• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

بين أروقة كلية أصول الدين

بين أروقة كلية أصول الدين
خالد حامد عمر


تاريخ الإضافة: 16/11/2023 ميلادي - 3/5/1445 هجري

الزيارات: 1796

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين أروقة كلية أصول الدين

 

حين تم قَبولي في كلية أصول الدين، خالطني الكثير من المشاعر المتأجِّجة والمتقلِّبة، بدءًا من فرص العمل المتاحة، وبين خيارات المستقبل المتعددة، وغيرها مما يُشِلُّ تفكير الطالب في ذلك الوقت، لكن توكلت على الله، ودخلت الكلية، وكان أفضل قرار اتخذته في حياتي.

 

تغيرات طالت الجميع:

ولما دخلتُ إلى القاعة الكبرى لكلية أصول الدين بجامعة أم درمان الإسلامية أول مرة، وجدت كل أنواع الطلاب فيها؛ ما بين طالب أخذته نسبته في المرحلة الثانوية ورمته في القاعة، فهو غير راضٍ عن ذلك، ومتذمر آخر يريد إعادة امتحان الشهادة السودانية، وحافظ قرآن يريد إكمال دراسته للعلم الشرعي، وبين شباب متهور غير مبالٍ.

 

ثم بعد دخول الطلاب في أجواء الدراسة، حدثت تغيرات عجيبة للجميع، لن أنسى أثرها طول حياتي.

 

أما الشباب المتهور، فقد أصبحوا أكثر تهذيبًا ووعيًا، وازداد تركيزهم على الدراسة، حتى تغيرت هيئتهم بعد أن كانت حلاقة شعرهم غير مرضية، ولهجتهم شبابية صارخة.

 

أما حفظة القرآن الكريم، فازدادوا حبًّا للعلم الشرعي، فتجدهم في الصفوف الأمامية في القاعات متميزين عن غيرهم.

 

وأما من رَمَتْهُ نسبته، وجاء بلا تفكير للكلية، فقد تغيرت قناعته؛ فالبعض واصل الدراسة متبركًا بالعلم الشرعي، والبعض الآخر ترك الدراسة وذهب إلى حال سبيله.

 

حصيلة العلم الشرعي:

هذه التغيرات التي طالت الجميع ما هي إلا نتاج وحصيلة العلم الشرعي، هذا العلم الذي يهذِّب الإنسان، ويحسن لغته وفكره، ويغيِّره في جميع مناحي الحياة.

 

فقد مدح الله تعالى حاملي العلم؛ فقال: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وخصَّ العلماء بالخشية؛ لأنهم أعرف الناس بالله، وكلما كان العبد بربه أعْرَفَ، كان له أرجى ومنه أخوف، فالعلم سبب لمرضاة الله تعالى في الدنيا والآخرة، والعلم سبب لتقويم السلوك وتهذيب النفوس.

 

وهذا ما التمسته في زملائي الطلاب.

 

وحين يدخل الأستاذ إلى القاعة، ويدرسك السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، أو الحديث، أو الفقه، تجد نفسك في عوالم أخرى، وقد انشرح صدرك، وتتمنى ألَّا ينتهيَ وقت الدرس.

 

وهكذا قضينا أيامًا جميلة بين أروقة هذه الكلية العتيقة، التي كانت نواة كليات جامعة أم درمان الإسلامية، ردَّ الله غربتها وغربة الوطن.

 

عوالم أخرى:

فكان أكثر ما يشدني في الكلية أصوات أساتذتنا وعلمائنا، فلن تجد أجمل من تلك اللحظة حينما تقترب للقاعة، وتسمع أصواتهم ومحاضراتهم؛ فذلك الدكتور حامد الترابي رحمه الله يذكرك بالسيرة النبوية، ويحدثك عن معارك وغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، وكأنك تراها رأي العين، وهذا دكتور محمد البلة يأسرك بالحجج والأدلة الشرعية خلال محاضرة العقيدة الإسلامية، وهناك تجد البروفسور يوسف عمر حمزة حينما يغوص في تفسير الآيات ومعانيها الخالدة، فيسردها بطريقة هادئة رصينة، يجعلك تنسى ما حولك، فلا تشعر بالوقت والمكان.

 

لِمَ فعلت ذلك؟

وقد أحزنني ما طال كليات الجامعة من تكسير وتخريب ونهب، بل تعدَّى ذلك إلى حرق الكتب في بعض المكتبات! مصداقًا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامًا، يُرْفَعُ فِيهِنَّ الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهِنَّ ‌الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهِنَّ الْهَرْجُ))؛ [مسند أحمد، (6/ 367)، ط: الرسالة].

 

فالجاهل عدوُّ نفسه قبل أن يؤذي الآخرين، فأنت حينما تحرق وتدمر المكاتب والكليات الجامعية وغيرها، فأنت جاهل لا تفقه ما تفعله، وما لا تفعله؛ لأنك تعبِّر عن جهلك وحقدك على العلم والعلماء، ونقول: يا تُرى ماذا فعلت لك هذه الكتب، حتى تفعل بها الأفاعيل؟

 

فكان أفضل قرار حين التحقتُ بهذه الكلية العظيمة التي علمتني الكثير من العلم والعمل.

 

نسأل الله سبحانه أن يجزي معلمينا وأساتذتنا خير الجزاء؛ لِما قدموه لنا من علم ومعرفة ودعوة إلى الله، فَرَحِمَ الله من تُوفِّيَ منهم، وحفِظ الله الأحياء، وبارك فيهم وفي علمهم.

 

إهداء إلى دفعة أصول الدين 2010 م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة