• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

في وداع الحبيبة الغالية

في وداع الحبيبة الغالية
د. أحمد الحندودي


تاريخ الإضافة: 31/1/2024 ميلادي - 20/7/1445 هجري

الزيارات: 2108

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في وداع الحبيبة الغالية

 

تُوفِّيَتْ نورُ عيني، أختي الغالية؛ عزيزة بنت علي الحندودي رحمها الله، صبيحة الأول من يناير 2024، بعد معاناة قصيرة مع المرض، ارتقت روحها الطاهرة إلى بارئها، وحَظِيَ جسدها المنهَك بتشْيِيعٍ مَهِيبٍ وحزين، وورَّى جسدَها الثَّرى.


تأملت وجهها الناصع بياضًا وهي في كفنها، في مغسلة الموتى، فقبَّلت جبينها، وما تألمت لتقبيلٍ بقدر ألمي بأنها القُبلة الأخيرة لجبينِ فقيدتي، التي انحنيت فيها توديعًا لها، أحسست بلحظة انكسار لم أعِشْها طوال حياتي - إلا عندما فقدت والدي ورفيق دربي أخي وحبيبي د. عبدالله الشهراني - تحجَّرت الدموع في عيني، تاركة لوعةً لا تُوصَف، وحُرقةً تعتصر القلوب، ستبقى ترافقني ما دمت حيًّا؛ فقد كانت حبيبتي وقرة عيني صابرة محتسبة لا تشكو ما تعانيه من أوجاع لأقرب الناس إليها، وتُردِّد: "الحمد لله أنا بخير، عشت سنوات طويلة متقلبة في صحة وعافية ونِعَمٍ تَتْرى، أفلا أصبر وأحمَد الله على هذا المرض؟" بل كانت لا تكل ولا تَمَلُّ من ترديد: لا حول ولا قوة إلا بالله.


رحلت عزيزة قلبي، ونور عيني، وقد كانت طوال حياتها زاهدةً في مُتَعِ الدنيا، ركلت الدنيا وزينتها الزائفة، فلم تكن مُحِبَّةً للسفر والخروج للأسواق واتباع الموضات، وأقبلت على القرآن الكريم حفظًا وتدبُّرًا، حتى أتمَّتْهُ عن ظهر قلب، ولم يعلم بذلك إلا أختي الكبرى؛ لكونها كانت رفيقتها في الحفظ والتدبر.


كانت مَدرسةً في حُسْنِ الخُلُقِ، مدرسة في الصبر، مدرسة في حسن التبعُّل للزوج، مدرسة في العفو والصفح، سليمة الصدر، تعفو عن الجميع حتى مع من يجرحها أو يخطئ بحقها، بل كانت تتميز بعدم سماحها للغِيبة في المجالس، تردد قولها: "إما أن تكفوا عن الغِيبة أو أقوم من المجلس".


كانت من أوائل المبادرات في الصدقات وتفريج الكربات، ولحلقات القرآن، تُخفي عملها الصالح عن أقرب الناس، أنيسة ومؤنسة لكل من حولها.


شهِد لها كل من جاء للعزاء بصلاحها، ونُشْهِد الله على أنها كانت امرأة لا تشبه النساء في صلاحها، كانت آية في الصلاح، نحسبها كذلك، والله حسيبها.


وخلاصة القول هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنتم شهداء الله في أرضه)).


رَحَلْتِ يا قرة العين جسدًا، وإنا على فراقكِ لمحزونون، لكن ستبقين في ذاكرتي وذاكرة محبيكِ، وسيظل قلبي ينبض حبًّا ووفاءً.


رحمكِ الله بقدر شوقي إليك، وغفر لكِ بقدر ما أوجعني رحيلكِ.

 

أختاه قد طال الغيابْ
أختاه هل لكِ من إيابْ؟
أختاه هل لكِ عودة
بعد اللقاء المستطابْ؟
أحلام "أم أحمد" وردية
غاياتها فوق السحابْ
قد كان من أحلامها
حفظٌ لآيات الكتابْ
ولقد تحقَّق حلمها
من قبل ذاك المصابْ
يا أيها الأحياء يا من
سرتمُ فوق الترابْ
شيعتم جثمانها
فَلَكُمْ من الله الثوابْ
يا رب عند سؤالها
أرْشِد ولقِّنها الجوابْ
يا رب واجعل قبرها
روضًا من الجنات طابْ
يا رب نوِّر قبرها
شفِّع بها آيَ الكتابْ
يا رب أدخلها الجنان
بلا حساب أو عذابْ
يا أهلها لا تجزعوا
فالصابرون على المصابْ
سيُصَبُّ فوق رؤوسكم
أجر بلا أدنى حسابْ
ولتفرحوا فلكم أتت
في مناماتٍ عِذابْ
برؤى تبشر أهلها
والزوج بل كل الصحابْ
يا رب قد وفدت إليك
فلا تغلق أي بابْ
أكرم وفادتها فأنت
الأهل للكرم اللُّبابْ
واكتب لنا يا ربنا مع
أختنا حسن المآبْ[1]

 


[1] منقول بتصرف.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة