• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية

البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
د. أيمن أبو مصطفى


تاريخ الإضافة: 11/5/2025 ميلادي - 13/11/1446 هجري

الزيارات: 236

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية

 

لا شكَّ أن الإنسان يتوسل كل ما يمكنه من أداء غاياته ومقاصده من خلال القول، فقد يتخذ الخطاب الجاد، وقد يتوسل الخطاب الهزليَّ، ولا يمكن أن يكون الخطاب آنذاك فارغًا من مضمون حجاجيٍّ تداولي، ومن الخطابات التي تتخذ طابعًا هزليًّا النكتةُ.

 

وقد قامت حول هذا الخطاب دراسات متنوعة توقفت عند السخرية أو عند مرادفاتها؛ مثل: "المفارقة في القص العربي المعاصر" لسيزا قاسم، و"المفارقة" لنبيلة إبراهيم، و"في الأدب الإسباني؛ السخريات في روايات بابيستير" لعبدالفتاح عوض، و"بلاغة السخرية الأدبية" لمحمد العمري، و"المفارقة القرآنية" لمحمد العبد.

 

فالنكتة أحد الأساليب اللغوية الذكية التي يعتمدها المبدع لعرض قضيته، فقد يستخدمها في تعرية إنسان أو مجتمع كامل، وهي مصطلح متداخل مع (السخرية والمفارقة والهجاء)، ولا يمكن أن تكون مجرد أداة للفكاهة والتندُّر، بل هي ذات أبعاد حِجاجية إقناعية.

 

فهي ذات أبعاد تداولية متنوعة:

فقد تحمل بُعدًا فكاهيًّا خالصًا، يُراد منها أن تُضحك وتُمتع، وقد يكون لها من يتكسب من ورائها، كما يحدث في المسارح التي تعتمد على إلقاء النكتة.

 

وقد تحمل بُعدًا سياسيًّا، فتكون وسيلة للحاكم والمحكوم، فالحاكم يستطيع من خلالها:

• إلهاء شعبه عن قضايا أساسية.

 

• تحقيق مصالح عن طريق التمهيد لها من خلال النكات.

 

• النَّيل من الخصوم.

 

• تفريغ الطاقات، والسماح للآراء المخالفة بالظهور في شكل غير جادٍّ، مما يجعلها غير مؤثرة.

 

والمحكوم يتخذها وسيلة:

• للمراوغة والإفلات من قبضة القانون، وهي إحدى وسائل بلاغة المقموعين.

 

• النَّيل من الحاكم.

 

• تحقيق مصالح عن طريق إبداء الرأي دون تصريح.

 

• الانفكاك والهروب من واقع مؤلمٍ، فتكثُر النكتة حينما يستبد الحاكم، وتنتشر الفكاهة محاولةً للهروب من ذلك الواقع؛ يقول فرويد: "النكتة تمثل آلية دفاعية للتفريغ والتنفيس عن المكبوتات"، ويقول ابن خلدون: "إذا رأيت الناس تُكثر الكلام المضحك وقت الكوارث، فاعلم أن الفقر قد أطبق عليهم"، ويقول الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون: "النكتة هي محاولة قهر القهر، وهتاف الصامتين".

 

فهي تهدف إلى "إصلاح المجتمع وتطويره من خلال إثارة الضحكات أو الابتسامات على أقل تقدير، وذلك باستخدام أية أداةٍ متاحة"[1]، ومن خلالها يمكن "تقويم الحكَّام وهدايتهم سواء السبيل، أو تقويم المجتمع وعلاج أمراضه، أو الثأر من الأقوياء والجبارين؛ لأن الناس لا يستطيعون – أحيانًا – أن ينالوا من حكَّامهم بالأسلوب الجدي؛ مخافةَ البطش أو التنكيل والعقاب"[2].

 

والنكتة تحقق نجاحها من خلال عنصَري:

• المفاجأة، فأنت تتوقع أن يسير الكلام سيرًا ما، وتتوقع أن يكون ذا قصد جادٍّ، لكنك تجد أن المتكلم انحرف بك، فاستخدم اللفظة في غير ما تتوقعه، مما يدفع المتلقي للضحك.

 

• المفارقة بين ما يظهر من مظهرك أثناء النطق، والكلام نفسه، فأحيانًا يكون وجهه عابسًا، وكلامه يحملك على الضحك، فيكون الضحك ناتجًا لإدراك التعارض الواضح بين أمرٍ مألوف وحقيقة غير متوقعة.

 

وكذلك مخالفة السياق، كأن تقول للمسيء: (أحسنت)، أو بتغيير المعنى في آخر الجملة، كأن تقول: "قد كان لاعبًا رائعًا أحرز ثلاثة أهداف في فريقه".

 

ولذلك؛ فإننا نستطيع من خلال نكات مجتمع ما أن نعرف الظروف النفسية والسياسية، والاقتصادية والاجتماعية لهذا المجتمع.

 

مع ملاحظة أن النكتة هي الأخرى يمكن أن تكون خداعًا قوليًّا، فيقصد بها المتكلم تمريرَ أمرٍ ما، أو تزييف حقيقة، أو تحقير عظيم، أو تعظيم حقيرٍ؛ لذلك فإني أرى أن موضوع "فن النكتة" موضوع مهمٌّ وخطير، يقع بين دوائر معرفية متنوعة، مما يجعله صالحًا للدراسة النفسية والاجتماعية والأدبية.



[1] نبيل راغب: الأدب الساخر، ص19.

[2] أحمد الحوفي: الفكاهة في الأدب، 2 /93.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة