• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

صدمة (قصة قصيرة)

صدمة (قصة قصيرة)
جواد عامر


تاريخ الإضافة: 28/7/2024 ميلادي - 22/1/1446 هجري

الزيارات: 947

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صدمة


ما زال يلهث ككلبٍ هزيل طارده الصبية بالحجارة، سيارات لا تتوقف، حركة الغادين والرائحين، ارتفاع الطوابق وتشابه البنايات، الرصيف يبدو وكأنه يسير معه، لأول مرة ينزل "مجيد" مدينة كبيرة في حياته، رجل بدوي يرتدي جلبابًا صوفيًّا يخفي داخله جسمًا ضخمَ الجثة، يتصبَّب عرقًا من فرط الحركة، جاء باحثًا عن أخ له من الرضاعة أخبر أنه عاد من مهجره ليستقر في مدينة الدار البيضاء، أوصَتْهُ والدته به خيرًا، رغم قطعه صلةَ الرحم لسنوات طوال، كانت "يطو" تُمنِّي النفس بلُقياه بعد غياب طال في أرض الغربة، لكنها قضت نَحْبَها دون أن ترى ذلك الصبي الذي أرضعته شهورًا بعدما توفيت أمه بسبب مرض عضال، استقل ناقلة من بلدة تسمى "القْصيبَه"، الأضواء المتوهجة تلوح من بعيد وهو واقف في الطريق يحمل كيسًا به بيض ودجاجة وشيء من زبد، كانت زوجته "فاطْمَة" قد هيأته من قبل، أزيز محرك يمزق السكون يزداد ضجة كلما اقتربت الناقلة من الرصيف؛ حيث يقف "مجيد" وبعض من الركاب من أبناء الدوَّار...

 

محطة ضجة بالمرتادين، استقل سيارة أجرة بشق الأنفس، زحام يخنق الأنفاس، زجاج السائق وحده نصف مفتوح، "مجيد" يحرك يده طلبًا للتهوية، جثته الضخمة لا تعينه على الجلوس بارتياح بجانب شابٍّ وسيم تفوح منه رائحة عطر ذكيٍّ، وامرأة بدينة استحوذت على نصف المكان برفقة طفلة في الخامسة، وأيًّا ما كان الأمر فقُفَّته ودجاجته كانت مشكلة، لحسن حظه أن السائق أوجد للقفة مكانًا في سقف التاكسي...

 

نزل "مجيد" قرب عمارة سكنية، إنها هي "إقامة الياسمين"، حارس في بابها أسمر البشرة، قوي البنية، أشار إليه قائلًا: أنت عمن تبحث؟ فرد "مجيد": رجل في الخمسين يُدعى "مرادًا"، فقال الحارس: هل تعرفه؟ فقال: إنه أخ لي.

 

فقال الحارس باستغراب: "مراد يسكن في الطابق الأول، الشقة 2، لكنه يعيش وحده، ولم يسبق له أن أخبرني أن له أخًا"... استرق "مجيد" نظراتٍ خاطفة إلى مدخل العمارة، فرأى رجلًا ببذلة زرقاء يحمل حقيبة جلدية في يده وهو ينظر إليه، فقال: "إنه هو أخي مراد"، ابتعد مراد كمن رأى شبحًا أمامه، وصرف وجهه عن الغريب وقال: "إياك أن تسمح لهذا البدوي مرة أخرى بالوقوف هنا".

 

لم يستوعب "مجيد" الكلمات الجارحة التي التقطها مسمعه... حمل قفته ونظر إلى دجاجته التي أصدرت صوتًا كأنما تحثه على الاستجابة، والعودة إلى الريف؛ حيث الطباعُ الصافية، والإخاء بين الكل وَسْمٌ طبعه الله في فطرة أبناء الريف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة