرى لوَّامة تعاتبه، وعندما هبط الليل، قالت له نفسه الأمَّارة بالسوء: "هيَّا بنا هيَّا إلى اللهو واللعب، الأمس قد ولَّى، أما زلتَ في التعب؟! ألم يغلبك الشوق لحاملة الكأس؟! ألم تشتاق عينك لها والرقص؟! فردَّ عليها قائلاً: "يا نفس أمَّارة بالسوء، ما أنا إلا ضعيف لا يملك أن تتركيني أو تتركي داءَك، فما عُدتُ أعرف لكِ دواءً، وردت عليه نفسه الأمَّارة تقول: "أتضيّع منك دنياك والمتعة تملأ أرضك؟! أتترك أرضك وغناك؟! عُد اليوم يومك".

 

وقالت أيضًا: "إن أعجبتك جميلة وناديتها، تأتيك حتمًا، انظر إلى نفسك، لك منزلة وقدرٌ"، ولما سمع الشاب قول نفسه، أصابه منها ما أصابه، ومشى إلى أن بلغ مكانه، وتوسَّط السكارى المتمايلة أجسادهم، والنساء المتكشفة صدورهن وظهورهن، وبحث له عن مكان يقعد فيه، فأخلت له فاتنة من الأرض مكانًا، كانت تعرفه ويعرفها، وأشارت له: أن اجلس يا سيدي، وكن مَرْضِي، ثم استأذنته أن تذهب؛ لتحضر الشراب، فأذن لها، وحينها حدثته نفسه اللوَّامة، وقالت: "لماذا يضيع العمر منك كأنه ما كان؟! هل راح منك عقلك يا صاحِ؟".

 

فقال لها: أنا بشر ضعيف، أبي آدم وأمي حواء، لعلَّ معصيتي قَدَرٌ، أو أن هذا ابتلاءٌ"، وفي هذا الوقت تدخَّلت نفسه الأمَّارة، وقالت: "نعم، نعم، أنت محقٌّ، دعك من ذلك اللوم، فأنت حقًّا تستحق كونك سيد القوم"، وهكذا أخذت تمجده وتعلي من شأنه لا لشيء سوى مبتغاها، فتجاوب الشاب معها وأبدى اقتناعه، فغضبت نفسه اللوَّامة.

 

وقالت: "قل للمتشيطن تشيطن، تشيطن؛ فلقد شطرت نفسك بالشط شطرين، فلا عُدتَ تدري هل أنت عبدٌ أو ملكت بقبضتك كل عين"، فتأثر الشاب من قولها، وبكت عينه، ولما سألته نفسه اللوَّامة عن سبب البكاء.

 

قال: "قد ضاع عمري، فلا تسأليني لِمَ أبكي، أنا كنت طفلاً كنت ألهو وألعب، وما كان لي أن أعاني وأتعب".

 

قالت نفسه اللوَّامة: "لا، أنت مازلت شابًّا تملك الدنيا وتقدر"، فطلب الشاب أن تزيده بذكر ما يعظه، فقالت: "انظر إلى الفاتنة والفتى حين قالت: هيت لك، هل قال مثل البعض حين يظن ألا ثالثًا؟ هل قال اليوم يومي ولا أحد يراني؟".

 

ولما انتهى كلامها، قام الشاب منتفضًا، وكأنه يزيل غبارًا قد التصق به، وترك المكان متوجِّهًا إلى الخارج، فنادته نفسه الأمَّارة، قالت: "عُد، عُد، لم لا تَعُد؟ لم لا تفي بما قد وعدت؟".

 

فقال لها: "اذهبي؛ إنك نفس ذؤوب، ولو كنتِ جسدًا لمزقته، وقد آن لي أن أتوب"، ولما عاد الشاب إلى بيته، أحاطه شعورٌ غريبٌ، كان هادئًا إلى درجة كبيرة، ومطمئنًا إلى أبعد الحدود، فسمع صوتًا هادئًا رقيقًا يقول له: "مرحبًا بك يا أخي، يا خير جسدٍ يحتويني" قال لها: "مَن أنتِ أيتها النفس؟ أخبريني"، فقالت: "أنا النفس المطمئنة، اطمئن وابتسم؛ ستزول عنك المشقَّة إن صدقت ربَّك في التوبة والإنابة والندم".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- رائع
soha abdulrahman fattah - المملكة العربية السعودية 24-06-2011 06:07 PM

أعجبني جدا

3- شكر
ضياء محمد فتحي - مصر 19-09-2010 04:13 AM

أشكركم ..

2- بارك الله فيك
رأفت المصري - مصر 07-05-2010 02:45 PM

بارك الله فيك أخى الفاضل و أثابك عن عملك خير
إسمح لى أن أحيي فيك موهبتك الجميله وتوظيفها الأجمل
أعانك الله و إيانا على الطاعه وكل الخير

1- أحسنتم وأجدتم
سعد - السعودية 22-04-2010 04:41 PM

أحسنتم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة