• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

مناظرة بين القلب والعقل

مناظرة بين القلب والعقل
يوسف محمد البيوش


تاريخ الإضافة: 2/5/2023 ميلادي - 11/10/1444 هجري

الزيارات: 17056

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مناظرة بين القلب والعقل

 

قال القلب مفتخرًا: أنا مصدر الإلهام والإبداع، ومن بين ثناياي تتفتق المشاعر الجياشة؛ ليعيش صاحبها بحبٍّ وأمل في بحر هذه الحياة المادية القاسية.

 

قال العقل: بل أنت ضعيف كضعف نبضاتك، لا تقوى على مواجهة مصاعب الحياة، وستفشل عند أول تحدٍّ، فالحياة للأقوى، ولا مكان فيها للضعفاء.

 

قال القلب وقد بدأت ملامح الانزعاج تظهر على مُحيَّاه: وما نفْعُ قوتك أيها المغرور، ألَا ترى أن ما يُؤخَذ باللين والرفق أفضل بكثير مما يُؤخَذ بالقوة، فبالحب يحقق المرء أكثر مما يريد، ويسهُل عليه حمل الجبال الراسيات؛ ألم تقرأ رد سعد بن معاذ وقد امتلأ قلبه حبًّا لنبيه: ((لو خضت بنا البحر، لَخُضْناه معك))، وتصديق الصِّدِّيق لخبر الإسراء والمعراج المخالف لفرضياتك وقوانينك.

 

قال العقل مقاطعًا بحنق: وهل كانت هذه الردود التي أوردتها إلا نابعة من الإيمان الذي توصل إليه أبو بكر وسعد بالعقل والحكمة؛ فالعقل والحكمة سَبَبَا ما تفضَّلت به.

 

قال القلب: لو كان الأمر كما تزعُم، لَرأيتَ جميع العلماء والمخترعين قد دخلوا في دين الله أفواجًا، والحقيقة الصارخة تقول: إن هناك من العلماء من يعبد بقرة أو شجرة، فالهداية أنا مسرحها، وقد مدحني الحق سبحانه وتعالى في ذلك؛ حيث قال: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37].

 

شعر العقل بحرجِ موقفه وانتفض قائلًا: وهل استطاع الإنسانُ تسخيرَ ما حوله إلا بالعقل؟! فما تراه من تطور وعمران وتقدم علمي مردُّه حسن التخطيط والتدبير، ومن ثَمَّ التنفيذ، ولولاي لظل العالَم يمتطي جواده أو ناقته، وهو يردد أشعارك، ويُلقِي خطبك الجوفاء.

 

رد القلب بثقة: رويدك رويدك... وما فائدة هذا التطور الذي تتبجح به؟ وهل جَنَيْنَا منه إلا الدمار والخراب للإنسانية؟ ألم تُدمِّروا العلاقات الإنسانية النبيلة بقنابلكم المتخلفة، وقطعتم شرايين وأوردة المحبة والإخوة بصواريخكم الغبية؟

 

وهنا تدخَّل العاشق الحكيم ليُنهيَ هذا الحوار قائلًا: لا يمكن الاستغناء عن فضائل ومحاسن كلٍّ منكما، فأنتما عينان في رأس واحدة تتكاملان ولا تتنافران، تتساعدان ولا تتخاصمان، ألم تقرأا قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- شكر
أحمد البيوش - سوريا 03-05-2023 05:11 PM

بوركت ابن العم يوسف أبا أمجد.. محاكاة قيمة
بالعقل نخوض علماً وبقلب سليم نرجو جنة.

3- وصفت وأنصفت
محمد زكي عيادة - سوريا 03-05-2023 08:27 AM

بورك عطاؤك واستمر مدادك...
جميلٌ أن تتبارى الآلاء وتتباهى بوظائفها المأمورة بها لخدمة الآدمي المكرَّم، فما الإنسان من دون عقلٍ؟ وما الإنسان من دون قلب؟
فإن حُرِم الأول سقط عنه القلم، وإن فقد الثاني انهارت به القيم.
اللهم زيّنّا بعقل راجح وقلب سليم.

2- مناظرة جميلة
محسن - قطر 03-05-2023 01:10 AM

سلمت يا أستاذ

1- أحسنتَ وأجدتَ
سامح أحمد شعبان - سوريا 02-05-2023 02:23 PM

بوركت وحييت أستاذ يوسف... ودام مدادك وقلمك...

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة