• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / مع الكُتاب


علامة باركود

الشيخ الطنطاوي في عرفات

خاص شبكة الألوكة

المصدر: من نفحات الحرم/ للشيخ علي الطنطاوي. دمشق، دار الفكر، 1400هـ. ص 56 – 58.

تاريخ الإضافة: 18/12/2007 ميلادي - 8/12/1428 هجري

الزيارات: 11515

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
قبل أيام، عشنا مع الشيخ علي الطنطاوي -يرحمه الله- في الصحراء التي أحَبَّها كثيراً، في كتابه "مِنْ نفحات الحَرَم"..

واليوم، يحدّثنا الشيخ الأديب مِن عرفات..

عن آثار ذلك المشهد الإيماني العجيب، وعن أهمية ذلك التجمّع الإسلامي المَهيب، قائلاً:
وعرفات، إنها لن ترى عينُ البشر مَشهدًا آخَرَ مثله، هيهاتَ ما في الدنيا ثانٍ لهذا المشهد العَظيم، ولقد يجتمع في المعارض والألعاب الأولمبية، واحتفالات التتويج في بلاد الغرب حُشود من الناس وحشود؛ ولكن شتانَ ما بين الفريقينِ، أولئك جاؤوا للمتعة والفرجة والتجارة، وحملوا معهم دُنْياهم، وقصدوا بَلدًا زاخرًا بأسباب اللذة والتَّسلية، وهؤلاء خَلَّوْا دنياهم وراء ظُهُورهم، ونزعوها عن أجسادهم ومِنْ قلوبهم، وقصدوا بلدًا قَفْرًا مُجْدِبًا، صحراءَ ما فيها ظلٌّ، ولا ماء، لا يريدون إلا وَجْه الله.

مَشهدٌ لو كان يَجوز أن يشهده غير مسلم لاقْتَرَحْتُ أن تجعله هيئة الأمم المتحدة عيدها الأكبر، إذْ هنا أُعْلِنَتْ حقوق الإنسان، لا كما أُعْلِنَتْ في الثورة الفرنسية، ولا كميثاق الأطلنطي الذي كتب على الماء، أعلنت قبل ذلك بأكثر من ألف سنة، وطُبّقَتْ حقيقةً يوم قام سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، فأعْلَن الحرية، والمساواة، وحُرْمة الدماء، والمساكن، ووصّى بالنساء، وقَرّر لهن من ذلك اليوم الاستقلال الشخصي والمالي، مع أنَّ أكثر قوانين الأرض المدنية، لا تقر للمتزوجة في أموالها هذا الحق، وكان هذا المشهد في كل سَنة دليلاً قائمًا يَمْلأ عُيون البشر وأسماعهم على أن ما قرَّرَه محمدٌ قد طُبّقَ أكمل التطبيق.

مشهد يهدم الفروق كلها
، فروق الطبقات، وفروق الألوان، وفروق الأجناس، الناس كلهم إخوة لا ميزة لأحد على أحد إلا بالعمل الصالح، وإذا كان اللباس الرسمي في الحفلات والمواقف الرسمية ما تعرفون، فاللباس الرسمي هنا قطعتان من قماش فقط، لا خياطة، ولا أناقة، ولا زخرف، ولا يفترق في هذا المقام أكبرُ مَلِك عن أصغر شَحَّاذ.
إنه مشهد عجيب، إنه أُعْجُوبة الأعاجيب.

عشرات وعشرات من آلاف الخيام، تحتها أقوام من كل بُقْعة في الأرض، لا يجمعهم لون، ولا لسان، ولا بلد؛ ولكنهم لا يقفون ساعة حتى يحسّ كلٌّ أنه أخٌ للآخر، أعزُّ عليه من أخيه لأمه وأبيه، إخوان وحَّدتْهُمُ العقيدة، ووحدتهم القبلة، وربما عادى الأخ أخاه حقيقة إن لم يكن دينه من دينه، ومذهبه من مذهبه؛ لأن أُخُوَّةَ الدين والمذهب أقوى من أخوة النسب.
إنهم يَضِجُّون بكل لغة، يهتفون جميعًا، لبيك اللهم لبيك، لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك، دَعَوْتَنَا فجئنا من أقاصي الدنيا، لم تمنعْنا الجبال، ولا القِفار، ولا البحار، ولم يُمسكنا حُبُّ الأهل والولد، دَعَوْتَنَا إلى القرآن لا قراءةً وترنيمًا وتغييبًا؛ بل عملاً وتطبيقًا، فقلنا: لبيك اللهم لبيك، دَعَوْتَنَا إلى العِزَّةِ والوَحْدَةِ والصدق في القول والعمل، فقلنا: لبيك اللهم لبيك، دَعَوْتَنَا إلى الجهاد، جهاد النفس، وجهاد الكافرين فقلنا: لبيك اللهم لبيك.
لبيك اللهم لبيك، لبيك إن الحمد لك، والملك لا شريك لك.

إن الحج هو الدَّوْرَةُ التدريبية الكبرى، التي تقوي الأجسام والأَرْوَاح، التي تُربِّي الأجساد والقلوب، التي تعد للحق جيشًا جُنده مُتمرِّسُون بالشدائد، حَمّالُون للمَصاعِب، سامُون بأرواحهم إلى حيث لا تستطيع أن تبلغ مداه روحٌ.
إن الحج عَيْشٌ في تاريخ المَجْد في سيرة الرسول، في سماء الإيمان، إنه النهر الذي يغسل أَوْضَار الناس، إنه الرئة التي تُصفِّي الدم، وتَردُّه أحمرَ نظيفًا مملوءًا بالصحة والحياة.

إنه المؤتمر الإسلامي الأكبر.
أسأل الله أن يكتبه لمن لم يَنعم به منكم، وأن يجعل لي ولمن حج مَعادًا إليه..
وأن يبارك لكم في عيدكم، ويُوَفِّقُكم فيه إلى كل ما يُرْضِيهِ.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- ثناء
أبو عمرو - الكويت 30-11-2008 11:46 PM
لا عجب أن يخط يراع هذه القمة الشامخة هذه اللوحة الإيمانية الرائعة فجزاه الله خير الجزاء وجمعنا معه تحت لواء سيد الرسل عليه أزكى صلاة وسلام
4- الشيخ علي الطنطاوي عليه رحمة الله
قصي علي الدليمي - العراق /الانبار //الخالدية 26-12-2007 09:32 PM
رحم الله الشيخ علي الطنطاوي فقد اجاد القول واحسن العبارة فكلامه كأنه درر . والله اسأل ان يرزقنا زيارة بيته الحرام ومدينة سيد الانام سيدنا محمد ( عليه الصلاة والسلام )
3- يرحمه الله
D.AMIN - السعودية 23-12-2007 09:21 PM
أسألله العلي القديير أن يمتعنا بالاجتماع به في جنات الخلد ، والفردوس الأعلى كما متعنا بعلمه وأسلوبه الدعوي المميز في الدنيا ، وأن يجري له أجر عمله إلى يوم الدين ، وأن لا يحرمنا ذلك الأجر إنه سميع قريب مجيب.
2- Tantawee
Baker - Palestine 23-12-2007 05:38 AM
Allah bless his soul.Actually, he was one of the best.
Allah Yerhamoo
1- اللهم اغفر له وارحمه
عمار - sa 18-12-2007 04:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
رحم الله شيخنا الغالي وأسكنه فسيح الجنان فلقد كان على ثغر من ثغور الاسلام حيث تنكف عنه حينها الكثير ، ولكن ثبت لنا بعد ذلك بعد نظر الشيخ فرحمه الله رحمة واسعه فلقد كان من أوائل الدعاة الذين دخلوا ميدان الاعلام الاسلامي الهادف الصحيح .
يذهب الأشخاص ويبقى الذكر الحسن .
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة